سياسة عربية

جيش الاحتلال يواصل مجازره في غزة ويتجاهل دعوة ترامب لوقف القصف

امتدت غارات الاحتلال إلى وسط قطاع غزة وأسفرت عن استشهاد فلسطينيين اثنين- جيتي
امتدت غارات الاحتلال إلى وسط قطاع غزة وأسفرت عن استشهاد فلسطينيين اثنين- جيتي
تواصلت مجازر الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت، وأسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 29 فلسطينيا بينهم طفلة وإصابة آخرين، وسط تجاهل لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف القصف بشكل فوري، وذلك في أعقاب الرد الإيجابي من حركة حماس بشأن خطته لإنهاء الحرب.

وفي إطار رده على إعلان حركة حماس موافقتها على الإفراج عن الأسرى وفق مقترحه، قال ترامب إنه يعتقد أن حماس، باتت "مستعدة لسلام دائم"، داعيا الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف قصف غزة "فورا" من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

ووفق شهود عيان ومصادر طبية، فإنّ الهجمات الإسرائيلية على غزة لم تتوقف رغم دعوة ترامب، وتركزت استهدافات الاحتلال على المنازل والتجمعات المدنية في أنحاء متفرقة بالقطاع.

وشمال القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة عن استشهاد 22 فلسطينيا على الأقل، وفق المصادر الطبية. وفي التفاصيل، استشهد 6 فلسطينيين على الأقل وأصيب وفقد آخرون تحت الأنقاض إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا مأهولا لعائلة المظلوم والرفاتي في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.

اظهار أخبار متعلقة



ووسط المدينة، استشهد فلسطيني بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في شارع اليرموك. وشمال غربي المدينة، استشهد فلسطيني وأٌصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا مدنيا قرب مخبر الشرق في منطقة اللبابيدي.

وقرب منطقة اللبابيدي، أُصيب فلسطيني جراء إلقاء مسيرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" قنبلة صوبه. كما استشهد 14 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من مدينة غزة لم ترد تفاصيل بشأنها.

روبوتات مفخخة
وفي مدينة غزة كذلك، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف وتفجير واسعة بالروبوتات المسيرة والمفخخة في أحياء الصبرة وتل الهوى جنوبا، وحيي الرمال والنصر ومخيم الشاطئ غربا.

كما كثف جيش الاحتلال من عمليات قصفه الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة من المدينة خاصة محيط مفترق الغفري (وسط) وشارع النفق (شمال شرق). وقصفت المدفعية الإسرائيلية بشكل مكثف الأنحاء الشرقية من حي الزيتون شرقي مدينة غزة.

وميدانيا، أفاد شهود عيان بتراجع محدود لآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي من مواقع تواجدها في شارع الجلاء وحي النصر وسط وغربي مدينة غزة، لعشرات الأمتار فقط. وأكدوا أن الجيش ما زال يسيطر على تلك المناطق بنيران مسيراته التي تحلق على مستويات منخفضة في سماء مدينة غزة وتطلق نيرانها على أي حركة هناك.

اظهار أخبار متعلقة



ووثق شهود عيان وصحفيون تمكنوا من الوصول إلى شارع الجلاء وحي النصر، رغم خطورة الأوضاع الأمنية والاستهدافات المتواصلة، دمارا كبيرا حل بالمنطقة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة. وأفادوا بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سوى عشرات المباني في تلك المناطق بالأرض كما ألحق دمارا واسعا بالبنى التحتية والشوارع.

في 8 آب/ أغسطس الماضي، أقرت حكومة الاحتلال خطة طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.

وبعد ذلك بـ3 أيام، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما واسعا على مدينة غزة، شمل تدمير منازل وأبراج وممتلكات مواطنين وخيام نازحين، وقصف مستشفيات، وتنفيذ عمليات توغل.

غارات وسط وجنوب القطاع
وامتدت غارات الاحتلال إلى وسط قطاع غزة وأسفرت عن استشهاد فلسطينيين اثنين، وفق المصادر الطبية، التي أوضحت أن طفلة فلسطينية استشهدت في مخيم النصيرات وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في شارع العشرين، إلى جانب استشهاد فلسطيني آخر في هجمات إسرائيلية لم ترد تفاصيل بشأنها.

واستشهد خمسة فلسطينيين في غارات إسرائيلية وقعت جنوب قطاع غزة، فيما واصل جيش الاحتلال قصفه المدفعي المكثف على أنحاء مختلفة من مدينة خانيونس، فيما أطلقت آلياته النار بشكل عشوائي صوب مناطق شمال ووسط المدينة، وسط تجدد القصف المدفعي على المناطق الشمالية من خانيونس.

يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي وهيئة البث العبرية الرسمية عن توجيه المستوى السياسي بـ"وقف عملية احتلال مدينة غزة"، و"تقليص النشاط العسكري في القطاع ليكون دفاعيا بحتا".

اظهار أخبار متعلقة



وتزامن ذلك من بيان لمكتب نتنياهو قال إن "إسرائيل تستعد في ضوء رد حماس، لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للإفراج الفوري عن جميع الرهائن".

ومساء الجمعة، قالت حماس، في بيان، إنها سلمت ردها على خطة ترامب بشأن غزة للوسطاء، معلنة موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات. وجددت حماس موافقتها على تسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني، واستنادا للدعم العربي والإسلامي، مشددة في المقابل على أن مستقبل القطاع وحقوق الشعب تناقش في إطار فلسطيني.

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وفي 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن ترامب، عن خطة تتألف من 20 بندا، من بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل على الخطة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و74 شهيدا، و169 ألفا و 430 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 459 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
التعليقات (0)

خبر عاجل