أفاد مركز "
عدالة" الحقوقي العربي في الداخل الفلسطيني المحتل، الخميس، بأن السلطات الإسرائيلية بدأت بعقد جلسات استماع لمجموعة من الناشطين الذين اعتقلتهم خلال هجومها على أسطول الصمود العالمي المتجه نحو قطاع
غزة، تمهيداً لترحيلهم، وذلك دون تمكين المعتقلين من لقاء محاميهم أو الحصول على استشارة قانونية.
وأوضح المركز، في بيان له، أن الناشطين أبلغوا فريق الدفاع عبر اتصالات هاتفية بأن سلطات الهجرة الإسرائيلية شرعت مؤخراً في عقد جلسات استماع تمهيدية لإصدار أوامر ترحيل أو اعتقال بحقهم، دون حضور محامين، وبدون السماح لهم بالحصول على أي استشارة قانونية، وهو ما وصفه مركز "عدالة" بأنه خرق صارخ للقانون الدولي، ومخالفة للقانون الإسرائيلي، وانتهاك مباشر لحق أساسي من حقوق الإجراءات القانونية العادلة.
وطالب المركز السلطات الإسرائيلية بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات غير القانونية، وتمكين طاقم الدفاع من لقاء المعتقلين بشكل عاجل، مشدداً على أنه سيتخذ خطوات قانونية عاجلة للطعن في هذه الإجراءات وضمان وصول الناشطين فوراً إلى التمثيل القانوني، ومجدداً مطالبته بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وإعادة السفن والمساعدات المصادرة، والسماح للأسطول بمواصلة رحلته نحو غزة لتسليم المساعدات الإنسانية.
وأطلقت قوات البحرية الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، هجومها على أسطول الصمود المتجه نحو قطاع غزة لكسر
الحصار، حيث صعد الجنود الإسرائيليون على متن عدة سفن لمحاولة السيطرة عليها. وأعلن
الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، أنه تمكن من السيطرة وتوقيف جميع القوارب باستثناء قارب واحد قالت إنه بعيد عن متناولها.
ويُعد هذا الحدث الأول منذ سنوات الذي تشهد فيه مياه البحر المتوسط إبحار نحو 50 سفينة مجتمعة باتجاه غزة، وعلى متنها 532 متضامناً مدنياً من أكثر من 45 دولة، محملة بالمساعدات الإنسانية.
اظهار أخبار متعلقة
ويأتي هذا التحرك الإسرائيلي في ظل حصار خانق مستمر على غزة منذ 18 عاماً، حيث بات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون بلا مأوى بعد أن دمرت الحروب المتكررة مساكنهم. وقد شددت الاحتلال الحصار أكثر في 2 آذار/مارس الماضي عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مانعة بذلك دخول المواد الغذائية والأدوية والمساعدات الإنسانية، وهو ما أدى إلى حالة مجاعة بالرغم من تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود.
من جهة أخرى، تشهد غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية بدعم أمريكي، خلفت حتى الآن 66 ألف و225 شهيد٬ و168 ألف و938 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينياً بينهم 151 طفلاً، وفق آخر الإحصاءات الموثقة.
ويُعتبر أسطول الصمود العالمي جزءاً من جهود دولية لكسر الحصار عن غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين، في مواجهة ما وصفته المنظمات الحقوقية بـ"الجرائم المستمرة والانتهاكات الفاضحة ضد المدنيين"، مع تسليط الضوء على انتهاك إسرائيل للقوانين الدولية الخاصة بحرية الملاحة وحقوق الإنسان.