سياسة عربية

رفض واسع لـ"خطة ترامب".. هذه آراء شخصيات سعودية ومصرية وأردنية

ترامب قال إن الخطة هي الفرصة الأخيرة أمام حماس للموافقة عليها- البيت الأبيض
ترامب قال إن الخطة هي الفرصة الأخيرة أمام حماس للموافقة عليها- البيت الأبيض
رفض كتاب وأكاديميون عرب وخليجيون الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، والتي تضمنت إنهاء أي وجود لحركة "حماس" وسلاحها وأنفاق المقاومة في كافة أنحاء القطاع.

واعتبرت شخصيات سعودية وأردنية ومصرية أن الخطة تعني، باختصار، تحقيق أهداف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر "اتفاق سلام" بدلاً من آلة الحرب التي فشلت في تحقيق ما أرادتها خلال عامين.

وقال الكاتب والإعلامي السعودي البارز داود الشريان إن خطة ترامب هي "شروط استسلام"، مضيفًا: "صحيح أنها تتضمن خطوات عملية (وقف نار، إعادة رهائن)، لكنها تخفي عبارة واحدة بحجم (كش ملك)".

وتابع: "قالها ترامب لنتنياهو: ‹لديك دعمنا الكامل لتفعل ما يلزم› — بمعنى أن أي تأخر من حماس يُترجم إلى تفويض بضربات أشد قسوة. فكيف ستقرأها حماس؟ مجرد نص سياسي أم إنذارًا بمصير أشد ظلمة مما مضى؟".

بدوره، قال الأكاديمي والكاتب السعودي محمد العبد اللطيف إن التاريخ يعيد نفسه، مستذکرًا موافقة العرب على القرار رقم 242 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 22 نوفمبر 1967، الذي جاء في أعقاب الحرب العربية–الإسرائيلية ونص على "الانسحاب من أراضٍ محتلة"، وليس على الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة التي تشمل الضفة والقدس. وأضاف: "فسّره العرب على أنه انسحاب من الأراضي المحتلة، فانْسحبت إسرائيل من سيناء فقط كـ(أراضٍ محتلة)".

في مصر، عبرت شخصيات وكتاب عن رفضهم القاطع للخطة التي حظيت بترحيب رسمي من القاهرة.

نائب رئيس الجمهورية الأسبق محمد البرادعي انتقد موقف الدول العربية حيال الخطة، قائلاً: "استمعت الآن إلى المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض بشأن غزة وفلسطين… وتملكني شعور بالأسى العميق على حال ومستقبل فلسطين بل والمنطقة العربية بأسرها… هذه ليست خطة سلام، وإنما مخطط خنوع وإذعان".

وقال الكاتب أسعد طه إن "اسمها خطة ترامب للقضاء على ما تبقى من العرب".

الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية مأمون فندي، قال إن "من يريد أن ينزع سلاح حماس فليتفضل: نزع سلاح حماس — إسرائيل، رغم امتلاكها أقوى جيش في المنطقة (حسب ما يروج له)، لمدة سنتين فشلت في نزع سلاح حماس. وطبعًا منذ عام 2004 والعالم، بما في ذلك الدولة اللبنانية، يريدون نزع سلاح حزب الله، وبعد عقدين لم يُنزَع. فمن يريد فعل ذلك كبديل عن إسرائيل—سواء المصري أو الإماراتي أو أي طرف آخر—فليتفضل وينزع!".

ووصف الكاتب علاء الأسواني خطة ترامب بحسب توصيفه الخاص قائلاً: "بعد أن سرقنا أرضكم وهدمنا بيوتكم وقتلناكم وذبحنا أطفالكم وأحرقناهم أحياءً وجوعناكم حتى الموت… نريد منكم الآن أن تعلنوا استسلامكم وتسلموا لنا أسلحتكم حتى نطمئن لسلامة جنودنا وهم يذبحونكم — هذه خطة ترامب للسلام".

وقال الكاتب والروائي يوسف زيدان إن "ما طرحه ترامب لا يعدو كونه تهريجًا سياسيًا وبهرجةً إعلامية لا أكثر. إذ كيف يمكن لحماس أن تسلّم سلاحها، في حين أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لا يتم وفقًا لجدول زمني؟ أما بقية البنود الواردة في مبادرة ترامب للسلام فهي لا تستحق عناء التعليق عليها".

وقوبلت خطة ترامب برفض واسع من قبل شخصيات أردنية، إذ انتقد الكاتب باسل الرفايعة الخطة، قائلاً إنه لمن يرحّب بالخطة أن ينتظر الأسوأ، فـ"إسرائيل الكبرى" ليست مجرد حلم أو هذيان صهيوني متطرّف. ولخص الرفايعة رؤيته النقدية للخطة في ست نقاط، وخلص إلى عبارة: "نتنياهو مدح ترامب وخطته؛ ولا يمدح السوق إلا مَن ربح".

وقال الأكاديمي عبد الله الطوالبة إن ترامب منحاز بشدة في خطته للاحتلال، مضيفًا: "ما سمعناه على لسان تاجر العقارات ليس إلا عرضَ استسلامٍ على الشعب العربي الفلسطيني ليتخلى عن كفاحه المشروع من أجل الحرية والاستقلال في وطنه التاريخي".

وبعد استعراض بنود الخطة والتعليق عليها، رأى الكاتب سعود الشرفات أنه "من منظور فلسطيني وعربي يمكن القول إن الخطة تمنح إسرائيل الأمن والشرعية الدولية، بينما تمنح الفلسطينيين مساعدات إنسانية وإدارة منزوعة السيادة. إنها استمرار لنهج "صفقة القرن" التي أُعلن عنها عام 2020، لكن بصياغة مركزة على غزة بعد حرب 2023–2025. قبول الخطة دون تعديلات جذرية قد يعني شرعنة الاحتلال وتجريد المقاومة مقابل "سلام اقتصادي" مؤقت. أما رفضها فقد يضع الفلسطينيين أمام خيار استمرار الحرب وتبعاتها الإنسانية الكارثية".


وقال الكاتب عمر العسوفي إنه "لا خيار أمام المقاومة إلا الاستمرار في مقاومتها بما هو متوفر لديها من أسلحة، مع تنويع وابتكار في أسلوب التنفيذ… أعلم أن هذا الطرح لا يَعجب أصحاب الثراء والرفاهية والمزايا التي ينعمون بها… والله غالب على أمره".

ووصف العسوفي الخطة بأنها "خطة الموت والسم الزؤام… إنما إنقاذ للكيان الهش الذي فشل في تحقيق أهدافه خلال سنتين ولم يحقق إلا الدمار والقتل. إنها خطة إعدام تفاضل بين إعدامين: إما الإعدام رميًا بالرصاص أو الإعدام شنقًا بحبل من حرير، وعلى الضحية أن تختار وسيلة موتها".

وانتقدت شخصيات عربية وخليجية أخرى الخطة، وقال الأكاديمي العماني حمود النوفلي إن "خطة ترامب هي ذاتها صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية، وهي احتلال من ترامب وبلير كحكام لغزة مثل بريمر عندما حكم العراق.".

وقال الكاتب اللبناني حسن الدر، إن "الدّول العربيّة والإسلاميّة الّتي وافقت على خطّة ترمب لإنهاء الحرب، أخرجت نتنياهو من عزلته الدّوليّة وأحرجت المقاومة في غزة تمهيدًا للقضاء على ما تبقّى من فلسطين".


التعليقات (0)

خبر عاجل