قضايا وآراء

كبير مروجي معاداة الإسلام والعرب.. حين ينقلب الاتهام على المُتهِم!

جمال الدين طالب
حول ماسك "أكس" إلى ذراع ترويجي لليمين العنصري المتطرف والمعادي للإسلام والمسلمين.. الأناضول
حول ماسك "أكس" إلى ذراع ترويجي لليمين العنصري المتطرف والمعادي للإسلام والمسلمين.. الأناضول
أعترف أنني وجدت نفسي أصرخ شامتا "واو"!، وأنا أتابع، أمس، برنامجا إذاعيا بريطانيا، والمذيع يقطع النقاش الدائر حول اليمين المتطرف العنصري والهجرة والإسلاموفوبيا، ليعلن أن هناك خبرا عاجلا عن ورود اسم أحد أكبر رعاة وممولي هذا اليمين العنصري الإسلاموفوبي، وهو الملياردير الأمريكي ـ الجنوب إفريقي إيلون ماسك في ملفات جيفري إبستين، رجل الأعمال الأمريكي المنتحر (في زنزانته وفي ظروف مشكوك فيها)، والمدان بالاعتداء جنسيا على القاصرات، والمتاجرة جنسيا بهن.

اللافت أنني عشت الموقف نفسه وأنا أتابع الإذاعة البريطانية الشهيرة نفسها (أل بي سي)، قبلها بيومين فقط، عندما ورد خبر عاجل سرعان ما أبرزته الإذاعة، حيث كشفت صحيفة "نيويورك تايمز " أن إيرول ماسك، والد إيلون ماسك البالغ من العمر 79 عامًا، متهم بالتحرش الجنسي بخمسة من أطفاله وأبناء زوجته منذ عام 1993!

في هوسه بمعاداة الإسلام والمسلمين في بريطانيا قام ماسك بإعادة نشر الكثير من المعلومات المغلوطة عن المسلمين على منصته، بل وطالب بسجن رئيس وزراء بريطانيا وزعيم حزب العمال كير ستارمر، بعد أن اتهمه بأنه “متواطئ بشكل عميق في قضية عمليات الاغتصاب الجماعي لفتيات بيض”!،
وجدت الكشف "تراجيكوميديا" فماسك (المهاجر الجنوب إفريقي) نفسه لم يتوقف عن الترويج وتضخيم ربط مهاجرين مسلمين (حصريا) في بريطانيا بجرائم الاعتداء على "فتيات بيض"، وذلك ضمن حملته، التي أخذت بعدا "هوسيا " ضد مسلمي بريطانيا خاصة، ودعمه لليمين العنصري فيها، وأشهر رموزه، تومي روبنسون، خريج السجون المتطرف المعادي للهجرة والإسلام. وقد كان ماسك داعما للمظاهرة الضخمة لليمين العنصري التي نظمها روبنسون في لندن. وقد ألقى ماسك كلمة في تجمع المظاهرة، حرض فيها على العنف والكراهية، ودعا مرة أخرى لإسقاط الحكومة البريطانية المنتخبة ديمقراطيا.

و"التراجيكوميدي " كذلك أن في قائمة المشاركين في هذه المظاهرة إلى جانب ماسك، يوجد ستيف بانون المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد تم الكشف أن اسم بانون موجود إلى جانب ماسك في ملفات المنحرف جنسيا جيفري إبستين.!

وقد تحولت هذه الملفات إلى فضيحة عالمية، واتٌهم ترامب برفض نشرها، رغم أنه كان وعد بذلك، بل وكان يلوح بها ضد خصومه، لأنه "واضح" أن اسمه موجود فيها لعلاقته الموثقة بـ"المريض جنسيا" إبستين.

والمفارقة أن هذا الاتهام أطلقه أيضا إيلون ماسك نفسه ضد ترامب عندما اختلف معه مؤخرا، وحوَّل المنصة التي يملكها "إكس" لمنصة لساحة للتهجم وتصفية الحسابات مع الرئيس الأمريكي، بعدما كان داعماً له وتبرع لحملته في انتخابات 2024 بأكثر من 259 مليون دولار مما جعله أكبر الممولين لحملة رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة.

كما سخَّر ماسك "أكس" (تويتر سابقا) للترويج لترامب، عبر التلاعب بالخوارزميات وإبراز المحتوى الداعم لترامب والمروج لماسك نفسه، وحسابه الشخصي المتابع من قبل أكثر من 213 مليون متابع.

وقد حول ماسك "أكس" إلى ذراع ترويجي لليمين العنصري المتطرف والمعادي للإسلام والمسلمين. فقد دعم حزب "البديل" اليميني العنصري المتطرف في ألمانيا، كما أعلن دعمه حزب "ريفورم" (إصلاح) اليميني المتطرف المعادي للمسلمين وزعيمه نايجل فاراج ووعده بدعم الحزب بـ100 مليون دولار، قبل أن ينقلب ماسك عليه ويدعو للإطاحة به من زعامة الحزب بين عشية وضحاها، بعدما اختلف فاراج معه بشأن دعوة ماسك لإطلاق سراح تومي روبنسون، زعيم جماعة "الرابطة الإنجليزية" العنصرية المعادية للإسلام والمسلمين، بعد سجنه بسبب ازدراء القضاء ونشر الأكاذيب في قضية فتى لاجئ سوري تعرض لاعتداء عنصري في مدرسة انجليزية.

وفي هوسه بمعاداة الإسلام والمسلمين في بريطانيا قام ماسك بإعادة نشر الكثير من المعلومات المغلوطة عن المسلمين على منصته، بل وطالب بسجن رئيس وزراء بريطانيا وزعيم حزب العمال كير ستارمر، بعد أن اتهمه بأنه “متواطئ بشكل عميق في قضية عمليات الاغتصاب الجماعي لفتيات بيض”!، والتي اكتشفها ماسك في منشور عنصري استحضرها، رغم أنها حدثت قبل أكثر من 15 عاما، وتورط فيها أشخاص من أصل باكستاني من متعاطي الكحول والمخدرات، الذين منطقيا لا علاقة له بتعاليم الإسلام!

وعلى هذه الخلفية روج ماسك وكثير من الحسابات العنصرية المعادية للمسلمين على "اكس" إلى فزاعة أن "المسلمين رغم أنهم أقلية هم من يقومون بغالبية عمليات الاغتصاب والاعتداء الجنسي على فتيات قاصرات من البيض في بريطانيا"! رغم أن إحصاءات وزارة الداخلية البريطانية نفسها تؤكد بالعكس أن الغالبية الساحقة من هذه الجرائم يقوم بيها بيض.

ومن بريطانيا انتقل ماسك إلى ترويج أكاذيبه لتشمل أوروبا، حيث أعاد، مؤخرا، نشر إحصائيات كاذبة لحساب عنصري على "اكس" يروج إلى أن "الرجال من أصل غير أوروبي يرتكبون 84% من جرائم الاعتداء والاغتصاب، على الرغم من أنهم يشكلون حوالي 10% فقط من السكان".

واستهدف المنشور العنصري المفبرك لحساب ينسب لعنصري أمريكي، والذي لا مصدر موثوق له، إلى أن "الجزائري أكثر عرضة لارتكاب جريمة الاغتصاب بـ 122 مرة من السويدي، والأفغاني أكثر عرضة بـ 69 مرة".

وقد أعاد ماسك هذا المنشور العنصري على حسابه على "اكس"، وتفاعل معه بعبارة  WOW "واو"!
المثير للسخرية أن إيلون ماسك وفي ترويجه لمعاداة الإسلام، يحاول تسويق نفسه على أنه حريص على القيم المسيحية، لكن ابنته فيفيان ويلسون، المتحولة جنسيا من ذكر إلى أنثى، فضحته على حسابها على منصة "ثريدز"، التابعة لمجموعة "ميتا"، التي تضم "فيسبوك"، والتي يملكها مارك زوكربيرغ، والمتهم هو أيضا بتشجيع الإسلاموفوبيا، وفي المقابل قمع أي نقد لإسرائيل والصهيونية، والتضييق على المحتوى الداعم لفلسطين.

اتهمت ابنة ماسك والدها بأنه عنصري، هو المتهم بالترويج لخطاب تفوق العرق الأبيض، ونظريات عنصرية مثل "الاستبدال الكبير"، التي تروج لأن هناك مؤامرة لاستبدال السكان البيض المسيحيين في الغرب بالمسلمين! وذهب ماسك للقول "يجب علينا تأمين وجود شعبنا ومستقبل الأطفال البيض".
ابنة ماسك فيفيان وصفت والدها بأنه "كاذب ومتعصب وشخص فظيع". وقالت إنها اضطررت للخروج عن صمتها بعدما شاهدت والدها، وهو يدعي بأنه رب عائلة محافظ على القيم المسيحية، وكتبت قائلة إنه ليس "رب عائلة، إنما زانٍ متعدد العلاقات لديه ما لا يقل عن 12 طفلاً من ثلاث نساء، وأنه لا يتوقف عن الكذب بشأن أطفاله".

ومضت تخاطب والدها: "أنت لست مسيحيًا، على حد علمي". وأضافت: "أدرك أنك لم تطأ قدمك الكنيسة أبدًا".

وقد ادعى ماسك أنه "مؤمن كبير بمبادئ المسيحية" وحذر من أن الدين "سوف يهلك بدون شجاعة مجتمعية".

واتهمت ابنة ماسك والدها بأنه عنصري، هو المتهم بالترويج لخطاب تفوق العرق الأبيض، ونظريات عنصرية مثل "الاستبدال الكبير"، التي تروج لأن هناك مؤامرة لاستبدال السكان البيض المسيحيين في الغرب بالمسلمين! وذهب ماسك للقول "يجب علينا تأمين وجود شعبنا ومستقبل الأطفال البيض".

وكتبت فيفيان مخاطبة والدها "أنت لست معقلًا للمساواة والتقدم.. لقد وصفت اللغة العربية بأنها "لغة العدو" عندما كنت في السادسة من عمري، وتم رفع دعوى ضدك عدة مرات بتهمة التمييز العنصري، وأنت من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا."

وكانت ابنة ماسك، البالغة من العمر 20 عاماً، تخلت عن لقب والدها، واختارت عام 2022 لقب والدتها ويلسون.

وأمام ما تم كشفه عن ماسك من وجوده في ملفات، المجرم المعتدي على الفتيات القاصرات والمتاجرة بهن، جيفري إبستين.. وأن والده إيرول ماسك، متهم بالتحرش الجنسي بخمسة من أطفاله وأبناء زوجته منذ عام 1993، وانقلاب الاتهام على المُتهِم، لا يسع الواحد إلا أن يقول:WOW "واو".. و WOW "واو"!

*كاتب جزائري مقيم في لندن
التعليقات (0)