سياسة عربية

الاحتلال يخنق الرئة الوحيدة للضفة الغربية مع العالم.. هذا ما نعرفه عن معبر الكرامة

صورة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي لعبور شاحنة أردنية مع داخل فلسطين المحتلة عبر نقطة تفتيش للاحتلال على جسر الملك حسين- جيتي
صورة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي لعبور شاحنة أردنية مع داخل فلسطين المحتلة عبر نقطة تفتيش للاحتلال على جسر الملك حسين- جيتي
يعد جسر الملك حسين أو معبر الكرامة، الرابط بين الضفة الغربية والأردن، الرئة الوحيدة للفلسطينيين من أجل التنقل والسفر، والتبادل التجاري بعيدا عن الاحتلال.

ومنذ إعلان رئيس حكومة الاحتلال قبل أيام، إغلاق معبر الكرامة، بشكل كامل في الاتجاهين وحتى إشعار آخر، بات الفلسطينيون محاصرين بالكامل، علاوة على الحصار الذين يعانون منه داخل الضفة الغربية.

اظهار أخبار متعلقة



ويقع المعبر في منطقة غور الأردن، ومن الجانب الفلسطيني المحتل، يسيطر الاحتلال بشكل كامل عليه، ويتحكم بحركة السفر في الدخول والخروج، ويعمد في كثير من الأحيان إلى إعلان إغلاقه بصورة مفاجئة، دون اكتراث بالمسافرين الذين وصلوا إلى بوابته على الجانبين.

إنشاء عثماني

قبل إنشاء المعبر الحدودي، كانت نقطة العبور فوق نهر الأردن، وكانت تسمى الغورانية  وكانت تربط أريحا بغور نمرين الأردنية، تطورت عام 1885، من قبل متصرفية القدس الشريف في الدولة العثمانية، وكان من الأخشاب، ونتيجة فيضان كبير في النهر عام 1897 تعرض لأضرار بالغة، وجرى إصلاحه، لكنه دمر مجددا، خلال الحرب العالمية الأولى.

وبناء على احتلال البريطانيين لفلسطين أعيد بناؤه على شكل جسر حديدي، عام 1918، وأطلقوا عليه اسم ألنبي، نسبة للجنرال إدموند ألنبي قائد الجيش البريطاني الذي احتل فلسطين.

لكن الجسر لم يصمد أمام زلزال ضرب المنطقة عام 1927، وتعرض للانهيار وجرى إصلاحه مجددا.

نقل السلاح

شكل الجسر الجديد، ممرا مهما لنقل السلاح إلى داخل فلسطين المحتلة، وبسبب أهميته الاستراتيجية، أقدمت عصابات البالماخ الصهيونية، على تفجيره بعملية ليلية، عام 1946 رغم وجود البريطانيين في المنطقة، والذين قاموا بإصلاحه مجددا.

ومع حلول النكبة، وخضوع الضفة الغربية للحكم الأردني، بات الجسر ممرا للتنقل الحر بين الضفتين، ولم يكن ممرا حدوديا، إلى أن وقعت النكسة وخسرت الجيوش العربية ما تبقى من فلسطين ليحكم الاحتلال سيطرته على الجانب الفلسطيني منه.

وشكل المعبر مع سيطرة الاحتلال، كابوسا للفلسطينيين، وبات بوابة للتنكيل والتفتيش الدقيق، والإهانة وتعطيل حياتهم واستغلاله لاعتقال المسافرين بذرائع عديدة بأمر من الحاكم العسكري.

وعلاوة على الانتهاكات، استغل الاحتلال الجسر، في عمليات تهجير صامتة من الضفة الغربية، عبر منع الكثير من الفلسطينيين بعد سفرهم إلى الخارج من العودة سواء بترهيبهم بالاعتقال في حال رجوعهم، أو إصدار قرارات إبعاد.

وحسب قوانين الاحتلال تسيطر سلطة المطارات على المعبر، لكن المسؤول الفعلي عنه، جهاز مخابرات الاحتلال الشاباك، والذي يتولى عملية التدقيق في كافة المسافرين.

دور هامشي للسلطة

وفقا لاتفاقية أوسلو، لم تمنح السلطة الفلسطينية، إمكانية للوجود على المعبر، وبقي المتحكم في الموقع الاحتلال، وأقيمت نقطة تفتيش وختم للجوازات تتبع السلطة في مدينة أريحا.

ويقتصر دور السلطة في سفر الفلسطينيين من الضفة الغربية، على عملية التفتيش الأولي في نقطة أريحا، وختم الجوازات، وبعد ذلك يستقل المسافرون حافلات إلى نقطة الاحتلال وهناك يخضعون للتفتيش الدقيق والتحقق من قبل مخابرات الاحتلال، ويجري حرمان الكثيرين من السفر دون إبداء أسباب.

اظهار أخبار متعلقة



ووفقا لإحصائيات السلطة، تنقل أكثر من 1.7 مليون مسافر عبر معبر الكرامة، خلال العام الماضي 2024، وفي كلا الاتجاهين قادمين ومغادرين .

وبحسب السلطة بلغ عدد المغادرين، 875499 شخصا، فيما بلغ عدد القادمين 856981 شخصا.
التعليقات (0)