أعلن مسؤولون إسرائيليون، أن جيش
الاحتلال بدأ بشكل
فعلي توغله البري في مدينة
غزة وذلك خلال ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، تزامنا مع
تجدد إنذارات الإخلاء الإسرائيلية للفلسطييين وتوجيههم بالانتقال إلى جنوب قطاع
غزة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين
إسرائيليين، أنّ التوغل انطلق من مشارف مدينة غزة، وسط تصعيد للغارات الجوية
وتسارع في عمليات
تدمير الأبراج الشاهقة على مدار الأسبوع الماضي.
وذكر أحد المسؤولين الإسرائيليين أنّ التوغل البري
سيكون "مرحليا وتدريجيا" في البداية، وبالتزامن مع ذلك كتب وزير جيش الاحتلال
يسرائيل كاتس عبر منصة "إكس": غزة تحترق والجيش يضرب البنى التحتية
ويعمل على تأمين الإفراج عن الأسرى وهزيمة حماس".
وكان من المفترض أن يتم التوغل البري فقط بعد أن
يجري جيش الاحتلال الإسرائيلي إخلاء المنطقة المكتظة بالسكان، ولكن لم يغادرها حتى
الآن سوى جزء ضئيل من السكان.
وحذّرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من أن الخطط
الإسرائيلية لغزو مدينة غزة ستُعرّض نحو مليون فلسطيني يعيشون هناك لخطر
التهجير
القسري.
اظهار أخبار متعلقة
وبدأ التوغل عبر موجة جديدة من الغارات الإسرائيلية،
ما أدى إلى تدفق الضحايا، بينهم أطفال، إلى مستشفيات القطاع المكتظة. ونُقل عشرات
الجرحى الفلسطينيين ليلاً إلى مستشفيات قريبة من مدينة غزة، بما في ذلك مستشفى
الشفاء والمستشفى المعمداني، وفقًا لمسؤولين محليين.
ووافق الاحتلال في آب/ أغسطس الماضي على خطة للسيطرة
على المدينة التي تتعرض لقصف مكثف، والتي يقول إنها أحد آخر معاقل حماس المتبقية.
وفي السياق، جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء،
إنذاره للفلسطينيين بإخلاء مدينة غزة والتوجه إلى جنوب القطاع، زاعما أن 40 بالمئة
غادروها.
جاء ذلك بعد ليلة دامية عاشها فلسطينيو المدينة جراء
ارتكاب جيش الاحتلال عدة مجازر، باستهداف منازل متلاصقة ومكتظة دون إنذار مسبق ما
أسفر عن استشهاد أكثر من 35 فلسطينيا.
وزعم متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان أن الجيش
بدأ "بتدمير بنى حماس التحتية في مدينة غزة"، إلا أن شهود عيان أكدوا
بأن غالبية المنشآت التي يستهدفها الجيش هي عمارات وأبراج سكنية تؤوي آلاف
الفلسطينيين.
وتابع أدرعي: "تعتبر مدينة غزة منطقة قتال
خطيرة (..) انتقلوا في أسرع وقت ممكن عبر شارع الرشيد (يربط شمال القطاع بجنوبه)
إلى المناطق التي تم عرضها جنوب وادي غزة من خلال المركبات أو سيرًا على الأقدام".
اظهار أخبار متعلقة
وتتعرض مناطق جنوب وادي غزة، خاصة منطقة المواصي غرب
مدينة خان يونس إلى قصف إسرائيلي متكرر ومكثف يستهدف خيام النازحين مخلفا شهداء
وجرحى، فيما سبق وارتكب الجيش مجازر مروعة في المنطقة.
وزعم أدرعي أن "أكثر من 40 بالمئة من
الفلسطينيين الذين يقطنون مدينة غزة غادروها، حيث تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن
350 ألفا من أصل مليون مواطن في مدينة غزة غادروها". إلا أن المكتب الإعلامي الحكومي سبق وأكد وجود أكثر من مليون
فلسطيني في المدينة.
ورغم القصف المكثف، يرفض غالبية الفلسطينيين بغزة
النزوح إلى منطقة الجنوب لافتقارها لأدنى مقومات الحياة، فيما عاد عدد كبير من
الذين نزحوا إلى الجنوب إلى مدينة غزة.
ووفق بيان سابق للمكتب الحكومي بغزة، فإن إسرائيل
حشرت أكثر من 800 ألف فلسطيني في منطقة المواصي بمدينتي رفح وخان يونس، حيث
يفتقرون لأسباب العيش.
وخلال الأسابيع الماضية، كثف جيش الاحتلال
الإسرائيلي من استهدافه للأبراج والعمارات السكنية في غزة في سياسة يقول مسؤولون فلسطينيون
إنها تهدف لإجبار الناس على النزوح من المدينة إلى جنوب القطاع.
وحتى مساء السبت، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل
كامل أو بليغ أكثر من 3600 بناية وبرج في مدينة غزة، فيما دمر نحو 13 ألف خيمة
تؤوي نازحين، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يرتكب جيش
الاحتلال بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا،
متجاهلا النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 64 ألفا و905 شهداء و164
ألفا و926 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 425 فلسطينيا
بينهم 145 طفلا.