أصدر وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل
كاتس، الجمعة، تعليماته للجيش بتدمير جميع
الأنفاق في قطاع
غزة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في خطوة تعكس استمرار النهج العسكري الإسرائيلي وتناقضه مع الالتزامات السياسية المعلنة.
وقال كاتس في تدوينة نشرها على منصة "إكس" إنه أمر بتدمير الأنفاق "حتى آخر نفق"، مضيفا: "إذا لم تكن هناك أنفاق، فلن تكون هناك حماس"، على حد تعبيره.
ولم يوضح الوزير الإسرائيلي المناطق التي تشملها العمليات أو الإطار الزمني لتنفيذ القرار، في وقت لا يزال فيه الجيش يسيطر على أكثر من نصف مساحة القطاع بعد انسحابه إلى ما يعرف بـ الخط الأصفر بموجب الاتفاق الأخير.
خلافات داخلية حول "أنفاق رفح"
تأتي تصريحات كاتس في ظل تصاعد الجدل السياسي والعسكري في الاحتلال الإسرائيلي بشأن مصير عشرات المقاتلين الفلسطينيين المحاصرين داخل أحد أنفاق رفح جنوبي القطاع، وسط تحركات مكثفة من الوسطاء الإقليميين لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومنع انهياره مجددا.
وبحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، فقد أعرب رئيس أركان الجيش إيال زامير خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر الليلة الماضية عن رفضه السماح بترحيل المقاتلين المحاصرين في الأنفاق، مشددا على أن الأزمة يجب أن تنتهي "إما بقتلهم أو باستسلامهم".
وأوضح زامير أن الاستسلام يعني من وجهة نظره "خروجهم بملابسهم الداخلية، معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي، لينقلوا إلى معسكر الاعتقال في سديه تيمان".
كما أبدى معارضته للانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق تبادل الأسرى قبل استعادة جثث الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مؤكدا أنه لا ينبغي الشروع في إعادة الإعمار قبل نزع السلاح الكامل من القطاع.
اظهار أخبار متعلقة
الجيش يقدر عدد المحاصرين في الأنفاق
من جهتها، ذكرت صحيفة "معاريف" أن التقديرات العسكرية تشير إلى أن النفق في رفح يضم بين 120 و150 مقاتلا من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محاصرين في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من "الخط الأصفر".
وفي السياق نفسه، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش بدأ برسم خريطة تفصيلية للنفق المعقد في رفح، مشيرة إلى أن تل أبيب تمتنع عن مهاجمته مباشرة خشية فقدان معلومات عن الضابط الإسرائيلي هدار غولدين، الذي قتل خلال معارك رفح عام 2014 وتحتجز حماس رفاته منذ ذلك الحين.
ويفصل الخط الأصفر بين المناطق التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية في الجهة الشرقية، وتلك التي يسمح للفلسطينيين بالحركة فيها في الجهة الغربية. ورغم ذلك، وثقت تقارير متكررة خروقات إسرائيلية للاتفاق من خلال القصف وإطلاق النار باتجاه المناطق المدنية غرب الخط، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، وفق بيانات حركة حماس والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وجاءت تعليمات كاتس الأخيرة بتدمير الأنفاق "حتى آخر نفق"، متزامنة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية شرق الخط الأصفر، بما في ذلك القصف ونسف البنى التحتية في المناطق المحاذية.
ويأتي القرار في وقت يحاول فيه الوسطاء الدوليون والإقليميون منع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بعد حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألفًا، إلى جانب تدمير نحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.