أصدر السيناتوران الأمريكيان كريس فان
هولين وجيف
ميركلي، الخميس،
تقريراً مفصلاً حول نتائج زيارة وفد الكونغرس إلى حدود الاحتلال الإسرائيلي وقطاع
غزة في أواخر آب/أغسطس الماضي، جاء فيه أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفذ خطة ممنهجة للتطهير العرقي في غزة بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح التقرير أن المجتمع الدولي يتحمل التزاماً قانونياً وأخلاقياً لوقف هذه الخطة، ودعا إلى فرض عقوبات وضغوط ملموسة على تل أبيب.
وأشار التقرير الذي جاء في 21 صفحة، إلى أن استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من غزة تتم عبر "خطة مزدوجة"، تشمل أولاً التدمير المنهجي للبنية التحتية المدنية، وثانياً استخدام الغذاء والمساعدات الإنسانية كأداة ضغط لإجبار السكان على مغادرة القطاع.
وذكر التقرير أن الخطة تستهدف نقل الفلسطينيين إلى مناطق محددة، مثل مواصي، بهدف تحقيق تهجير واسع النطاق، وقد شملت الإجراءات تدمير 92% من الوحدات السكنية، و94% من المستشفيات، و92% من المدارس والمباني الجامعية، و86% من مرافق المياه والصرف الصحي.
وأكد التقرير أن الاحتلال يصور عملياته على أنها تشجيع على "النزوح الطوعي"، في حين أن الهدف الفعلي هو خلق ظروف حياة لا تُحتمل لسكان غزة، ما يضع العالم أمام "واجب أخلاقي وقانوني" للتدخل ووقف هذه الممارسات.
كما وثق التقرير تدمير أحياء كاملة في رفح، التي كانت مأوى لنحو 270 ألف نسمة، وعرقلة متعمدة لتدفق المساعدات الإنسانية والغذاء عبر معبر رفح وميناء أشدود وممر الأردن، مما يحد من وصول الإمدادات إلى الحد الأدنى الضروري.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح السيناتوران أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم إجراءات جمركية وبيروقراطية متعمدة لتقييد شحنات الغذاء، بما في ذلك فرض رسوم جديدة وإجبار الموردين على تقديم فواتير باللغة العربية، إلى جانب تقليل عدد الشاحنات التي يتم فحصها وإدخالها أسبوعياً من 600–900 شاحنة إلى نحو 180–255 شاحنة فقط.
وأشار التقرير إلى أن مؤسسة غزة الإنسانية، التي أنشئت في أيار/مايو الماضي، تُستخدم من قبل الاحتلال كأداة للسيطرة على السكان، عبر السماح لعدد محدود من المواقع بالعمل، وإجبار الفلسطينيين على مغادرة شمال غزة من خلال تجويعهم وحرمانهم من الخدمات الأساسية، في حين قدمت الإدارة الأمريكية أجهزة فحص لمساعدة الاحتلال الإسرائيلي على مراقبة المساعدات، إلا أن تل أبيب رفضت غالبية الشاحنات بعد تكليف مقاول خاص بالإشراف على العملية.
وأكد التقرير أن الخطة الإسرائيلية تضع الفلسطينيين تحت "عقاب جماعي" وتعرض حياتهم اليومية للخطر، مشدداً على أن التدمير الممنهج للبنية التحتية وعرقلة المساعدات الإنسانية تمثل جزءاً أساسياً من استراتيجية إسرائيل لتحقيق تهجير قسري واسع النطاق في قطاع غزة.