احتفت
الصين بالطيارين
الأمريكيين الذين شكلوا فرقة "
النمور الطائرة" خلال الحرب العالمية الثانية،
ووصفوا وقتها بأنهم أنقذوا الصين من
الغزو الياباني وخلفوا إرثا ما زال يذكر بعد أكثر
من 80 عامًا.
تعود القصة إلى أواخر
ثلاثينيات القرن العشرين، عندما غزت القوات اليابانية الصين، وواجهت البلاد غزوا جويا
شبه كامل، لم تستطع القوات الصينية الصمود أمامه، وحينها تم تكليف العسكري الأمريكي
المتقاعد كلير لي شينو بتشكيل قوة جوية من المتطوعين الأمريكيين لدعم الصين في الدفاع
عن سمائها.
اظهار أخبار متعلقة
وسرعان ما أصبحت هذه
المجموعة تعرف باسم "النمور الطائرة"، وتميزت الطائرات التي تقودها برمز
فم سمكة القرش على الأنف، وهو شعار مخيف استمر استخدامه لاحقا.
ووفقا لسجلات وزارة
الدفاع الأمريكية، جند شينو حوالي 99 طيارا أمريكيا، معظمهم من الجنود السابقين أو
حديثي التخرج، بالإضافة إلى أفراد دعم متخصصين، وبالرغم من نقص الخبرة ووجود حوادث
تدريبية قاتلة، تمكنت الفرقة خلال أولى مهامها القتالية في كانون الأول / ديسمبر
1941 من إسقاط ثلاث قاذفات يابانية، بينما خسرت مقاتلة واحدة فقط.
اظهار أخبار متعلقة
خلال أشهر قصيرة، توسعت
عمليات "النمور الطائرة" لتشمل بورما، حيث تصدت للقاذفات اليابانية على طول
خط الإمداد الحرج، وأسفرت العمليات عن تدمير 217 طائرة يابانية، مع خسائر محدودة في
صفوف الطيارين الأمريكيين. وساعدت هذه الإنجازات في كسب وقت ثمين للقوات الصينية والحلفاء.
اظهار أخبار متعلقة
وعلى الرغم من التوترات
السياسية بين واشنطن وبكين، لا تزال الصين تخلد ذكرى هؤلاء الطيارين باعتبارهم
"أبطالًا"، كما تحتفي الصحف الرسمية ومتاحف الطيران في بكين وقويلين وسائر
أنحاء البلاد بمساهماتهم، حيث دُعيت حتى حفيدة مؤسس الفرقة لحضور العروض العسكرية تكريمًا
لإرثها التاريخي.
وأشارت الوثائق التاريخية
إلى أن العلاقة بين الصين و"النمور الطائرة" لم تكن مجرد تعاون عسكري عابر،
بل شكلت نموذجا فريدا للتحالف بين شعبين في مواجهة تهديد مشترك، ما يجعل هؤلاء الطيارين
الأمريكيين جزءًا لا يُنسى من ذاكرة الصين الوطنية.
اظهار أخبار متعلقة
كما يظهر التاريخ أن
إرث الفرقة، الذي شمل أساليب قتالية مبتكرة وشجاعة فردية، تجاوز الحدود العسكرية ليصبح
رمزًا للشجاعة والتعاون بين الدول، حيث ساهمت هذه التجربة في رسم صورة أمريكا حليفة
في شرق آسيا خلال الحرب العالمية الثانية، رغم مرور عقود طويلة على انتهاء النزاع.