صحافة دولية

WSJ: اغتيالات إسرائيلية تطال قادة حوثيين في اليمن ضمن تصعيد استخباراتي

تتصاعد وتيرة الهجمات الصاروخية للحوثيين على الأراضي الفلسطينية المحتلة- الأناضول
تتصاعد وتيرة الهجمات الصاروخية للحوثيين على الأراضي الفلسطينية المحتلة- الأناضول
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إنّ: "طيران الاحتلال الإسرائيلي شن غارة على اجتماع لمسؤولين حوثيين في صنعاء، بعد ساعات من رصد المخابرات الإسرائيلية له، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد زادت من عملياتها الاستخباراتية في اليمن، ومن جاهزيتها لتوجيه ضربات قاسية للحركة".

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أنّ: "مخابرات الاحتلال الإسرائيلية التقطت في إحدى الليالي إشارة عن مخطط لاجتماع وزراء في حكومة الحوثيين، بالعاصمة اليمنية، وبعد ساعات أقلع الطيران الإسرائيلي لاستهداف قاعة مؤتمرات حيث اجتمع المسؤولون لمتابعة خطاب زعيم الحركة عبد الملك الحوثي".

وبحسب التقرير نفسه، فإنّ: "الهجوم قد أسفر عن مقتل 12 مسؤولا بينهم رئيس وزراء حكومة الحوثيين ووزير الخارجية"، فيما لفتت الصحيفة إلى أنها حصلت على تفاصيل العملية من مسؤولين أمنيين مطلعين، قالا إنها جزء من جهود إسرائيلية لتعزيز معرفتها بالجماعة.

وأضافت بأنّ: "الغارة عكست موقفا إسرائيليا متشددا ورسالة موجهة إلى أعدائها بأنها قادرة على الرد ضد أي تهديد محتمل، وهو ما يعكس مبدأ جديدا يطلق عليه اختصارا "فافو" أي "العثور على والبحث عن".
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن المسؤول السابق في جهاز الموساد، عوديد عيلام، قوله إن "إسرائيل تخلت عن الصيغة القديمة المتمثلة في الانتقام المتناسب". وتركز رد الاحتلال الإسرائيلي على تدمير البنى التحتية، فيما يرى خبراء في اليمن أن الهجوم الأخير رمزي أكثر من كونه جوهريا، مؤكدين أنّ: "القوة العسكرية للحوثيين تكمن في الحركة ذاتها لا في حكومتها".

اظهار أخبار متعلقة


وذكرت الصحيفة أن محمد الباشا، مؤسس "باشا ريبورت" للاستشارات الأمنية في الشرق الأوسط، قال: "لم تحطم الغارة الإسرائيلية الشيفرة الداخلية ولكنها ضربت الواجهة الإدارية وليس البنية التحتية العميقة، ولا يعد انتصارا أمنيا استثنائيا".

وأضافت أن محللين يمنيين توقعوا أن يجبر الحوثيون على اتخاذ احتياطات إضافية لتجنب رصد مخابرات الاحتلال الإسرائيلية لمواقعهم، فيما نقلت عن وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قوله إن "القيادة الحوثية تهرب من صنعاء"، مهددا باستهدافهم في المستقبل.

وبينت الصحيفة أن الحوثيين أثبتوا في السابق مرونة وصلابة، حيث لم تنجح الحملة الجوية السعودية في وقفهم، كما تجاوزوا محاولات إدارة جو بايدن وإدارة دونالد ترامب لوقف هجماتهم على الملاحة منذ حرب غزة. وفي أيار/ مايو، وافقت إدارة ترامب على هدنة مع الحوثيين مقابل توقفهم عن استهداف السفن الأمريكية، لكنهم خرقوها في تموز/ يوليو باستهداف سفينة.

ونوّهت الصحيفة إلى أنّ: "قيادة الحوثيين تحايلت لعدة أشهر على القدرات الاستخباراتية للاحتلال، من خلال إغلاق الهواتف النقالة، والاعتماد على لقاءات مباشرة، وتجنب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتغيير المواقع بشكل متكرر يصل أحيانا إلى كل ليلة".

وقالت الصحيفة إنه: "بعد توقف الحرب الإسرائيلية ضد إيران والتي استمرت 12 يوما، قرّر جيش الاحتلال إنشاء وحدة خاصة بالحوثيين تضم 200 ضابط وجندي، بحسب مسؤول إسرائيلي".

وأضافت أنّ: "المسؤولين الإسرائيليين يتوقعون ردا حوثيا، في حال واصلوا إرسال مسيرات وصواريخ باليستية باتجاه الأراضي المحتلة، وفي الأحد الماضي حاولوا استهداف سفينة قرب باب المندب لكنهم أخطأوا الهدف".

وصرّح مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، السبت، قائلا: "مع أن العدو الغادر تسبب بالألم والخسارة، إلا أننا نتعهد أمام الله والشعب اليمني الأبي وعائلات الشهداء والجرحى بالانتقام، ومن عمق الجرحى سنحقق النصر".

اظهار أخبار متعلقة


وأطلق الحوثيون وقبل استهداف حكومتهم، صاروخا محمّلا بذخيرة عنقودية، بحسب مسؤول عسكري إسرائيلي. وتأمل دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تسهم الغارات في ردع الحوثيين وجماعات أخرى بالمنطقة، كما تراهن على تحريض الشعب اليمني المعارض للحوثيين.

وتسيطر الحركة على ثلث أراضي اليمن ويعيش تحت سلطتهم ثلثا السكان، متوقعة أن تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي نفس التحديات التي واجهتها الحملة السعودية-الإماراتية والجهود الأمريكية.

ونقلت عن محللين إسرائيليين قولهم إن دولة الاحتلال الإسرائيلي بحاجة لدعم أمريكي، إذا أرادت خوض حرب طويلة ضد الحوثيين، مضيفا عيلام: "لا يمكن لإسرائيل شن حرب طويلة الأمد ضد الحوثيين وتحتاج لدخول الولايات المتحدة مرة ثانية ودعمهم".
التعليقات (0)

خبر عاجل