اقتصاد عربي

هل تلجأ سوريا إلى روسيا في طباعة عملتها الجديدة؟

شركة روسية تتولى طباعة العملة السورية الجديدة
شركة روسية تتولى طباعة العملة السورية الجديدة
يتجه السوريون إلى طباعة عملة سورية جديدة، بعد حذف صفرين من قيمة العملة الحالية، وذلك في إجراء بات ضروريا لتسهيل التعاملات بالليرة السورية التي تشهد انهيارا في قيمتها الشرائية، وتقليل حجم الكتلة النقدية المتداولة.

وأشار مصرف سوريا المركزي في بيان السبت، أنه في "مراحل متقدمة من وضع خطة لطرح عملة سورية جديدة، تم تصميمها وفق أعلى المعايير الفنية المعتمدة لدى المصارف المركزية العالمية، وذلك في إطار برنامج إصلاحي أوسع يهدف إلى تعزيز الثقة بالعملة الوطنية، تسهيل المعاملات اليومية، ودعم الاستقرار المالي في البلاد".

وحول مكان طباعة العملة أشار البيان إلى "أن طباعة الأوراق النقدية ستجري لدى مصدرين أو ثلاثة مصادر دولية موثوقة، وباستخدام أحدث التقنيات المضادة للتزوير بما يعزز موثوقية التداول ويحمي حقوق المتعاملين".

وسبق بيان المصرف، معلومات نشرتها وكالة "رويترز" أكدت فيها أن "الأوراق النقدية الجديدة ستطرح في الثامن من كانون الأول، وهو التاريخ الذي يوافق ذكرى سقوط الأسد، كما ستتولى شركة "جوزناك" الروسية مهمة طباعة العملة الجديدة".

لماذا روسيا؟
واللافت، أن بيان المصرف المركزي السوري لم ينف الأنباء عن اختيار روسيا مكاناً لطباعة العملة الجديدة، الأمر الذي يرجح أن تكون روسيا من بين الدول التي ستساهم في طباعة العملة الجديدة.

وفي حين لم يرد المصرف المركزي على تساؤلات "عربي21"، أشار المستشار الأول في وزارة الاقتصاد والصناعة السورية، أسامة القاضي لـ"عربي21"، إلى أن المصرف حدد ثلاث جهات لمكان طباعة العملة.

وقال ربما تكون روسيا وجهة لطباعة العملة السورية الجديدة، وعن الأسباب لمّح إلى احتمال أن تكون الطباعة "جزءاً من صفقة بين دمشق وموسكو"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى المباحثات حول الديون الروسية على سوريا، واسترجاع الأموال السورية المودعة في روسيا من قبل عائلة بشار الأسد والشخصيات المقربة منه.

وتنفي روسيا وجود أي ودائع سورية في بنوكها، في المقابل تطالب سوريا بإسقاط الديون المتراكمة منذ عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وبذلك يبدو أن طباعة العملة ستكون ضمن ترتيبات لتسوية الخلافات المالية بين روسيا وسوريا بقيادتها الجديدة.

تعاملات سابقة
من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي رضوان الدبس، إلى تولي روسيا مهمة طباعة العملة السورية في العقد الأخير، في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال لـ"عربي21": "وقعت روسيا اتفاقيات مع النظام السابق بخصوص طباعة العملة ولديها تعاملات سابقة، وهذا ما يؤهلها لمواصلة طباعة العملة السورية، وخاصة بعد زيارة وزير الخارجية السوري إلى روسيا".

وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد زار روسيا أواخر تموز الماضي، واجتمع بنظيره الروسي سيرغي لافروف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف الدبس، أن دمشق تحاول إرضاء موسكو وعدم إخراجها من الملف السوري، لخلق توازنات بين المحاور الدولية، وقال: "لذلك أرجح أن تطبع سوريا عملتها في روسيا وأوروبا معاً".

وبحسب الخبير الاقتصادي، فإن لدى روسيا خبرة في التعامل المالي مع سوريا، موضحاً أن "التوجه لدولة جديدة لطباعة العملة يتطلب إجراءات جديدة واتفاقيات وتحديد المواصفات ووسائل الأمان، ما يجعل من تجديد الاتفاقات السابقة أسهل".

شركة جوزناك
وبحسب "رويترز" ستتولى شركة “جوزناك” الحكومية الروسية، مهمة طباعة العملة الجديدة، وهي واحدة من الشركات الرائدة في مجال صك العملة وطباعة الأوراق النقدية.

وفي عام 2022، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركة، بتهمة المساهمة في تقويض سيادة أوكرانيا من خلال طباعة جوازات سفر مزيفة ومستندات أخرى في المناطق التي احتلتها القوات الروسية في أوكرانيا، وبعدها اتخذت بريطانيا والولايات المتحدة الإجراء ذاته.

وبعد تداول اسم الشركة، سادت تحذيرات سورية من تعرض الليرة السورية لعمليات التزوير، نظرا للاتهامات التي تُساق للشركة الروسية بالضلوع في طباعة عملة ليبية "مزيفة".
التعليقات (0)