وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي
إعلان خبراء الأمم المتحدة عن
مجاعة في
غزة بأنها فضيحة أخلاقية، مؤكدًا أن رفض
إسرائيل السماح بدخول المساعدات الغذائية الكافية هو السبب المباشر لهذه الكارثة
الإنسانية المصنوعة بالكامل.
وأكد
تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن
الغذائي (IPC) أن مدينة غزة
ومحيطها يشهدان مجاعة "من صنع الإنسان بالكامل"، محذرًا من أن استمرار
الحصار ومنع وصول المساعدات سيؤدي إلى ارتفاع حاد في الوفيات يمكن تفاديه إذا تم
التحرك العاجل.
معطيات المجاعة
وأشار التقرير إلى تحقق ثلاثة من المعايير
الدولية لإعلان المجاعة: أكثر من 20% من الأسر تعاني فقدانًا تامًا للغذاء، أكثر من 30% من
الأطفال يعانون سوء تغذية حاد، وفيات يومية مرتفعة بسبب الجوع المباشر لكل 10 آلاف
شخص.
وحذر التقرير من أن مدينتي دير البلح وخان
يونس في وسط وجنوب القطاع قد تشهدا حالة مجاعة خلال الأسابيع المقبلة، في حين يشهد
الشمال أسوأ ظروف إنسانية بحسب تقديرات المسؤولين الأمميين.
أبلغ سكان غزة عن أيام بدون طعام كافٍ، وقلة
الإمدادات الغذائية المتاحة من المطابخ الخيرية. وصرّحت ريهام كريعم من غزة: "أطفالي بصحة
متدهورة، ليس لدينا ما يكفي من الطعام، وابني البالغ 13 عامًا يغامر بالذهاب
لمناطق توزيع المساعدات، وغالبًا يعود بخفي حنين."
واستنكر لامي استمرار الحصار الإسرائيلي
واعتبره السبب الرئيسي وراء هذه المجاعة، مطالبًا إسرائيل بـ فتح المعابر على
الفور وضمان وصول المساعدات لجميع السكان.
في المقابل، رفضت الحكومة الإسرائيلية تقرير IPC، معتبرة أن
المعلومات تعتمد على "أكاذيب من حماس ومنظمات لها مصالح سياسية"، بينما
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن هجوم واسع جديد على مدينة غزة، في خطوة قد
تزيد من تعقيد وصول المساعدات وتفاقم الأزمة.
وتواجه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية
عقبات كبيرة في إيصال المساعدات بسبب: القيود الإدارية والبيروقراطية الإسرائيلية، استمرار العمليات العسكرية،
تدمير البنية التحتية وغياب القانون والنظام في مناطق واسعة.
وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن الوفيات
بسبب الجوع وسوء التغذية ارتفعت بشكل كبير خلال أغسطس، مع تسجيل 133 حالة وفاة في
أول 20 يومًا، بينهم 25 طفلاً تحت 18 عامًا، فيما لا تعترف إسرائيل بهذه الإحصاءات
وتقول إن أسباب الوفاة مختلفة.
حث التقرير جميع الجهات الدولية على التحرك
الفوري والشامل لإنقاذ المدنيين في غزة، مؤكدًا أن أي تأخير إضافي سيؤدي إلى خسائر
بشرية واسعة يمكن تفاديها.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/
تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير
القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و192 شهيدا،
و157 ألفا و114 مصابا من
الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف
مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.
اظهار أخبار متعلقة