قال مصدر مطلع لـ"عربي21" إن مقترحا قدمه الوسطاء إلى كل من حركة
حماس وحكومة
الاحتلال بشأن هدنة في
غزة، في إطار صفقة جزئية تفضي إلى مفاوضات لوقف إطلاق نار دائم.
وكشف المصدر أن المقترح، ليس جديدا، بل عودة لنفس المقترح الذي طرحه الوسطاء خلال الأسابيع القليلة الماضية، ويشمل هدنة لمدة 60 يوما في غزة مقابل إطلاق الفصائل
الفلسطينية 10 أسرى إسرائيليين، لكن الجديد فيه إبداء حركة حماس "مرونة كاملة" دون تحفظات، سعيا لسحب ذريعة إفشاله والمماطلة في تنفيذه من قبل حكومة الاحتلال.
وشدد المصدر على أن حركة حماس أبدت موافقة مبدئية على المقترح، ويتوقع أن تصدر بيانا رسميا بهذا الشأن خلال الساعات القليلة القادمة، فيما ينتظر الوسطاء ردا من حكومة الاحتلال، وسط تفاؤل بموافقتها بالنظر إلى قبولها سابقا لنفس المقترح والموافقة عليه، قبل أن تبدي حماس ملاحظاتها الأخيرة.
وذكر المصدر أن حماس أبدت مرونة كبيرة بشأن ملاحظاتها وتعديلاتها التي قدمتها في الرد السابق على المقترح في بعض البنود، وقامت بـ"سحبها"، خصوصا فيما يتعلق بخرائط الانسحاب الإسرائيلي، ومفاتيح إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال، وتحديدا اشتراط إطلاق سراح الأسرى الذين اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
اظهار أخبار متعلقة
ولفت المصدر إلى حماس ستحيل هذين البندين إضافة إلى بنود أخرى مثل آليات إدخال المساعدات إلى القطاع، ومستقبل عمل "مؤسسة غزة الإنسانية"، إلى مفاوضات الوضع النهائي الذي يتوقع أن تنتهي بوقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة.
علام يحتوي المقترح؟
يتضمن المقترح الذي طرحه الوسطاء، وكان محور جولة مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، انتهت في 24 تموز/ يوليو الماضي دون اتفاق، إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء على مرحلتين، وإعادة جثامين 18 آخرين على ثلاث مراحل، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وزيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. كما نص على أن يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضامنا لإنهاء الحرب في مراحل لاحقة.
إلا أن الاحتلال انسحب حينها من المفاوضات بسبب رفضه الانسحاب من غزة ووقف الحرب، إلى جانب خلافات بشأن ملف الأسرى وآلية توزيع المساعدات، وهو موقف اتسق مع خطوة مماثلة للمبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف الذي قرر سحب الوفد الأمريكي من مفاوضات الدوحة.
اظهار أخبار متعلقة
ما هي تعديلات حماس على المقترح السابق؟
أوضح مسؤول فلسطيني أن رد حماس السابق كان "يتضمّن المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي"، أهمها أن تنسحب قوات الاحتلال من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال القطاع وجنوبه)، مع بقاء قوات عسكرية كحد أقصى بعمق 800 متر في كافة المناطق الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع.
كما طالبت حماس "بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي"، إضافة إلى إدراج الأسرى بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ضمن صفقة التبادل.
وعالج رد حماس أيضا ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم. وفق المسؤال الفلسطيني الذي تحدث لرويترز.
يشار إلى أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، قال الاثنين، إن وفودا فلسطينية وقطرية موجودة في القاهرة لبحث جهود التوصل لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة منذ بدء الإبادة الإسرائيلية بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دور وساطة لوقفها، إذ نجحت في إبرام هدنتين إحداهما أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2023، والثانية في يناير/ كانون الثاني 2025.