قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن رجل الأعمال
الأمريكي إريك برينس، مؤسس شركة
بلاك ووتر السابقة، عاد إلى الواجهة
الدولية عبر
شركة أمنية جديدة تحمل اسم "فيكتوس غلوبال"، في محاولة لإحياء نشاطه في
قطاع الأمن الخاص بعد أكثر من عقد على تراجع دوره إثر الفضائح التي ارتبطت بعمليات
شركته السابقة في العراق.
وأوضحت الصحيفة أن برينس أطلق نشاطه الجديد من
العاصمة البيروفية ليما، حيث اجتمع مع رجال أعمال وأصحاب مناجم في إقليم بونو،
عارضا خدمات أمنية خاصة لمواجهة تصاعد العنف في مناطق التعدين.
وقدم خلال اللقاء تسجيلات لعمليات نفذتها
مجموعات مسلحة مرتبطة به في هايتي باستخدام طائرات مسيرة هجومية ضد عصابات، أسفرت
وفق تقارير أممية عن مقتل أكثر من مئتي شخص.
ووفق التقرير، اشترط برينس تمويلا لا يقل عن
عشرة ملايين دولار سنويا مقابل نشر وحدات متخصصة لتعقب العصابات، مشيرا إلى إمكانية
التمويل عبر الحكومة أو تحالف شركات خاصة. ولفت إلى أن أنشطته شملت أيضا الإكوادور
لمساندة قوات الأمن ضد شبكات المخدرات، وجمهورية الكونغو الديمقراطية للمشاركة في
تأمين الضرائب ومنع تهريب المعادن الاستراتيجية، مع محادثات لنشر عناصر إضافية
لحماية القصر الرئاسي في كينشاسا.
وأضافت الصحيفة أن برينس يستند في تحركاته إلى
شبكة علاقات مع شخصيات مقربة من الرئيس السابق دونالد ترامب، مقدما نفسه كفاعل
ينسجم مع سياسة "أمريكا أولا" القائمة على تقليص التدخل الخارجي
المباشر، وتعويضه بخدمات أمنية خاصة.
اظهار أخبار متعلقة
لكن نشاطه الجديد يثير انتقادات من منظمات
حقوقية ومسؤولين غربيين، حذروا من تفويض شركات خاصة بعمليات مسلحة في بيئات هشة من
دون رقابة.
وأعربت كندا عن قلق بالغ إزاء تقارير عن
إعدامات خارج القانون في هايتي، فيما طالب أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي بالكشف
عن طبيعة العلاقة بين الإدارة الأمريكية الحالية وشركة برينس.
ورغم الجدل، دافع رئيس الوزراء الهايتي عن
التعاون معه، معتبرا أن تدخله ساعد في الحد من نفوذ العصابات. بينما يرى منتقدوه
أنه يكرر تجربة بلاك ووتر في ظروف مشابهة، يشير أنصاره إلى أن "فيكتوس
غلوبال" أكثر تخصصا وأصغر حجما، لكنها أكثر فاعلية ميدانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة "الخصخصة
الأمنية" التي برزت بعد غزو العراق تعود اليوم بصيغة جديدة يقودها إريك
برينس، الذي يواصل جولاته بين عواصم المنطقة بحثا عن عقود جديدة، سواء بدعم حكومي
أو عبر شراكات مع القطاع الخاص.