ملفات وتقارير

هل تفجر قرارات حفتر العسكرية الأخيرة رد فعل غاضب شرق ليبيا؟

حفتر نصب أبناءه قادة "للجيش الليبي" شرق البلاد- الجيش الوطني الليبي
حفتر نصب أبناءه قادة "للجيش الليبي" شرق البلاد- الجيش الوطني الليبي
طرحت القرارات العسكرية التي اتخذها قائد القيادة العام في شرق ليبيا، خليفة حفتر مؤخرا بعض التساؤلات عن تداعيات الخطوة ومدى تسببها في حالة غضب عسكري أو شعبوي في الشرق الليبي.

وقرر حفتر بشكل مفاجيء ترقية نجله الأصغر، صدام حفتر إلى رتبة فريق أول وتعيينه نائبا للقائد العام للجيش الليبي، فيما عين نجله الأكبر، خالد رئيسا للأركان العامة بعد ترقيته أيضا إلى رتبة فريق أول، كما كلف رئيس أركانه السابق، عبدالرزاق الناظوري مستشارا للأمن القومي الليبي بدلا من إبراهيم بوشناف الذي عمل وزيرا للداخلية سابقا.

شرعنة القرارات
وفي خطوة لشرعنة القرارات العسكرية.. سارع مجلس النواب الليبي برئاسة، عقيلة صالح إلى التصويت على هذه المناصب الجديدة ومنحها صفة الشرعية بإقرارها من قبل أعضاء البرلمان.

وفي محاولة للخروج من الإشكالية القانونية بخصوص عدم وجود منصب في الجيش الليبي تحت مسمى "نائب القائد العام".. قرّر مجلس النواب تعديل القانون رقم (1) لسنة 2015 المتعلق بتعديل صلاحيات المستويات القيادية بالجيش الليبي، وصوّت بالإجماع على اعتماد هذا التعديل ومنها منصب نائب القائد الأعلى.

اظهار أخبار متعلقة



رفض الرئاسي والأعلى للدولة
في المقابل، رفض المجلس الرئاسي الليبي بصفته "القائد الأعلى للجيش الليبي" استحداث أي مناصب جديدة داخل المؤسسة العسكرية وأن هذا هو اختصاص أصيل للسلطة التشريعية فقط، وأن أي تعيين في قمة هرم القيادة العسكرية يجب أن يتم "وفقاً لما نص عليه القانون وبقرار من القائد الأعلى للجيش الليبي، والمتمثل في المجلس الرئاسي مجتمعا".

وطالب نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبدالله اللافي أعضاء المجلس بضرورة النظر في هذا الأمر، بما يضمن احترام التشريعات النافذة، وصون الصلاحيات المنصوص عليها قانونا، وفق بيان رسمي.

في السياق ذاته، رفض رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد تكالة الإجراءات الأحادية لمجلس النواب بشأن تعيين المناصب القيادية، متهما البرلمان بخرق الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية عام 2015.

وأخطر تكالة رسميا البعثة الأممية للدعم في ليبيا بموقف مجلسه من رفض اتخاذ إجراءات أحادية الجانب تتعلق بتعيين أو تكليف مناصب قيادية عليا في المؤسسة العسكرية دون أي تشاور أو توافق مع المجلس الأعلى للدولة".

وأكدت رسالة تكالة التي نشرتها صفحة مجلس الدولة أن "هذه الخطوة الأحادية تقوض أساس الشرعية الدستورية ومدنية الدولة وتهدد بتوسيع حالة الانقسام داخل المؤسسات السيادية بما في ذلك المؤسسة العسكرية وتضعف من فرص إعادة توحيدها وفق ما نصت عليه خارطة الطريق والمسار السياسي المدعوم من البعثة الأممية"، وفق رسالته.

والسؤال: هل تسبب قرارات حفتر العسكرية حالة غضب في شرق البلاد سواء عير عسكريين أو مدنيين؟ وما تأثير الخطوة على سمعة الجيش الليبي؟

غضب وانفجار مؤجل
من جهته، قال مقرر المجلس الأعلى للدولة الليبي، بلقاسم دبرز إن "ما فعله حفتر من تعيينات وترقيات هو عبث لم يشهده التاريخ الليبي من قبل، خاصة وأن دم النائبة سهام سرقيوة ووزير الدفاع السابق المهدي البرغثي وأيضا النائب إبراهيم الدرسي كل دماء هؤلاء فى رقبة حفتر وأبنائه ناهيك عن عشرات الآلاف من المهجرين والنازحين الذين صودرت أملاكهم ومساكنهم وعقاراتهم".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "هذه التصرفات تعد إجراما من قبل عائلة حفتر طال الجميع، وعسكريا هناك قيادات وشخصيات من ذوي الرتب العالية أفنوا أعمارهم فى المؤسسة العسكرية واليوم يُولى عليهم شخص مدني لم ينتمى يوما للجيش أو الكليات العسكرية أو حتى المعاهد المتخصصة فى هذا الجانب"، وفق قوله.

وأضاف: "كل هذا الغبن والقهر والذل والمهانة حتما سيُولد امتعاضا وغضبا دفينا فى نفوس الجميع سياسيين وعسكريين، كما أن القبضة الأمني والديكتاتورية والتسلط سيخلف انفجارا يوما ما ينهى هذا العبث وهذا الإجرام الغير مقبول والغير مبرر"، وفق تعبيره.

اظهار أخبار متعلقة



مخطط إماراتي - إسرائيلي
في حين قال المحلل السياسي الليبي والمستشار السابق لحفتر، محمد بويصير إن "هذه التحركات والقرارات لا تخص الداخل الليبي وفقط بل هي جزء من مخطط إقليمي برعاية "الإمارات_إسرائيل" وهو استنساخ لما فعله حميدتي في السودان للنيل من الأمن القومي المصري، لذا القاهرة منزعجة جدا من حفتر".

وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "حفتر الآن ليس حليفا لمصر وهو الآن حليف الإمارات وفقط لذا تحركاته الأخيرة تأتي طبقا لأوامر أبوظبي لتمرير مشروعها في المنطقة، لذا على مصر أن تتخذ موقفا حاسما وقويا تجاهه قبل أن تجد أمنها القومي في مهب هذه المشروعات"، بحسب تقديراته.

وتابع: "أما الهدف المحلي لهذه التعيينات والترقيات العائلية قد يكون حفتر في حالة تجهيز لانقلاب عسكري جديد وسيطرة على العاصمة طرابلس عن طريق خلايا نائمة في الغرب الليبي يتم دفع رواتبهم من قبل شركة "أركنو" التي يتشارك فيها مع رئيس الحكومة، عبدالحميد الدبيبة".

وبخصوص توقعاته بردود فعل في شرق البلاد، قال بويصير: "لا نتوقع ردود فعل من الناحية العسكرية كون حفتر يحكم بالحديد والنار ولا يجرؤ أحد على الخروج عليه، لكن ربما هذه التصرفات تعمل على حالة تراكم لهذا الغضب، أما المدنيين فلن يخرجوا في مظاهرات مثلا نظرا لحالة الخوف والرعب من ردة فعل قوات حفتر ووضع السلاسل في الرقاب"، كما صرح.
التعليقات (0)