سياسة عربية

النيجر تحت وطأة العنف.. مقتل 20 مدنياً في هجوم مسلح قرب الحدود مع مالي

تتخذ الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل أهدافاً مزدوجة، إذ تسعى إلى توسيع نفوذها العسكري والسياسي عبر زرع الخوف والاضطراب.. الأناضول
تتخذ الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل أهدافاً مزدوجة، إذ تسعى إلى توسيع نفوذها العسكري والسياسي عبر زرع الخوف والاضطراب.. الأناضول
أعلنت النيجر عن مقتل 20 مدنياً على يد مسلحين قرب منطقة "كومابانغو" لتعدين الذهب غربي البلاد، في أحدث هجوم يسلط الضوء على تصاعد العنف في منطقة الحدود الثلاثية مع مالي وبوركينا فاسو.

ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر محلية في النيجر قولها: إن سيارة كانت تقل نحو 20 راكباً قادمة من سوق بلدة "مهَنَّا" اعترضها "قطاع طرق مسلحون" الخميس الماضي، وتم إجبار الركاب على الاستلقاء على الأرض وإطلاق النار عليهم، ما أسفر عن مقتل 19 رجلاً والسائق، فيما نجت امرأتان وتمكن شخصان آخران من الفرار. كما أُضرمت النار في السيارة أثناء الهجوم.

وقع الحادث في بلدة "تيرا" بمنطقة "تيلابيري"، القريبة من الحدود مع بوركينا فاسو ومالي، والتي تشهد نشاطاً متزايداً للجماعات المسلحة مثل "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" و"تنظيم الدولة الإسلامية – داعش". ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة حوادث مماثلة استهدفت المدنيين، كان أبرزها مقتل 71 شخصاً في قرية "ماندا" غربي النيجر في يونيو الماضي، ومقتل 44 مدنياً أثناء تأديتهم الصلاة في مسجد "فامبيتا" في مارس الماضي.

تتخذ الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل أهدافاً مزدوجة، إذ تسعى إلى توسيع نفوذها العسكري والسياسي عبر زرع الخوف والاضطراب، وفي الوقت نفسه تمويل عملياتها من خلال الخطف وفرض الإتاوات ونهب الموارد الطبيعية. واستغلت هذه الجماعات الفجوات الأمنية وضعف التنسيق بين القوات الوطنية لتوسيع سيطرتها على مناطق نائية وموارد مهمة مثل مناجم الذهب والأسواق المحلية، مما يجعل المدنيين رهائن لممارساتها العنيفة.

ورغم إعلان النيجر وجارتها بوركينا فاسو ومالي، المنضوية ضمن تحالف دول الساحل، عن تشكيل قوة موحدة قوامها 5000 جندي لمواجهة الجماعات المسلحة، لا تزال الهجمات تتكرر، مستغلة التضاريس الوعرة وطول الحدود، ما يزيد من التحديات الأمنية ويهدد الاستقرار والتنمية في المنطقة.

يأتي هذا التصعيد في سياق استمرار انتشار الجماعات المتطرفة في الساحل الإفريقي منذ عام 2012، بعد تفكك التنظيمات المسلحة في شمال مالي وانتشار الأسلحة في المنطقة. وتستهدف هذه الجماعات المدنيين بشكل متعمد لإخضاع السكان المحليين وإجبارهم على الخضوع لشروطها، ما أدى إلى نزوح مئات العائلات من قراهم وخلق أزمة إنسانية حادة في النيجر وبوركينا فاسو ومالي.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل