حذّر رئيس
المجلس الأوروبي، أنطونيو
كوستا، الجمعة، من أن قرار
الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على مدينة
غزة ستكون له "عواقب" على مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة أن تعيد الحكومة الإسرائيلية النظر في هذا القرار الذي وصفه بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي".
وفي بيان رسمي نشره عبر منصة "إكس"، قال كوستا، الذي يمثل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إن "القرار لا ينتهك فقط الاتفاق المعلن بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بتاريخ 19 يوليو، كما أشار إليه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بل يقوض أيضاً المبادئ الأساسية للقانون الدولي والقيم العالمية التي يقوم عليها الاتحاد".
وأكد كوستا أن حل الدولتين لا يزال "المسار السياسي الوحيد" القادر على تحقيق الاستقرار في المنطقة، داعياً إلى تمكين السلطة الفلسطينية من بسط سيطرتها الفعلية على الأراضي الفلسطينية، باعتبار ذلك "السبيل الواقعي والشرعي لتحقيق السلام".
ووصف كوستا الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه "مأساوي"، محذراً من أن الخطوة الإسرائيلية الأخيرة ستزيد من تدهور الأوضاع وتفاقم الكارثة القائمة.
وكان "الكابينت" الإسرائيلي (المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية) قد صادق في وقت مبكر من صباح الجمعة على خطة عسكرية جديدة قدمها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تقضي بـ"احتلال تدريجي" لقطاع غزة، تبدأ بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة.
اظهار أخبار متعلقة
ووفق الخطة، سيتم تهجير قرابة مليون فلسطيني من سكان المدينة باتجاه جنوب القطاع، قبل أن يتم تطويق المدينة وشن عمليات توغل داخل الأحياء السكنية، تمهيداً للمرحلة الثانية التي تشمل السيطرة على مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، والتي تعرضت أجزاء واسعة منها للدمار جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
وتشير معطيات صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن نحو 87% من مساحة قطاع غزة أصبحت إما تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر أو مشمولة بأوامر إخلاء عسكرية، ما ينذر، بحسب المنظمة، بـ"تداعيات كارثية" في حال استمرار التوسع العسكري الإسرائيلي.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسع النطاق على قطاع غزة، ارتكبت خلاله، وفق تقارير أممية وحقوقية، جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين، شملت القتل العشوائي والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية التي طالبتها بوقف هذه الجرائم فوراً.
وبحسب آخر الإحصاءات الرسمية، فقد أسفر العدوان الإسرائيلي حتى اليوم عن استشهاد 61 ألف و258 فلسطينياً، وإصابة 152 ألف و45 آخرين، فيما لا يزال أكثر من 9 آلاف في عداد المفقودين.
كما تسبب القصف والعمليات البرية في تشريد مئات الآلاف من السكان، وتفشي المجاعة، التي أودت بحياة العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال.