باتجاه قطاع
غزة، انطلقت سفينة
حنظلة، اليوم الأحد، من شواطئ إيطاليا، في محاولة جديدة من تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار الذي يفرضه
الاحتلال الإسرائيلي على كامل القطاع، الذي يعايش، قسرا، كافة أنواع المعاناة الإنساتية الصعبة، أمام مرأى وصمت العالم، وفي ضرب صارخ للقوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.
وبحسب البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه، فإنّ هذه خطوة تسعى جاهدة من أجل تحدّي حصار دولة الاحتلال الإسرائيلي، غير القانوني، والقاتل للشعب الفلسطيني في غزة. مبرزا أنّ: "السفينة تحمل مساعدات إنسانية منقذة للحياة، ورسالة تضامن من شعوب العالم ترفض الصمت بينما غزة تُجوع وتُقصف وتُدفن تحت الأنقاض".
وفيما أكّدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، تعرّض سفينة "حنظلة" لـ"محاولات تخريب خطيرة قبيل إبحارها من ميناء غاليبولي الإيطالي"، أورد البيان أنّ هذه المهمة، تأتي: "بعد أسابيع فقط من هجوم إسرائيل غير القانوني على سفينة مادلين، وهي سفينة أخرى ضمن أسطول الحرية، والتي استولت عليها إسرائيل بعنف في المياه الدولية".
واسترسل: "اختطفت قوات الكوماندوز الإسرائيلية اثني عشر مدنيًا أعزل، بينهم عضو في البرلمان الأوروبي، وطبيب، وصحافيون، ومدافعون عن حقوق الإنسان، واقتادتهم قسرًا إلى إسرائيل، حيث استُجوبوا وتعرضوا للإساءة، ثم رُحِّلوا".
لماذا حنظلة؟
السفينة التي تتوجّه إليها أنظار العالم، منذ ساعات قليلة، وتصاحبها تفاعلات متسارعة واهتمام بارز، بين رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عبر العالم، ممّن يؤكّدون أنها محاولة جادّة وملموسة لفضح انتهاكات الإحتلال الإسرائيلي، التي لم ترحم بشرا ولا حجرا، برّا وبحرا؛ أتت باسم "حنظلة" وهو الطفل الذي يقف مكتوف اليدين ويدير ظهره للعالم، معربا عن رفضه للظلم والتطبيع.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، عبر منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "الآن.. انطلاق
سفينة حنظلة مباشرةً نحو غزة. حنظلة محاولة لضرب جدار الصمت. أعلوا أصواتكم. اضغطوا بكل شكل. لتكون انتفاضة عالمية حتى وقف الإبادة والتجويع والحصار".
أيضا، نشرت اللجنة، مقطع فيديو يظهر لحظة تحرك السفينة؛ وكان أسطول الحرية، قد أعلن الخميس الماضي، عن الاستعدادات الأخيرة التي أدّت إلى تأجيل موعد إبحار السفينة "حنظلة" نحو غزة من ميناء غاليبولي في إيطاليا إلى تاريخ 20 تموز/ يوليو الجاري.
من رافق حنظلة؟
رفضا لاستمرار حرب الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها كافة الغزّيين، انطلق نشطاء دوليون، من على متن السفينة، التي تحمل اسم يحيل إلى الطفل اللاجئ الفلسطيني الذي غادر وطنه عام 1948 خلال النكبة، وهو في سن العاشرة، وهي السن التي كان عليها الفنان الكاريكاتيري الفلسطيني (صاحب الرّسم) الذي اغتِيل في أوروبا بسبب عدم تخليه عن قضية وطنه، ناجي العلي، حين هُجر.
وفي وقت سابق، أشار "أسطول الحرية" إلى أنّه من بين الناشطين الذين سيبحرون على متن حنظلة فيغديس بيورفند، من النرويج، وتبلغ من العمر 70 عاماً. كما بيّن عبرتغريدة على "إكس" أنّ: بيورفند ناشطة من أجل فلسطين منذ عام 1978، وهي "لا تريد أن يقول لها حفيدها يوما: جدتي، لم تفعلي شيئاً".
أضافت التغريدة الذي عرفت تفاعلا متسارعا، بين مختلف النشطاء المتضامنين مع القطاع المحاصر، والدّاعمين لتحرّك السفينة: "حافظوا على سلامة فيغديس وحنظلة. ساعدوا في إنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني والإبادة الجماعية".
وعلى متن السفينة أيضا: البرلمانية الأوروبية إيما فورو، التي قالت في تغريدة سابقة على "إكس": "سأكون على متن حنظلة، إحدى سفن أسطول الحرية، لكسر الحصار الإنساني على غزة. وإلى جانبي، رفيقتَي غابرييل كاثالا و16 ناشطاً إنسانياً. نعتمد على دعمكم لحماية رحلتنا وإدانة الإبادة الجماعية!".
"أهمية تتبع السفينة"
وكانت "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" قد أعلنت في بيان لها، آخر، على صفحتها في "فيسبوك"، عن: "الحراك الثاني من نوعه لكسر الحصار عن غزة، خلال شهر بعد محاولة مماثلة من خلال سفينة مادلين"، التي استولى عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتاريخ: 9 حزيران/ يونيو الماضي، من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى
قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية.
وبخصوص سفينة "حنظلة" أشارت اللجنة الدولية إلى أنه: "بسبب الرياح القوية التي دفعت السفينة نحو الرصيف، تم إرجاعها إلى الخلف، ثم غادرت الميناء وهي تبحر بالمؤخرة أولًا بمهارات قيادة رائعة من القبطان وإصرار منقطع النظير".
وأكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن "هذا التحرك الشعبي والدولي يأتي امتدادا لسفن سابقة مثل "الضمير" و"مادلين"، ومقدمة لموجة تضامنية أكبر خلال هذا العام"، مردفة: "جرائم الاحتلال، من قرصنة بحرية، واختطاف النشطاء، ومصادرة السفن، واعتقال المتضامنين لن تُرهبنا، ولن توقف مساعينا، ما دام الحصار مستمرًا".
اظهار أخبار متعلقة
"إننا في اللجنة الدولية، وضمن تحالف أسطول الحرية، نعمل على تصعيد الحراك البحري الدولي لكسر الحصار" أكّدت اللجة، داعية في الوقت ذاته: "جميع الحراكات والمؤسسات التضامنية حول العالم إلى توحيد الجهود وتصعيد الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الدوليين، من أجل إنهاء الحصار تمهيدًا لإنهاء الاحتلال نفسه، باعتباره أصل كل مآسي المنطقة".
وأبرزت اللجنة أنّ: "سفينة حنظلة ليست مجرد قارب، بل صرخة ضمير عالمي في وجه التطبيع مع الحصار، ورسالة إلى شعوب العالم أن التحرك التضامني ليس خيارا، بل واجباً إنسانيًا وأخلاقيًا"، مؤكدة أهمية تتبع السفينة حنظلة ومسارها عن كثب "لحماية المتضامنين على متنها وتعزيز رسالتها وأهدافها".