سياسة عربية

مذيعة تغادر الهواء مباشرة إثر غارة الاحتلال الإسرائيلي قرب مقر عملها وسط دمشق (شاهد)

هروب مذيعة تلفزيون سوريا على الهواء بعد استهداف إسرائيلي لمقر وزارة الدفاع المجاور - يوتيوب
هروب مذيعة تلفزيون سوريا على الهواء بعد استهداف إسرائيلي لمقر وزارة الدفاع المجاور - يوتيوب
فوجئ مشاهدو تلفزيون سوريا، صباح الأربعاء، بانقطاع مفاجئ للبث المباشر بعد أن اضطرت المذيعة ديما أبو دان لمغادرة الاستوديو على الهواء مباشرة، إثر دوي انفجار هائل ناجم عن غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي استهدف مبنى هيئة الأركان العامة للجيش السوري، المقابل مباشرة لمقر القناة في العاصمة دمشق.

وأظهر مقطع متداول على منصات التواصل لحظة تفاعل المذيعة مع الانفجار، قبل أن تقطع حديثها وتغادر الكاميرا على الفور وسط حالة من الارتباك، تزامناً مع تصاعد الدخان في محيط المكان.


وقالت مصادر محلية إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارتين متتاليتين على مبنى وزارة الدفاع السورية، ما أسفر عن أضرار كبيرة وسقوط عدد من الضحايا يُعتقد أن بينهم مدنيون، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تمشط المكان.

وأكدت وزارة الدفاع السورية تعرض أحد مبانيها في العاصمة دمشق للقصف، في حين أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الغارة جاءت "رداً على تطورات مرتبطة بالمواطنين الدروز في سوريا"، وفق تعبيره، مضيفاً أن الهجوم تم "بناء على توجيهات من القيادة السياسية"، وأن الجيش في "حالة تأهب قصوى".

وجاء هذا القصف في وقت تشهد فيه محافظة السويداء جنوب البلاد مواجهات دامية منذ أيام بين قوات الأمن السوري ومجموعات مسلحة محلية، على خلفية توترات بين مكونين درزي وبدوي، ما تسبب بموجة فوضى ووقوع عشرات القتلى والجرحى، ودفع الجيش إلى التدخل لإعادة الاستقرار.

اظهار أخبار متعلقة


وفي سياق متصل، نفذ الطيران الإسرائيلي ثلاث غارات على مدينة السويداء فجر الأربعاء، استهدفت مواقع عسكرية ومركبات تابعة للجيش السوري، ما أدى إلى إصابات بين المدنيين، بحسب ما نقلته وكالة "سانا" الرسمية.

وتزامنت هذه الغارات مع تهديد أطلقه وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حذّر فيه دمشق من "الاستمرار في نشر قواتها بالجنوب"، مؤكداً أن تل أبيب "ستواصل التصعيد العسكري" إذا لم تنسحب الوحدات السورية من المنطقة.

ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة غارات مماثلة شنّها الاحتلال في الأيام الماضية على مناطق متفرقة في الجنوب السوري، أبرزها محافظتا السويداء ودرعا، بالتزامن مع انتشار مكثف للجيش السوري هناك لضبط الأوضاع الأمنية.

ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع لم تصدر أي تهديدات تجاه الاحتلال الإسرائيلي، تواصل تل أبيب اعتداءاتها شبه اليومية، مبررة تدخلها بحماية "الدروز" أو منع ما تسميه "التمركز الإيراني" في الجنوب السوري، وهي ذرائع تعتبرها دمشق "غطاءً لخرق سيادتها ومحاولة لزعزعة الاستقرار".

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي يشير إلى محاولة فرض معادلات ردعية جديدة، مستغلاً حالة التوتر في الجنوب السوري، معتمدا على الغطاء الأمريكي والصمت الدولي، رغم سقوط ضحايا مدنيين ودمار في البنية التحتية الحيوية في البلاد.
التعليقات (0)