ندّد الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي بعملية اعتراض
سفينة
"مادلين" المتجهة إلى قطاع
غزة، واصفًا ما جرى بأنه "نسخة مكررة من
المسرحية القمعية التي عايشها شخصيًا قبل عشر سنوات"، في إشارة إلى اعتداء
قوات الاحتلال الإسرائيلي على أسطول الحرية عام 2010.
ونشر المرزوقي مع تصريحاته على صفحته في منصة "فيسبوك"
شريط فيديو يوثّق لحظة اقتحام الجيش الإسرائيلي لسفينة "مافي مرمرة"
التركية، والتي كان من بين أبرز المشاركين فيها، ضمن قافلة دولية هدفت إلى كسر
الحصار المفروض على غزة.
وفي منشوره، استعاد المرزوقي مشهد القمع الممنهج ضد النشطاء
والمتضامنين، قائلاً:"عملية القرصنة الليلة ضد سفينة مادلين
حدثت بنفس السيناريو الذي عشته قبل عشر سنوات."
وعلّق على تساؤل زوجته الغاضبة من تكرار هذه المحاولات دون نتائج
واضحة، بقوله:"الفائدة أن نقول لهم إن إصرار الأحرار
على التضامن والمحبة والتضحية مع المظلومين، سيكون أطول وأقوى من إصراركم على
الكره والحصار والظلم والتجويع."
وختم تصريحه برسالة أمل ومقاومة: "طال الزمن أو قصر، ستدخل بواخر الحرية
غزة العزة، وقد كسرت ليس فقط الحصار، وإنما منطق العجرفة والقوة واللاإنسانية."
أسطول الحرية.. جرح مفتوح في الذاكرة الدولية
يُذكر أن أسطول الحرية 2010، الذي انطلق من عدة دول بقيادة السفينة
التركية "مافي مرمرة"، كان يهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة
منذ عام 2007. وقد أسفر
الهجوم الإسرائيلي على القافلة، في المياه الدولية، عن
استشهاد عشرة نشطاء أتراك، وجرح العشرات، ما أثار موجة غضب عالمية، خاصة مع توثيق
الاعتداء بالصوت والصورة.
ورغم مرور أكثر من عقد على المجزرة، لا تزال تبعاتها السياسية
والقانونية قائمة، حيث لم يُحاسب أي من المسؤولين الإسرائيليين، في ظل دعم دولي
يغضّ الطرف عن جرائم الاحتلال، ويمنحها غطاء سياسيًا وأمنيًا.
اظهار أخبار متعلقة
وأعلن "ائتلاف أسطول الحرية"، فجر الاثنين، أن الجيش
الإسرائيلي اختطف المتضامنين الدوليين على متن سفينة "مادلين" التي كانت
في طريقها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
وقال الائتلاف، في بيان عبر تلغرام: "الجيش الإسرائيلي اختطف
المتطوعين على متن سفينة مادلين، وانقطع الاتصال بالكامل مع القارب منذ لحظة
الاقتحام".
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن الجيش
الإسرائيلي بدأ عملية السيطرة على سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة،
ويعتقل النشطاء الـ12 على متنها تمهيداً لترحيلهم من البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن البحرية الإسرائيلية تسحب السفينة حالياً
باتجاه ميناء أسدود.
كما أفادت القناة "12" العبرية (خاصة) بأن قوات البحرية
سيطرت على السفينة وهي في طريقها إلى أسدود، مؤكدة أنه لم تسجل إصابات.
وفجر الاثنين، اقتحم الجيش الإسرائيلي، سفينة "مادلين"
التي تقل ناشطين دوليين ومتضامنين مع قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه.
وقال "ائتلاف أسطول الحرية"، على تلغرام، "انقطاع
الاتصال مع سفينة مادلين، والجيش الإسرائيلي يعتلي سطحها".
وسبق الاقتحام، بث مباشر للمتضامنين من على متن السفينة، أفادوا
خلاله بأن زوارق إسرائيلية كانت تحيط بها، بينما كان جنود الجيش الإسرائيلي
يطالبون المتضامنين برفع أيديهم.
كما حلقت طائرات مسيرة، فوق السفينة قبل اقتحامها وألقت سائلا أبيض
مجهولا، وفق ما أظهره بث مباشر من على متن السفينة.
ويأتي الاقتحام بعد ساعات من تحذيرات إسرائيلية بمنع السفينة من
الوصول إلى شواطئ قطاع غزة، واعتبارها محاولة "غير قانونية" لكسر الحصار
البحري، وفق بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
والأحد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه أصدر تعليمات
للجيش بالتحرك لمنع وصول السفينة إلى قطاع غزة، حيث من المتوقع أن تدخل المياه
الإقليمية خلال ساعات.
كما أفادت القناة "12" العبرية الخاصة أن السلطات
الإسرائيلية أتمّت استعداداتها لاعتراض السفينة وسحبها إلى ميناء أسدود على البحر
الأبيض المتوسط.
وتقل السفينة "مادلين" حاليا 12 شخصا، بينهم الناشطة
السويدية غريتا ثونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام.
وسبق أن تعرضت سفينة أخرى تابعة أيضا للجنة الدولية لكسر الحصار عن
غزة، وهي سفينة "الضمير"، لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية في الثاني من
مايو/أيار الماضي، أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، ما تسبب في ثقب بهيكلها
واندلاع حريق في مقدمتها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة
جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر
لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف
فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال
ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت
أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
اظهار أخبار متعلقة