وجهت السلطات الأمريكية، تهمًا بالقتل لشخص يُدعى إلياس رودريغيز، يبلغ من العمر 31 عامًا ويقيم في شيكاغو، بعد إطلاق نار أسفر عن مقتل موظفَين في
السفارة الإسرائيلية في أحد شوارع
واشنطن العاصمة.
وتحقق السلطات في ما إذا كان الهجوم ذا دوافع سياسية، خصوصًا بعد أن ردد المشتبه به عبارة "الحرية لفلسطين" خلال توقيفه.
ووفقًا لتحقيق أجرته شبكة "سي إن إن"، يُعرف عن رودريغيز نشاطه السابق في قضايا سياسية متعددة، بما في ذلك احتجاجه ضد النفوذ الاقتصادي للشركات الكبرى، والسياسات العسكرية الأمريكية، والانتهاكات الشرطية.
اظهار أخبار متعلقة
وتشير مراجعة لحساباته الإلكترونية ومشاركاته في احتجاجات إلى أنه عبّر في أكثر من مناسبة عن "مواقف راديكالية" تجاه الحرب ضد قطاع غزة، واستخدم مصطلحات تُجيز "العمل المسلح" بوصفه شكلاً من أشكال الاحتجاج السياسي.
ووفق لائحة الاتهام، أخبر رودريغيز المحققين أنه استلهم فعله من حادثة إحراق طيار أمريكي لنفسه أمام السفارة الإسرائيلية العام الماضي، احتجاجًا على الحرب في غزة، واصفًا إياه بالشهيد.
ويجري التحقيق في رسالة نُشرت عبر حساب على منصة "إكس" يُعتقد أنه مرتبط به، دعت إلى "الانتقام العنيف" ونددت بما وصفته الفظائع الإسرائيلية في القطاع.
وكان رودريغيز قد ظهر سابقًا في فعاليات احتجاجية نظمها نشطاء في شيكاغو، منها مظاهرات ضد الشرطة وشركة أمازون، وشارك في حملات تمويل جماعي لحضور مؤتمرات مناهضة لسياسات إدارة ترامب.
وقالت جهات تنظيمية إن علاقتها به انتهت قبل سنوات، وإنها لا تمتّ بصلة لحادثة إطلاق النار.
وبينما تواصل الشرطة الفيدرالية تحقيقاتها، أكد مسؤولون في الجمعية الأمريكية لمعلومات طب العظام، حيث كان رودريغيز يعمل، أنهم "صُدموا من أن أحد موظفيهم متهم بارتكاب جريمة بهذا الحجم"، في حين أعرب جيرانه عن دهشتهم من ارتباطه بهذه القضية، واصفينه بأنه كان "شخصًا هادئًا ومهذبًا".
وتشير الرسائل المنسوبة إلى رودريغيز إلى تصاعد "خطابه المتطرف" مع استمرار الحرب في غزة، حيث برر العنف باعتباره "رد فعل عقلانيًا"، منتقدًا ما اعتبره صمتًا دوليًا تجاه معاناة الفلسطينيين.
وفي شهادة نُسبت إلى رودريغيز على صفحة موقع "جو فند مي - GoFundMe" لعام 2017، وصف كيف أشعلت مهمة والده في العراق، عندما كان في الحادية عشرة من عمره، شرارة صحوته السياسية.
أعرب عن انزعاجه عندما عاد والده من مهمته حاملاً "تذكارات"، من بينها رقعة مُمزقة من زي جندي عراقي، مما جعله يشعر بنفور من السياسة الأمريكية بسبب الحرب.
اظهار أخبار متعلقة
ومن ناحية أخرى، قال جار منفذ الهجوم إنه "حزين وخائب الأمل. لدينا قتيلان في واشنطن. لدينا 50 ألف قتيل في غزة. وكم طفلاً مات جوعاً الليلة الماضية؟".
وأضاف الجار أن رودريغيز "كان دائماً ودوداً وعلى بابه لافتة هيلو كيتي، أعني، بدا رجلاً عاديا وودودا، وهناك صورة على نافذته، إنها صورة الطفل الفلسطيني الذي طُعن حتى الموت، هذا أعطاني انطباعاً بأنهم أناس حساسون جداً، وخاصةً تجاه قضية فلسطين".
وعند سؤال الجار عن ما الذي يأمل أن يحدث بعد ذلك، قال: "وقف إطلاق النار. لا مزيد من القتلى. لا مزيد من القتلى في واشنطن. لا مزيد من القتلى في غزة".