سياسة دولية

صفقة أسلحة أمريكية للإمارات تثير جدلا حول دورها بالسودان وتجاوز الكونغرس

وافقت وزارة الخارجية الأميركية على الصفقة وأخطرت بها وكالة التعاون الأمني الدفاعي- جيتي
وافقت وزارة الخارجية الأميركية على الصفقة وأخطرت بها وكالة التعاون الأمني الدفاعي- جيتي
أعطت الإدارة الأمريكية، الضوء الأخضر، الإثنين، لبيع الإمارات العربية المتّحدة ستّ طائرات هليكوبتر من طراز شينوك ومعدّات عسكرية أخرى، وذلك في صفقة قدّرت قيمتها بما يُناهز 1.4 مليار دولار.

كذلك، تمّت الموافقة أيضا على برنامج بقيمة 130 مليون دولار لصيانة طائرات مقاتلة من طراز إف-16، فضلا عن طائرات النقل العسكرية الستّ من طراز شينوك CH-47F التي تصنّعها شركة بوينغ الأميركية.

وبحسب وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية، عبر بيان، فإنّ هذه الصفقة "ستساهم في السياسة الخارجية الأميركية والأمن القومي من خلال تعزيز أمن شريك إقليمي مهم".


وأضافت الوكالة أنّ: "دولة الإمارات العربية المتحدة شريك أساسي للولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط".

إلى ذلك، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على الصفقة، وأخطرت بها وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للكونغرس، الذي باتت أمامه الآن مُهلة ثلاثين يوما لإبداء اعتراضه عليها أو تركها تمرّ.

وقال كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي، جريغوري ميكس: "في الليلة الماضية، أبلغتني إدارة ترامب بنيّتها تجاوز عملية المراجعة في الكونغرس مجددًا، وتجاهل سنوات من الأعراف الراسخة، والمضي في إبلاغ صفقات بيع أسلحة بمليارات الدولارات إلى الإمارات". 

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف ميكس بأنّ: "هذا القرار ينتهك ممارسات ثابتة منذ سنوات ويقوّض الدور الدستوري للكونغرس في الإشراف على نقل الأسلحة"، مردفا: "في وقت سابق من هذا العام، أعلنت علنًا تجميدي لصفقات السلاح الكبرى لأي دولة تديم الصراع في السودان".

وتابع: "على الرغم من الإدانة الدولية، بما في ذلك من أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين، لا تزال الأدلة الموثوقة تُظهر أن الإمارات تزود قوات الدعم السريع بالأسلحة. الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيم زمزم للنازحين أدت لمقتل مئات المدنيين، بينهم تسعة من عمال الإغاثة، وتشريد نحو 400,000 شخص". 

واسترسل: "أودت الحرب بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بحياة أكثر من 150,000 شخص، وتسببت في تشريد قرابة 13 مليونًا منذ اندلاعها في عام 2023. ويواجه قرابة مليون شخص خطر المجاعة".

"وعلى الرغم من حظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على دارفور، فقد مكّنت الأسلحة والإمدادات الإماراتية قوات الدعم السريع من شن هجمات على المدنيين وأطالت أمد القتال" وفقا لكبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي.

وأبرز: "تدّعي الإمارات أنها أوقفت دعمها لقوات الدعم السريع، لكن تقارير وتحقيقات موثوقة عديدة، من داخل وخارج الحكومة الأمريكية، تشير لعكس ذلك. والآن، وتحت إشراف ترامب، لم تواجه الإمارات أي عواقب على دورها في استمرار هذا الصراع".

واسترسل: "يجب على الجهات الخارجية وقف دعمها للأطراف من أجل تغيير الحسابات وجعل السلام المتفاوض عليه ممكنًا"، مضيفا: "أظهر الرئيس ترامب تجاهلًا تامًا لدور الكونغرس كفرع مساوٍ في السلطة، وفشل في اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الفظائع في السودان". 

اظهار أخبار متعلقة


واختتم بالقول: "نظرًا لخطورة الوضع في السودان واستمرار تورط الإمارات، سأقوم، بالتعاون مع زملائي في مجلس الشيوخ، بتقديم قرارات رفض مشتركة لتعطيل هذه الصفقات ومنع وصول الأسلحة الأمريكية إلى دول تُؤجّج مزيدًا من الفظائع".

تجدر الإشارة إلى أن هذا الإعلان، يأتي في الوقت الذي انطلق فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، واشنطن، في جولة شرق أوسطية، تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. إذ يأمل أن تكون غنية بعقود اقتصادية، تتراوح من الدفاع إلى الطيران، بما في ذلك في قطاعي الطاقة والذكاء الاصطناعي، وكذلك أيضا بحلول سياسية بشأن إيران وغزة.
التعليقات (0)