سياسة دولية

صدام جديد بين ترامب وزيلينسكي.. من يتحمل مسؤولية الحرب؟

زيلينسكي يوجه دعوة علنية لترامب لزيارة أوكرانيا- الأناضول
زيلينسكي يوجه دعوة علنية لترامب لزيارة أوكرانيا- الأناضول
أثار الرئيس الأمريكي دونالد تراكب جدلا واسعا بتصريحاته عن الحرب الأوكرانية من جديد، حيث قال إن "الحرب في أوكرانيا كان يمكن تفاديها"، ملقيًا باللوم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مؤكدًا أنها "حرب كان من المفترض ألا تبدأ أبدًا".

وجاءت تصريحات ترامب خلال استقباله للرئيس السلفادوري نجيب بوكيلة، في المكتب البيضاوي، حيث قال صراحة: "بوتين هو من بدأ الحرب، لكن بايدن كان يستطيع أن يمنعها، وزيلينسكي أيضًا كان بإمكانه أن يتجنبها. الجميع مُلام".

لكن ما أثار الاستياء الأكبر، بحسب"الغارديان"، كان تعليقه على طلب زيلينسكي شراء المزيد من أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية من طراز باتريوت. إذ قال ترامب بنبرة ساخرة: "عندما تبدأ حربًا، عليك أن تتأكد أنك قادر على الفوز. لا تبدأ حربًا مع شخص يفوقك حجمًا بعشرين ضعفًا ثم تتوقع أن يعطيك الآخرون صواريخ".

اظهار أخبار متعلقة


التصريح وُصف من قبل وسائل إعلام أوكرانية بأنه يحمل لهجة تبريرية للعدوان الروسي، خصوصًا أنه يأتي بعد هجوم روسي دموي على مدينة "سومي"، أسفر عن مقتل 34 مدنيًا بينهم أطفال، ما دفع مسؤولين أوكرانيين إلى وصف مواقف ترامب بأنها ترويج مباشر للدعاية الروسية.

وردًا على هذه التصريحات، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة علنية لترامب لزيارة أوكرانيا، قائلاً:"أدعوه ليأتي ويرى بنفسه حجم الدمار، ليفهم التهديد الحقيقي الذي تشكله روسيا على الغرب بأكمله، وليس فقط على أوكرانيا".

وأضاف في تصريحه: "من السهل إصدار الأحكام من واشنطن، لكننا هنا نخوض معركة وجودية، نيابة عن العالم الديمقراطي".

وجاءت دعوة زيلينسكي في ظل استمرار ترامب في تبني مواقف أقل دعمًا لأوكرانيا منذ عودته إلى البيت الأبيض. ففي مارس الماضي، علّقت إدارته تسليم مساعدات عسكرية بقيمة تتجاوز المليار دولار كانت مخصصة لكييف، وهي خطوة أثارت قلقًا في أوروبا وأوساط الناتو بشأن مستقبل الالتزام الأمريكي تجاه الحلفاء.

اظهار أخبار متعلقة


ويُذكر أن العلاقة بين ترامب وزيلينسكي اتسمت بالتوتر منذ ولايته الأولى، خاصة بعد فضيحة "مكالمة 2019" التي حاول فيها ترامب الضغط على زيلينسكي لفتح تحقيق ضد بايدن، وهي الحادثة التي أدت إلى أول مساءلة لترامب في الكونغرس.

واليوم، وبينما تدور الحرب في أوكرانيا في عامها الثالث، يجد زيلينسكي نفسه في مواجهة ليس فقط مع موسكو، بل مع تغيّر واضح في المزاج السياسي الأمريكي، حيث تسعى إدارته لتأمين الدعم بأي طريقة، في ظل تراجع المساعدات الغربية وتصاعد لهجة ترامب الرافضة لمزيد من الانخراط العسكري.
التعليقات (0)

خبر عاجل