هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انقلب الدفاع عن بورقيبة إلى دفاع عن منطق المنظومة القديمة ومصالحها الجهوية والزبونية، وانقلب نقدها إلى تبرير لفشل القائمين على الدولة أو إلى تنفيس عن العجر وهروب من تحمل المسؤولية
القول بأن من تداعيات أزمة كورونا سيكون اهتزاز شرعية هذه النظم؛ هو قول مغلوط إلى حد بعيد، ذلك أن عاقلاً في عالمنا العربي لم يذهب يوماً إلى حد الاقتناع أن هذه الانظمة تملك ولو مقدار وزن ريشة من الشرعية، فكيف ستتأثر شرعية لم تكن موجودة في يوم ما؟
في واقع الأمر أن صناعة مجتمع الخوف الذي طال الجميع ووصل إلى عصب المجتمع وصناعة مجتمع الكراهية الذي تمكن من نخاعه، إنما يعبران عن حالة صارت قابلة للتكرار ومزيد من التدهور والانحطاط؛ وهو أمر جعلنا نؤكد دوما على خطورة هذه الحالة الانقلابية
حقق فيروس "كورونا" ما لم يستطع أن يحققه جبابرة الأرض، من خوف وفزع بين شعوب الكرة الأرضية أجمعين، متخطياً كل الأجناس والأعراق والأديان..
زمن تتراجع فيه قيم الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان، أمام قوى الاستبداد والديكتاتورية، بدعوى المحافظة على أمن الإنسان وصحته
أقول ناصحاً ومنبهاً لكل من اتصف بالحكمة وبُعد النظر إنه ليس من مصلحة أحد (مؤيد أو معارض) أن تدخل البلاد في حالة من الانفلات وعدم السيطرة تؤدي إلى فوضى مدمرة
أطلق الاتحاد الأوروبي عملية عسكرية تحت اسم "إيريني"؛ الهدف منها تضييق الخناق على قوات حكومة الوفاق الليبية لتفسح المجال للمتمرد خليفة حفتر ومرتزقته، مع تجاهلها الرقابة على تسليح حفتر الذي ما زال يتلقى شحنات أسلحة من الإمارات بشكل منتظم عبر طائرات الشحن والحدود البرية مع مصر.
أن يرفض النظام في مصر استقبال طائرة إسبانية استأجرتها الدوحة لنقل عالقين مصريين لديها، في وقت يؤجر فيه النظام طائرات الشركة الوطنية، ملك الشعب، للولايات المتحدة الأمريكية لإجلاء رعاياها من دول العالم، فهذا أمر لا يمكن فهمه، كما لا يمكن فهم إرسال النظام طائرة على متنها وفد طبي مصري برئاسة وزيرة الصحة
لأنّ أخذ العبرة غير متوقع كما سلف قوله، فإنّ ما يجري الآن استثمار للجائحة للترويج لقوى الأمن، لا بالدعايات المتلفزة فحسب، ولكن أيضا بالتركيز على دورها في عمل أمنيّ صرف
قاموس الإفلاس للتضحية بالمواطن العربي مقابل كرسي الحكم، واستحضار عبارات وجوب موت جزء من المجتمع حتى يصح بقيته الممثل بالطاغية؛ يناقض التوجه الإنساني الذي يتفاعل مع أزمات البشرية وقضاياها ويزيدها تعقيداً، ويبقي كآبة الوباء مع عنصرية لن تنقشع بسهولة
دعونا نأمل مجيء ثورة بشرية بعد الفيروس. نحن، أقطاب البحث عن العلل والأسباب، يتعين علينا إعادة التفكير بشكل جذريٍ في الرأسمالية وآثارها، وكذلك حركتنا غير المحدودة والمدمرة، لإنقاذنا، وإنقاذ عالمنا الجميل. ونحن في العالم العربي نأمل بقدوم ثورة اجتماعية بعد جائجة كورونا؛ ضد الاستبداد والدكتاتورية
إن أحرار العالم مطالبون بتجاوز كارثة كورونا، وأن يبدأوا بتحرك فوري لخلق هذه الجبهة، قبل أن يفاجأوا بطبول الحرب تدق، وحينها سيصبح أي حديث عن حق الشعب خرقا للصف الوطني، وتفتيتا للجبهة الداخلية..
إن مما كشفه فيروس "كورونا" أن أسس النهضة والتنمية في مصر غير ممكنة في ظل النظام العسكري الاستبدادي الفاسد الذي صادر كل أسباب التنمية، وعلى رأسها البنية الصحية للفرد والمجتمع والدولة
الأخطر في الأمر هو اجتماع سفير الانقلاب مع رئيس الكيان الصهيوني والاتفاق على التعاون في ما يخص أزمة الفيروس، وهذا يدعو للدهشة؛ فالكيان الصهيوني يستجدي المستلزمات والمعدات والأجهزة وليس في وضع يسمح له بالتفريط في أي منها، وكما يقول المثل الشعبي "الحدأة لا تلقي بالكتاكيت"، فأي شيء في مقدوره يمنحه لمصر
يحاصرنا الفيروس.. يمنعنا من متع الدنيا الصغيرة.. ويمنعنا من خطايا وأخطاء.. يجبرنا على بعض التقارب مع أسرنا وأحبابنا.. فهل من متعظ!
بغض النظر عن كل ذلك، فإن هذا السيناريو الذي يتعلق بقادة العسكر الذين تمددوا في كل مكان وسيطروا على معظم مقدرات الاقتصاد ومفاصله في ظل عملية عسكرة وسيطرة، لم يكن يُتصور، وأن يقع هؤلاء في قبضة كورونا فينهي حياة بعضهم ويُلزم البعض الآخر بيوتهم، ويتملك معظمهم القلق والخوف