هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خلف هذا الخطاب المزدوج، يمكن تلمّس هدف أعمق: إعادة بناء شرق أوسط جديد على أساس صفقة أوسع، توسيع اتفاقات أبراهام، إدخال أطراف عربية جديدة في مسار التطبيع، وربط إعادة إعمار غزة بشبكة علاقات اقتصادية إقليمية تُبقي الحلّ السياسي مع الفلسطينيين مؤجلاً إلى أجل غير مسمّى. بهذا المعنى، يصبح “السلام في الشرق الأوسط” سلاماً بلا فلسطين، أو على الأقل سلاماً تُدار فيه القضية الفلسطينية عبر أدوات إنسانية واقتصادية، لا عبر اعترافٍ سياسيّ بحق تقرير المصير.
بعد وقف الحرب في غزة، حدثت مشاهد تم نقلها للإعلام، وكل تناولها من حيث يريد، أو من حيث يفهم، سواء كانت الحقيقة كاملة لدى المتحدث، أم لديه بعضها، فقد كانت المشاهد متعلقة بمعاقبة أشخاص تعاونوا مع الاحتلال، وقاموا بالاعتداء على شخصيات من أهل غزة، أودى ذلك بحياتهم، كان منهم الإعلامي صالح الجعفراوي، وابن الدكتور باسم نعيم، وشخصيات أخرى.
محمد كرواوي يكتب: تمثل هذه الأزمة فرصة لإعادة التفكير في مفهوم الأمن الإقليمي ذاته، فالتعامل مع الحدود باعتبارها جدارا عازلا لم يعد ممكنا في زمن تتداخل فيه الجغرافيا بالتجارة والهجرة والطاقة. إن الأمن في جنوب آسيا لم يعد يقاس بمدى السيطرة العسكرية، بل بمدى القدرة على بناء منظومة تعاون عقلانية توازن بين مكافحة الإرهاب واحترام السيادة، وبين ضرورات الاقتصاد ومتطلبات الاستقرار، وأي تجاهل لهذا التحول سيبقي المنطقة رهينة دوامة اشتباك متكرر يعيد إنتاج أسبابه كل مرة بأسماء جديدة
عادل العوفي يكتب: باغت جيل "زد" الجميع وخرج للشوارع في المغرب، مطالبا بإصلاح قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، وقوبلت الهبة الشبابية برد أمني صارم أجج الغضب ومنح الفرصة للطرف الثاني الذي لم يتوان عم "استغلال" الظرفية للكشف عما يعتمل في فؤاده من كبت وحقد تجاه مؤسسات الدولة. ومن هذا المنطلق رأينا مشاهد مؤسفة من عنف واستهداف للبنى التحتية ولرجال الأمن
إيمان الجارحي يكتب: في زمنٍ تتنازع فيه الأمم على تعريف الإنسان ومعنى الحضارة، يبقى المشروع الإسلامي أكبر من شعارٍ سياسي أو تجربةٍ حزبية. هو بحثٌ متجدد عن موقع الإنسان في الكون، عن التوازن بين الإيمان والعقل، بين الدعوة والعمل، بين الرسالة والدولة. وكلّ محاولةٍ لإحياء هذا المشروع لا تبدأ من الصراع على السلطة، بل من استعادة الوعي بوظيفتنا الحضارية في إعمار الأرض وإحياء القيم
طارق الجزائري يكتب: لم يعد الإعلام مجرد وسيلة نقل للأخبار، بل أصبح أداة نفوذ سياسي وثقافي واقتصادي. المعارك اليوم لا تُخاض بالسلاح فقط، بل تُخاض أيضا في ميادين الرأي والمحتوى والمعلومة.الخبر الواحد قادر على رفع دولة أو إسقاط أخرى، والصورة الواحدة قد تغيّر موقفا دوليا بأكمله. لهذا السبب، فإن أي مؤسسة أو دولة لا تمتلك منظومة إعلام رقمي فعّالة، تُترك صورتها فريسة للتأويل، وربما للتشويه. إن مركز الإعلام الرقمي ليس ترفا إداريا، بل ضرورة سيادية تمس الأمن الإعلامي والوعي الجمعي على حد سواء
عدنان حميدان يكتب: لقد تحولت الإبادة إلى نقطة فاصلة في الوعي الإنساني العالمي، فقد انتصرت الرواية الفلسطينية أخلاقيا وإعلاميا للمرة الأولى بهذا الوضوح، وتراجعت آلة الدعاية الإسرائيلية أمام زخم الحقيقة؛ رأى العالم كله صور الأطفال تحت الركام والمستشفيات المحاصرة والمجازر التي لم يعد ممكنا إنكارها. وفي حين خرجت تل أبيب من عدوانها كيانا مهزوزا مكشوفا أخلاقيا حتى أمام حلفائها، ازدادت المقاومة رسوخا في وجدان الفلسطينيين، وتحولت إلى عنوانٍ للكرامة والصمود في زمن الانكسار
مصطفى خضري يكتب: عندما وجدت المقاومة نفسها في فخ "صفقة ترامب"، محاطة بنيران الحرب وكارثة إنسانية، كانت الخيارات البديلة أشبه بأبواب تقود إلى أشكال مختلفة من الفناء الاستراتيجي، فإما الرفض العنيد والذي كان سيمثل انتحارا مبدئيا يمنح نتنياهو تفويضا دوليا مفتوحا لسحق غزة تحت شعار "لا يوجد من نتحدث معه"، أو القبول المطلق، والذي كان يعد انتحارا استسلاميا يؤدي إلى "صفقة الخاسر الأكبر"؛ حيث التخلي عن كل أوراق القوة مقابل سراب من الوعود ومحو كل ما تم بناؤه في "حرب الوعي"، أو الصمت والتسويف، وهي استراتيجية سلبية كانت ستغرق فيها المقاومة ببطء قبل أن تنتهي إلى نفس مصير الرفض العنيد. أمام هذه المسارات الثلاثة نحو الفناء، لم تكن "مناورة القبول التفكيكي" مجرد خيار جيد
علي شيخون يكتب: مواجهة هذه التحديات ليست مهمة مستحيلة، لكنها تتطلب إرادة سياسية قوية، ورؤية استراتيجية واضحة، وتنفيذا منضبطا ومستمرا. الأهم من ذلك كله هو الإيمان بأن الاستثمار في الإنسان المصري هو الطريق الوحيد للنهضة الحقيقية والمستدامة
علاء الدين سعفان يكتب: جوهر تحركات "خطة ترامب" التي ظهرت ملامحها في مؤتمر شرم الشيخ 2025؛ محاولة "تجميد القضية الفلسطينية" عبر ضخ سيولة مالية خليجية لإعادة إعمار مُوجهة، تكون بمثابة مكافأة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة وحلفائهما الذين تسببوا في تدمير القطاع