هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دشّنت أثيوبيا الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 سد النهضة الضخم المقام على نهر النيل بعد أشغال استمرت 14 عاما. وأثناء حفل التدشين الذي حضره قادة إقليميون، وصف رئيس الوزراء الأثيوبي أبيي أحمد السد بأنّه "إنجاز عظيم ليس فقط لإثيوبيا، بل لكل الشعوب السوداء." وفي نبرة تجمع بين التباهي وتحدّي دول المصب التي تجاهل كل اعتراضاتها وتحفظاتها، ذكر أن بلاده برهنت على أنها قادرة على تحقيق كل ما تخطط له.
مهما يكن الاختلاف بين التقديرات في أذهان المثقفين العرب، أو حتى بين السياسيين منهم، فإن الفاعلين الأساسيين في الصراع، أي قادة المشروع الصهيوني، وقادة المقاومة، لا يترددان في تبني أطروحتين متناقضتين تماما، لا تحظى أي واحدة منها بإجماع في الداخل. أطروحة الحسم التاريخي، التي حملها رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي ترى أن إسرائيل توفرت لها اليوم فرصة تاريخية حاسمة وغير مسبوقة لكي تحقق أهدافها التاريخية، بل وأهدافها الدينية والإيديولوجية، وأطروحة زوال إسرائيل التي تقوم على فكرة خلق تناقض مفصلي بين دكلة الاحتلال وبين العالم، وعزلها تماما وتعرية رأسمالها الأخلاقي والإنساني، ومحاصرتها دوليا من خلال الاستثمار الإعلامي والحقوقي والسياسي في جرائمها الإبادية.
تتجلى الأزمة الإنسانية في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023 بأبعاد مأساوية، حيث تحوّل الغذاء من حق أساسي إلى سلعة نادرة تهدد حياة ملايين المدنيين، في ظل حصار مشدد يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويزيد من تفاقم المجاعة وانعدام الأمن الغذائي وتدهور الأوضاع الصحية. وعلى الرغم من الالتزامات الواضحة للقانون الدولي الإنساني بوجوب تأمين المساعدات وعدم استخدام التجويع كسلاح حرب، فإن الواقع على الأرض يعكس تجاهلاً صريحاً لهذه القواعد، مما يحوّل العمل الإنساني إلى تحدٍ قانوني وعملي كبير. في هذا السياق، تأتي ورقة مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات لتقدم دراسة متكاملة تجمع بين الإطار النظري والقانوني والواقع الميداني، محاولةً تحليل مفهوم المساعدات الإنسانية، وإبراز الالتزامات القانونية للاحتلال الإسرائيلي، وتسليط الضوء على التحديات الراهنة التي تواجه وصول الدعم الإنساني إلى مستحقيه في غزة، بهدف تقديم رؤية شاملة وتوصيات عملية لمعالجة هذه الأزمة المتفاقمة.
إن الحالة في كاتالونيا تُعَدُّ مثالا حيا للصراع اللغوي ذي الخلفيات السياسية، ولدور القادة السياسيين الطموحين في اللجوء إلى اللغة كوسيلة لتحريض الجماهير ضد الحكومة المركزية، وتُعد أيضا مثالا على أن اللغات ليست بالضرورة سببا للخلاف والنزاع في ذاتها، وإنما هي من الدوافع والعوامل المساعدة على ايجاد الخلاف لتبرير تفجير النزاع و اعطائه طابعا عرقيا وبالتالي قوميا وسياسيا ثم انفصاليا واستقلاليا.
تأتي تجربة الثورة الإيرانية (1979-1989) كمثال حي على كيفية الانتقال من خطاب فكري وثقافي إلى دولة كاملة المؤسسات، قادرة على حماية نفسها ومشروعها. الثورة لم تقتصر على إسقاط الشاه، بل جسدت مرحلة تأسيسية، جعلت الدين رافعة سياسية ومصدراً للشرعية، وسعت لبناء مؤسسات تمثل صرحًا متكاملًا من الفكر إلى السلطة.
ليس كل المختصين الغربيين بشؤون الشرق الأوسط والإسلام أي المستشرقون ، هم وحدهم الذين صَوَّروا الحضارة منعزلة والإسلام عدوانياً في جوهره، ضد الغرب ومنفصلاً حضارياً عنه. هاملتون جيب هيمن على دراسات الشرق الأوسط والإسلام في الجامعات البريطانية والأمريكية في النصف الأول من القرن العشرين، مثل برنارد لويس في النصف الثاني منه. وفي كتاب صدر عام 1951، وهو الوقت الذي بدأ فيه تقريباً، برنارد لويس الحديث عن أفكاره في صدام الحضارات؛ ولقد تحدى جيب التمييز المفتعل بين مدنية الغرب والحضارة الإسلامية أو العربية: في هذه النقطة ليس هناك أي شك في أن حضارة الشرق الأوسط وحضارة ما يُسَمَّى العالم الغربي مترابطتان بإحكام؛ وكلاهما، قبل وبعد ظهور الإسلام، كانتا متداخلتين.
كتاب "تفتيت الشرق الأوسط" لمؤلفه الكاتب والباحث البريطاني جيرمي سولت الذي ألف بمنتهى السرعة الملحة للقارئ العادي - العام -الذي يشعر بالحاجة لمعرفة المزيد عن الشرق الأوسط أكثر مما تستطيع أو تريد أجهزة الإعلام العامة ذكره وروايته.
لا يمكن للمراقب الموضوعي أن يتجاهل التحولات الدالة في الرأي العام العالمي على ضوء التداعيات السياسية والاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى وتأثيرها المنتظر على القرار السياسي في عدد من الدول الغربية، ويهمنا في هذه المقالة المزاج الشعبي الأمريكي تحديدا بالنظر لقوة وضخامة واستدامة الدعم الذي تتلقاه دولة الاحتلال من الولايات المتحدة الأمريكية. نحاول هنا أن نحلل التحول الجاري في الرأي العام الأمريكي من خلال مجموعة من المؤشرات، مع استشراف مدى هذا التحول والمطلوب عربيا اتجاهه.
لقد تم تحويل القضاء إلى أداة لتصفية الخصوم، وافتعال قضايا "التآمر على أمن الدولة"، في سرديات مهزليّة استهدفت طيفًا واسعًا من المعارضة من السياسيين والصحفيين والنشطاء من كل الإتجاهات وتؤكد شهادات المحامين وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية أن هذه المحاكمات تفتقر لأبسط شروط العدالة، حيث تعتمد في الغالب على "وشايات كاذبة من شاهد سرّي محجوب الهوية" وتغيب فيها الأدلة المادية والإثباتات القانونية
كل ما يتعلق بالحريات والحقوق لا يمكن أن يعول فيه على القاضي الروبوت الذي تحلم به الباحثة. فمهما بلغ الذكاء الاصطناعي من الدقة والكفاءة، لا يصل إلى الذكاء البشري أولا، ويظل آلة عمياء غير مدركة لأعمالها وغير مسؤولة عن اختياراتها ثانيا.