هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
صدر عن مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان التابع للرابطة المحمدية للعلماء، كتاب "ردود أشاعرة الغرب الإسلامي على الفلسفة ـ صدمة الاختلاف" للدكتور يوسف احنانة، وذلك في افتتاح الموسم العلمي الجديد 2025/2026.
إذا كان الذي تقصدونه هو الأصل البيولوجي السلالي، فإن كل بني آدم وجد على هذه الأرض كان وجوده دون اختيار، ولكنه آمن بالله واعتنق دين الحق بكل إرادة ودون إجبار بناء على قول موجد الدين ذاته القائل "لا أكراه في الدين!؟".
شهدت الأحداث الأخيرة في فلسطين، وتحديدًا طوفان الأقصى، تحولًا نوعيًا في مواقف النخبة الفكرية والسياسية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية وإسرائيل، حيث لم يقتصر تأثيرها على الرأي العام المحلي بل امتد إلى المؤسسات الأكاديمية والثقافية والإعلامية، مع انعكاسات واضحة على السردية الدولية، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والمساءلة القانونية لإسرائيل في المحاكم الدولية، ما يعكس مرحلة جديدة من التحولات الاستراتيجية والسياسية التي قد يعاد تشكيلها على المدى المتوسط والبعيد.
في هذا النص يسلّط الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي محمد الصلابي، الضوء على أحد أخطر الأسباب التي تقود الأمم والأفراد إلى الهلاك، وهو الانشغال بالدنيا ونسيان الآخرة. فمن خلال استعراضه لقصة فرعون وقومه، يكشف كيف يتحول التعلّق بالملك والمال والزينة والجاه إلى حجابٍ يحجب البصيرة عن الحق، ويقود إلى الطغيان والعناد ورفض الهداية.
يأتي كتاب "العدالة المعطَّلة: "غزة والإبادة الجماعية في ميزان القانون الدولي"، من تأليف الخبير القانوني د. محمود خالد الحنفي، وتقديم الخبير القانوني د. أنيس فوزي قاسم، في سياق بالغ الحساسية من تاريخ القضية الفلسطينية، حيث تتقاطع فيه المجازر الواسعة في قطاع غزة مع بنية قانونية دولية تزداد هشاشة، وتبدو عاجزة عن أداء دورها المفترض في حماية المدنيين، وردع الجرائم الدولية، ومحاسبة مرتكبيها. يمثّل الكتاب عملاً تحليلياً قانونياً وسياسياً، يقوم على التوثيق والحجاج، ويهدف إلى مساءلة النظام الدولي من داخل منظومته القانونية، لا من الخارج فقط. ويقدّم الكتاب رؤية شاملة ومتماسكة تجمع بين القانون والسياسة والواقع الميداني.
تعيش الدول العربية والإسلامية منذ عقود صراعًا فكريًا وسياسيًا بين التقاليد الدينية ومتطلبات الحداثة السياسية، خاصة بعد موجة الثورات الشعبية التي اجتاحت المنطقة بين 2010 و2011. هذا الصراع تجلى بشكل واضح في تونس، حيث أعادت الثورة تشكيل المشهد السياسي وفتحت المجال لنقاشات معمقة حول العلاقة بين الإسلام والديمقراطية، بين المرجعية الدينية وحقوق الإنسان، وبين الدولة والمواطنة.
لم يكن صعود الجماعة إلى مصاف القوى المؤثرة في المشهد الوطني وليد السياسة وحدها، بل كان ثمرة لنسيج واسع من التنظيمات الطلابية والشبابية والنسوية والعمالية والمهنية، التي شكلت للأفكار قاعدة اجتماعية متينة وامتدادا بشريا نابضا.
يطرح الباحث مجال الجدل في الثقافة التونسية بصفته أحد العناصر المؤسِّسة للفكر الإصلاحي في البلاد خلال القرنين التاسع عشر وبداية العشرين. فيشير إلى أنه يرد مندمجًا في سياق اجتماعي وسياسي وفكري مضطرب شهد تجدّدًا في تصوّرات العلماء، مع نشوء مؤسسات تعلّمية وجمعيات أدبية وظهور وعي إصلاحي متقدّم. فقد ترسّخ تقليد طويل في المباحثة والمناظرة ظهر في الجامع الأعظم وامتدّ في المجال الثقافي الأوسع، فيه اعتمد العلماء نصوصًا من المنطق والكلام والأصول وتقعيدات الجدل. وتولّد عن ذلك رصيد ضخم من المؤلفات الحجاجية التي صنعت وجدان النخبة التونسية وأكّدت موقع الجدل داخل الحياة الفكرية.
من الصعب جدا أن تقنع من تشرب منذ نعومة أظفاره في المدرسة الابتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية، مناهج تربوية مضللة، مشحونة بدعايات شعبوية سخيفة وكاذبة عن الشعب الذي كان أيام الملك يعيش أغلبهم حفاة عراة، ويحيون حياة العبيد، ولا يستطيعون الذهاب للمدرسة، ستجد مثل هذه القناعات المثيرة للشفقة مترسخة لا شعوريا حتى في عقول ومشاعر من يمكن اعتبارهم نخبة مثقفة، لأنه ميراث نفسي ومعلوماتي متراكم شكل الوعي منذ الطفولة.
مضى على طرح المفكر والفيلسوف الكبير مالك بن نبي نظريته في القابلية للاستعمار ما يقرب من سبعة عقود، وعلى الرغم من ذلك ما زالت الأسئلة التي كشف عنها بن نبي وأطلقها بشجاعة عالقة في ذات الفضاء دون أن تجد جوابا شافيا.