غازي دحمان يكتب: المؤكد أن دوائر صنع القرار في دول المنطقة باتت على يقين لا يمكن زعزعته أن الهجوم كان بتنسيق مع الجيش الأمريكي، الذي من المفترض به أن يكون الأداة التنفيذية للاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين تلك الدول والولايات المتحدة الأمريكية، وأن يمارس دوره كشريك لجيوش تلك الدول في مواجهة التهديدات الأمنية التي قد تتعرض لها، ما يعني أنه بات لزاما مراجعة تلك الاتفاقيات وتحديد ماهية دور الجيش الأمريكي في المنطقة
غازي دحمان يكتب: يبدو أن سوريا باتت المختبر المثالي لقياس مدى قوّة إسرائيل وهيمنتها في المنطقة، وقد تكون المنطلق لتشكيل سياسات إسرائيل الجديدة في المنطقة، إذ رغم أن إسرائيل حققت شروطها الأمنية بنسبة تفوق التصوّر والطموحات، بعد تدمير قدراتها العسكرية واحتلال أجزاء استراتيجية من أراضيها ووضع عاصمتها دمشق تحت رحمة النيران، ذهبت أبعد من ذلك من خلال تنصيب نفسها حامية ومرجعية لمكونات سوريا عديدة
غازي دحمان يكتب: إن هزتنا صدمة تصريحات نتنياهو إلى الحد الذي قد يدفع عالمنا العربي إلى إعادة حساباته، فشكرا لنتنياهو، وإن لم يحصل وبقينا في عجزنا المقيم، شكرا أيضا، على الأقل سنعترف حينها بعجزنا ونخجل من لوم الفلسطيني الذي صرخ بوجهنا أن الدور جاييكم يا عرب
غازي دحمان يكتب: أعلنت إسرائيل صراحة، وبوقاحة منقطعة النظير، أن هدفها تقسيم سوريا، بل إنها ذهبت لتحديد الآليات وكيفية تنفيذ المشروع ونشر الخرائط الكاملة له، وصرح مسؤولوها على المنابر أن السويداء ستكون بداية هذا المشروع الذي سيشكل قاطرة لقيادة المشروع التفكيكي في الجغرافيا السورية، على أن ينتهي المآل باستحداث خمسة كيانات ترث الكيان السوري الحالي، فماذا فعلت العقول الاستراتيجية في دمشق؟
غازي دحمان يكتب: تبقى السياسة هي المساحة الوحيدة المتبقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من هنا تتبنى الإدارة الذاتية الكردية تكتيكا تفاوضيا بأسقف مرتفعة، يستبطن رهانات على تغير المعطيات، من نوع فشل النظام السوري الجديد في إدارة الوضع السوري، أو حصول فوضى وصراعات داخل مكونات النظام الجديد، وهذا ما يدفع الإدارة الذاتية إلى طلب المزيد من الوقت لتنفيذ التفاهمات التي حصلت بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع، لعل الظروف والأقدار تأتي بفرص توسع خيارات الكرد وتبعدهم عن الخيار الكابوس الذي طرحه توماس باراك، من أن الطريق الوحيد أمامهم هو دمشق
غازي دحمان يكتب: تبدو المنطقة مهيأة بشكل كبير لحدوث تحوّلات مهمة على صعيد الانتقال من الحرب الى السلام، الواقع يدفع بهذا الاتجاه، لكن شكل السلام ونطاقه وقدرته على الصمود، فتلك مسائل من المؤكد أنه ستقررها الأوراق التفاوضية لدى اللاعبين ومدى صلاحيتها، والديناميكيات الاجتماعية والسياسية الصاعدة في الإقليم، والأهم من كل ذلك ما إذا كان لدى إدارة ترامب رؤية واضحة لإدارة التحولات في المنطقة
غازي دحمان يكتب: سيناريو لا يتم الحديث عنه صراحة، وهو دعم تقسيم إيران إلى عدة دويلات. خطورة هذا السيناريو أنه سيمتد حكما لكامل منطقة الشرق الأوسط، وسيفتح صندوق باندورا لن يتمكن أحد من إغلاقه ومنع شياطينه من التفلت، هذا السيناريو وحده سيحقّق هدف نتنياهو في تغيير شكل الشرق الأوسط، لأن تداعياته ستتدحرج على كامل المنطقة
غازي دحمان يكتب: الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة في البحث عن مخارج لصراعات وصلت إلى مرحلة الانسداد، مثل الصراع السوري.
غازي دحمان يكتب: ربما لا تملك إدارة الشرع الكثير من أوراق القوة والخيارات في مواجهة إسرائيل وسياساتها التدميرية، لكن سياسة الاستسلام وترك إسرائيل تجرب في الساحة السورية، ليس خيارا منطقيا، والأهم من ذلك، أنه لن يقي سوريا لا من التفكك ولا من سيطرة إسرائيل على مناطق الجنوب وصولا إلى العاصمة دمشق، ما يلزم إدارة الشرع على البحث عن مقاربات جدية لمواجهة خطر إسرائيل، ووضع جميع الخيارات على طاولة البحث، بما فيها دعم مقاومة في جنوب سوريا، وصياغة قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل
غازي دحمان يكتب: المرحلة القادمة قد تشهد مزيدا من الاعتقالات لبعض القيادات الفصائلية الفلسطينية في دمشق، ما دامت هذه القيادات بالأصل موضوعة على قائمة المطلوبين بحسب تعاونهم مع نظام الأسد. وقد اختفت في سوريا، ومنذ لحظة سقوط النظام، جميع الرموز العسكرية الفلسطينية مثل معسكرات التدريب والهياكل العسكرية للفصائل، ولا يتوقع عودتها تحت أي ظرف في المرحلة المقبلة
غازي دحمان يكتب: يمثل التوجه الترامبي ارتكاسا عن قيم العولمة والعودة إلى نمط الصراعات القومية، التي أسست لأكبر وأكثر الحروب العالمية شراسة؛ فالسياسات الحمائية كانت دائما مؤشرا على الانغلاق القومي، الذي ينطوي بدوره على مبالغة في مركزية العرقيات في صوغ السياسات الخارجية للدول، وليس غريبا أن تنتج مثل هذه الديناميكيات شعارات من نوع " أمريكا أولا" أو "استعادة العظمة الأمريكية"
غازي دحمان يكتب: أهالي منطقة حوض اليرموك ما زالوا يضمّدون جراحهم التي خلفها نظام الأسد، ونظام دمشق الجديد لا يسمع صرخاتهم واستغاثاتهم، وقد تكون المقاومة الآن مستحيلة بفعل انعدام توازن القوى، لكنها لن تكون دائما كذلك؛ فإسرائيل تدفع المنطقة لهذا المآل
غازي دحمان يكتب: ما حصل كان ثورة مضادة، تبدأ بسلخ الساحل السوري، وتحويله في مرحلة لاحقة إلى قاعدة ومنطلق للانقضاض على سوريا. القائمون المحليون على هذا المخطّط شرحوا بما فيه الكفاية وكشفوا عن آلياتهم التنفيذية "المجلس العسكري" وأهدافهم من وراء ذلك" تحرير سوريا"، وإعادة الزمن السوري إلى الوراء
غازي دحمان يكتب: ماذا بإمكان القمة العربية فعله لمواجهة هذه التحديات التي لا تؤثر فقط على فلسطين وسوريا ولبنان، بل ستمتد تداعياتها لتشمل أجزاء واسعة من العالم العربي؟
غازي دحمان يكتب: هذا التحوّل حصل في زمن نظام كان يحارب مظاهر المحافظة الإسلامية في سوريا بجميع مظاهرها من اللحية الى الحجاب وسواها، ووصل به الأمر الى حد تنظيم حملة لنزع الحجاب في الشوارع العامة في دمشق، ويبدو أن العملية كانت اختبارا لردة فعل الشارع السوري المحافظ