وصف المخرج العالمي
جيمس كاميرون معاناة الفلسطينيين بأنها "وجودية"، في تصريحات لافتة ربط فيها بين الصراع الفلسطيني وما تشهده مناطق نزاع أخرى في العالم، مثل
السودان وأوكرانيا، مؤكدا أن بعض المعارك تصبح مشروعة عندما يكون الهدف تفادي الإبادة الكاملة.
وجاءت تصريحات كاميرون خلال مقابلة حديثة أجراها ضمن سلسلة "Director Debrief"مع الصحفي براندون ديفيس، عقب العرض الأول لفيلمه الجديد
أفاتار "Avatar: Fire and Ash"، الذي طرح في دور السينما في 19 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
العنف والإبادة في السينما والواقع
وتناول كاميرون خلال المقابلة التعقيدات الأخلاقية المرتبطة بتصوير العنف في الأعمال السينمائية، مشيرا إلى أن أفلامه لا تنفصل عن الواقع الإنساني، بل تعكس صراعات البشر المستمرة عبر التاريخ.
وقال المخرج الأمريكي: "الأمر دقيق للغاية.. القتل لا يؤدي إلا إلى مزيد من القتل، في دوامة لا تنتهي"، مضيفا: "رأينا ذلك في
غزة، ورأيناه في السودان، ورأيناه في أوكرانيا".
وأكد كاميرون أن بعض أشكال المقاومة تصبح أخلاقية وضرورية عندما يواجه شعب ما خطر الفناء، قائلا: "هناك معارك تكون مشروعة، والإبادة الكاملة سبب للقتال. الأمر وجودي".
وربط كاميرون هذه الرؤية بالمضامين الأساسية لفيلمه الجديد، الذي يعد الجزء الثالث من سلسلة Avatar، حيث يواصل تناول قضايا الإمبريالية، وتدمير البيئة، والعنف المتكرر، من خلال صراع شعب الـ"نافي" الأصليين مع المستعمرين البشر.
وأوضح أن قصة
الفيلم تعكس ما وصفه بـ"جشع البشرية وتدميرها المتعمد"، مشيرا إلى أن موضوعات الحزن والفقدان والخلاص التي يتناولها العمل ليست خيالية بالكامل، بل مستوحاة من مآس واقعية يعيشها البشر في مناطق النزاع.
سياق سياسي وإنساني أوسع
وتأتي تصريحات كاميرون في وقت يشهد فيه العالم تصاعدا غير مسبوق في التوترات الجيوسياسية، خصوصا مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما رافقها من انتقادات دولية واسعة النطاق.
ورغم أن الفيلم حقق إيرادات كبيرة في شباك التذاكر خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، إلا أن الجدل الذي أثارته تصريحات مخرجه تجاوز الإطار الفني، ليدخل بقوة في النقاشات السياسية والإنسانية العالمية.
وليست هذه المرة الأولى التي يتطرق فيها جيمس كاميرون إلى القضية الفلسطينية. ففي وقت سابق من عام 2025، شارك بصفته منتجا تنفيذيا في الفيلم الوثائقي "There Is Another Way"، وهو عمل مدته 67 دقيقة، يتناول تجربة منظمة "Combatants for Peace"، التي تضم فلسطينيين وإسرائيليين سابقين في العمل العسكري، ويعملون على الترويج لنهج اللاعنف بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ويركز الوثائقي على جهود المصالحة والحوار، في محاولة لطرح مسار بديل للصراع المسلح، وهو ما ينسجم مع رؤية كاميرون التي عبر عنها في مقابلته الأخيرة، حين شدد على أن مقاومة الإبادة لا تعني بالضرورة تمجيد العنف، بل السعي إلى العدالة والبقاء.