شدد
مفتي أستراليا ونيوزيلندا الدكتور إبراهيم
أبو محمد على حرمة الاعتداء على النفس البشرية ووجوب صون الحياة الإنسانية، مؤكدا أن هذا المبدأ ثابت في الإسلام بغض النظر عن هوية الفاعل أو الضحية، وذلك تعليقا على
الهجوم المسلح الذي وقع خلال احتفالات عيد
الحانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في ولاية نيوساوث ويلز الأسترالية.
وفي تصريح خاص لموقع “عربي21”٬ قال أبو محمد إنه أبلغ بالحادث أثناء وجوده في سيارته عبر أجهزة الشرطة، موضحا أن المعلومات الأولية التي وصلته كانت شحيحة وغير مكتملة. وأضاف: «في البداية أصدرت بيان إدانة للحادث دون معرفة هوية الفاعل أو المستهدف، انطلاقا من مبدأ عام نؤمن به، وهو أن الحياة الإنسانية حق مصان يجب حمايته والدفاع عنه».
واستشهد مفتي أستراليا بالآية القرآنية: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، مؤكدا أن الإدانة الفورية لأي اعتداء على الأرواح واجبة أخلاقيا ودينيا، بغض النظر عن الخلفيات الدينية أو العرقية.
وأوضح أبو محمد أنه مع توافر مزيد من التفاصيل لاحقا وإن ظلت محدودة في بداياتها تبين تعقيد المشهد، لافتا إلى أن أستراليا ليست معتادة على مثل هذه الأعمال. وقال: «نعيش في بلد يضم أكثر من 200 جنسية وأكثر من 121 معتقدا. الانطلاق من منطق الهوية أو الانتماء في مثل هذه الوقائع يفتح الباب يوميا لعشرات الأزمات، ولا يفضي إلا إلى صدام أو شلل مجتمعي».
وأكد المفتي ضرورة قطع الطريق مبكرا أمام أي خطاب قد يهدد النسيج الاجتماعي، مع احترام مشاعر الأفراد وانتماءاتهم، لكن ضمن صيغة جامعة تقوم على القواسم المشتركة والاحترام المتبادل.
وشبه ترك أي أذى دون معالجة سريعة بـ«فيروس» قد ينتشر ويصيب الجسد المجتمعي كله، مهددًا اللحمة الحضارية.
وكان هجوم مسلح قد وقع، الأحد، خلال احتفالات عيد الحانوكا على شاطئ بوندي، حيث أعلن رئيس وزراء ولاية نيوساوث ويلز كريس مينز مقتل أحد المهاجمين. وأفادت الشرطة الأسترالية بأن المهاجمين أب وابنه، وأسفر الهجوم عن مقتل 16 شخصا وإصابة 42 آخرين.
وأضافت الشرطة أن الأب، البالغ من العمر 50 عاما، كان يحمل رخصة سلاح ويمتلك ستة أسلحة مرخصة، كما جرى ضبط ستة أسلحة أخرى في موقع الحادث، في وقت تواصل فيه السلطات تحقيقاتها لكشف ملابسات الهجوم ودوافعه.