طالبت أرملة الصحفي السعودي المعارض جمال
خاشقجي، الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، القضاء الفرنسي بالتحقيق في مزاعم تتعلق باستخدام برامج تجسس لاختراق هاتفيها المحمولين، وذلك بالتزامن مع استجوابها في الإمارات قبل مقتله.
وأشارت الشكوى التي تقدمت بها حنان خاشقجي، والتي اطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، إلى أن بيانات من هاتفيها سرقت جزئيا أثناء وجودها في
فرنسا، حيث كانت تزور البلاد مرارا خلال عملها كمضيفة طيران.
وبينت نتائج "سيتيزن لاب"، وهي هيئة أبحاث تابعة لجامعة تورونتو، أن برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طورته "مجموعة إن إس أو" الإسرائيلية، زرع في هاتفيها في نيسان/أبريل 2018، وجاء ذلك في الفترة نفسها التي تم خلالها استجوابها في مطار في الإمارات العربية المتحدة، وفق ما ورد في الشكوى.
وأكد محامياها وليام بوردون وفانسان برانغارت في بيان للوكالة ذاتها أنه "ليس من المعقول أن لا يتم الربط بين اختراق المعلومات والأفعال التي قادت إلى مقتل (زوجها)"، ومن المقرر أن يبت القضاء الفرنسي في ما إذا كان سيفتح تحقيقا في الشكوى.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت في عام 2022 أنها حددت 11 حكومة اشترت برنامج "بيغاسوس"، وهو نظام قادر على تشغيل كاميرا الهاتف وميكروفونه والوصول إلى بياناته، ما يجعله أشبه بجاسوس محمول.
ويذكر أن جمال خاشقجي، المقيم في الولايات المتحدة، كان يكتب مقالات تنتقد المملكة في صحيفة "واشنطن بوست"، وقد خلص تقييم استخباراتي أمريكي عام 2021 إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر بعملية قتله، التي نفذت داخل القنصلية السعودية في إسطنبول حيث قطعت أوصاله.
ورغم ذلك، دافع الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب بقوة عن محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.
وتأتي الخطوة القانونية في فرنسا التي لا تستهدف جهة محددة بعدما أصدر قاض أمريكي في تشرين الأول/أكتوبر أمرا يمنع "مجموعة إن إس أو" من استهداف مستخدمي "واتساب"، وذلك إثر دعوى رفعت عام 2019 تتهم الشركة بالتجسس إلكترونيا على صحفيين ومحامين وناشطين حقوقيين وغيرهم باستخدام خدمة الرسائل المشفرة.