نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن مسؤول إسرائيلي لم تكشف هويته قوله إن "المطلب السوري بانسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي أقامها على الحدود السورية وفي منطقة جبل الشيخ لن يتحقق قريبًا"، مرجعا ذلك إلى مزاعم "عجز النظام عن الوفاء بتعهداته المتعلقة بمنع النشاطات الإرهابية المنطلِقة من سوريا باتجاه إسرائيل".
وأوضحت الصحيفة أن "الوضع العاجل في سوريا سيكون في صدارة جدول أعمال الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الجاري"، والمقرر عقده في منتجع مار إيه لاغو بولاية فلوريدا، وتحدد موعده في 26 كانون الأول/ ديسمبر.
وأضافت صحيفة "إسرائيل اليوم" : "قبل الاجتماع، من المتوقع أن يُسرّع الأمريكيون الاتصالات بين الطرفين للتوصل إلى تفاهمات جوهرية على الأقل"، وأوضحت أن التفاهمات تشمل "فرض قيود على نشاط الجيش الإسرائيلي في المناطق التي تنشط فيها قوات الشرع، والتعاون ضد المنظمات الإرهابية، وضمان سلامة الدروز في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، من بين قضايا أخرى".
وتابعت الصحيفة: "تهدف الولايات المتحدة إلى أن تُسهم هذه التفاهمات في دفع عملية خفض التصعيد بهدف توقيع اتفاقية طويلة الأمد بين البلدين في نهاية المطاف"، ووفق المصدر ذاته، "يخشى المسؤولون الأمريكيون من أن تؤدي ردود الفعل العسكرية الإسرائيلية في سوريا ولبنان إلى تصعيد من شأنه أن يمحو ما سمي بـ( إنجازات العام الماضي)".
وتأتي تصريحات المسؤول الإسرائيلي غداة اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء، قرارًا يدعو دولة الاحتلال إلى الانسحاب من منطقة
الجولان السورية باعتبار احتلالها وضمها للمنطقة "عملا غير قانوني"، وتعتبر قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة ولكنها مهمة من حيث أنها تعكس رأي الرأي العام العالمي.
وأعربت الخارجية السورية عن "عميق شكرها وامتنانها للدول التي تبنت وصوتت لصالح قرار "الجولان السوري"، وخاصة الدول التي غيّرت تصويتها عن السنوات الماضية، وألقى بيان الخارجية الضوء على عدد الدول التي صوتت لصالح القرار وارتفاعه من 97 دولة صوتت لصالح القرار العام الماضي، إلى 123 دولة في العام الجاري، معبرة عن شكرها لمصر لتقديمها مشروع القرار.
وبعد يوم من تحدث ترامب عن أهمية حفاظ دولة الاحتلال على "حوار قوي وحقيقي" مع دمشق، قال نتنياهو إن التوصل إلى اتفاق مع سوريا أمر ممكن، وإنه يتوقع أن تنشئ سوريا منطقة عازلة منزوعة السلاح من دمشق إلى جبل الشيخ (بالعبرية هار حرمون) ومناطق أخرى، وأضاف: "نحتفظ بهذه المناطق لضمان أمن إسرائيل، وهذا ما يُلزمنا". وقل أيضا: "عبر النية الحسنة وفهم هذه المبادئ، يُمكن التوصل إلى اتفاق مع السوريين، لكننا سنتمسك بمبادئنا في جميع الأحوال".
إلى ذلك، نقل موقع إكسيوس عن مسؤولَين أمريكيَين رفيعيّ المستوى قولهما إن: "إدارة ترامب قلقة من أن تهدد الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا بزعزعة استقرار البلاد وتقويض آمال التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا".
وأكّدا أن "البيت الأبيض لم يتلق إشعاراً مُسبقاً بالعملية الإسرائيلية الأخيرة، وأن الإسرائيليين لم يُحذروا سوريا عبر القنوات العسكرية كما فعلوا في حالات سابقة"، وأوضح المسؤولان الأمريكيان اعتقادهما بأن نتنياهو يتدخل بطرق غير مُجدية على الإطلاق، فقد أمر بشن عمل عسكري عبر الحدود في سوريا في عدة مناسبات، بما في ذلك في الأيام القليلة الماضية.
كما قال مسؤول أمريكي: "لقد جُنّ جنون السوريين. وطالبوا بالرد بسبب مقتل مدنيين سوريين"، وأوضح المسؤول أن "سوريا لا تريد مشاكل مع إسرائيل. هذا ليس لبنان. لكن بيبي، أي نتنياهو، يرى أشباحاً في كل مكان"، وأضاف: "نحاول إقناعه بأن عليه التوقف عن هذا، لأنه إذا استمر، سيُدمّر نفسه بنفسه. إنه يُفوّت فرصة دبلوماسية عظيمة ويُحوّل الحكومة السورية الجديدة إلى عدو".
وتحتل "إسرائيل" الجولان منذ عام 1967، ثم توسعت بعد سقوط نظام بشار الأسد داخل المنطقة العازلة وجبل الشيخ جنوبي سوريا، وأعلنت انهيار اتفاقية فصل القوات المبرمة بين الجانبين منذ 1967، وخلال الأشهر الماضية، عقدت محادثات سورية إسرائيلية بهدف التوصل إلى اتفاق أمني.