يرسل الجانبان الإسرائيلي واللبناني، الأربعاء، ممثلين إلى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين الجانبين، بموافقة رئيس وزراء دولة
الاحتلال بنيامين نتنياهو، والرئيس
اللبناني جوزيف
عون، وبوساطة أمريكية.
ما اللافت في الأمر؟
اللافت أن اللقاءات اللبنانية الإسرائيلية المباشرة نادرة ومعدودة على أصابع اليد الواحدة، كان أولها عام 1949 وآخرها عام 1983 أي قبل حوالي 42 عاما من اليوم.
الوضع الراهن
لا تزال بيروت رسميا في حالة حرب مع "إسرائيل"، لكن الرئيس اللبناني
جوزاف عون قال في الأشهر القليلة الماضية إنه منفتح على المفاوضات مع تل أبيب من أجل التوصل إلى هدنة أكثر تماسكا.
في المقابل، تواصل دولة الاحتلال غاراتها الجوية، وتوغلاتها على الأرض، لاستهداف ما تقول إنها "جهود
حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية"، ولا تزال تحت عددا من المواقع على قمم التلال في الجنوب اللبناني.
من سيجتمع مع من؟
قال الرئيس اللبناني إنه سيوفد السفير السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، سيمون كرم، على رأس الوفد اللبناني، فيما قال بيان لمكتب نتنياهو إنه أوعز للقائم بأعمال مدير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، جيل رايش، بإرسال ممثل مدني غير عسكري له، لم يكشف اسمه بعد.
لقاءات سابقة
1949
جرت أولى اللقاءات بين دولة الاحتلال ومسؤولين لبنانيين في عام 1949، في مفاوضات رأس نقورة، حيث اجتماع ضباط لبنانيون بقيادة المقدم توفيق سالم على طاولة واحدة مع الضابط الإسرائيلي موشيه ديان.
ووقع الطرفان في هذه المفاوضات هدنة أنهت حرب 1948 أسست لخط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان.
1982
اجتمع في عام 1982 مفاوضون إسرائيليون ولبنانيون لوضع استراتيجيات لجولة محادثات السلام.
وصرّح وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك،
أرييل شارون، بأنه أجرى مفاوضات سرية مع مسؤولين لبنانيين من شأنها أن تُفضي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل ولبنان، وسط نفي لبناني رسمي.
ونقلت وكالة "
يونايتد برس إنترناشونال" عن وزير الخارجية اللبناني آنذاك إيلي سالم قوله: "هذا التقرير عارٍ عن الصحة تمامًا".
وقالت مصادر أمريكية آنذاك أن الوزير الإسرائيلي ربما تحدث فقط مع مسؤولين من القوات اللبنانية المقربة من الحكومة في بيروت.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية، عن شارون، أنه تحدث مع "ممثلين عن النظام اللبناني".
أما صحيفة هآرتس، فقد عرّفت عنهم بأنهم "شخصيات لبنانية مقربة من الرئيس أمين الجميل"، وقالت إن المحادثات جرت "عبر وساطة ميليشيات مسيحية"، في إشارة إلى القوات اللبنانية.
1983
بعد عام على غزو لبنان، اجتماع مفاوضون لبنانيون وإسرائيليون في 1983 في ظل حكومة رئيس الوزراء آنذاك، شفيق وزان، والرئيس اللبناني آنذاك، أمين جميّل، وأفضت
اللقاءات إلى "اتفاق 17 مايو" الذي يضمن انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية مقابل ترتيبات أمنية وتنسيق غير مباشر، ورفضته شخصيات لبنانية أبرزها، وليد جنبلاط، ونبيه بري، وحزب الله، وأحزاب يسارية.
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، إسحق شامير، بأن المحادثات كانت "ودية".
ماذا ننتظر؟
ربما يؤسس اللقاء النادر إلى بدء تفاوض لبناني إسرائيلي يرغب به الطرفان، وتتوسط فيه الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يؤيده كثير من الأطراف السياسية اللبنانية، على رأسها حزب الله.