أعلنت السلطات الكولومبية، الأحد الماضي، أنها أنقذت 17 قاصرا من أعضاء طائفة "
ليف طاهور"
اليهودية المتشددة، التي تخضع منذ سنوات لتحقيقات دولية واسعة بتهم تتعلق بالاعتداء الجنسي على الأطفال وسوء معاملة القاصرين.
وقالت هيئة الهجرة الكولومبية ووحدة مكافحة الاختطاف التابعة للجيش، في بيان نشر عبر منصة "إكس"، إنها "أنقذت 17 فتى وفتاة ومراهقا من براثن طائفة يهودية كانت قد استقرت في فندق ببلدة صغيرة شمال البلاد"، مشيرة إلى أن العملية جرت بمرافقة قوات خاصة، وأن صور الأطفال أرفقت مع مراعاة إخفاء ملامح وجوههم حفاظاً على خصوصيتهم.
وأضاف البيان أن السلطات تلقت تنبيهات دولية بشأن جرائم يشتبه بأنها ارتكبت بحق قاصرين مرتبطين بتلك الجماعة، فيما أفادت الشرطة بأن عملية المداهمة نفذت السبت الماضي، وتم نقل الأطفال من جنسيات مختلفة إلى مركز حكومي لرعايتهم.
وكشفت السلطات أن خمسة من هؤلاء القاصرين يحملون الجنسية الأمريكية، وقد أبلغ الإنتربول السلطات الكولومبية عن اختفائهم سابقا. كما أوضح بيان الهجرة الكولومبية أن هناك "مؤشرات على احتمال أن يكون بعضهم قد خطف"، في سياق قد يشير إلى وجود شبكات اتجار بالبشر تعمل تحت غطاء النشاط الديني.
ونقلت صحيفة “إل كولومبيانو” في ميديلين أن المجموعة غادرت نيويورك إلى
كولومبيا في 22 أو 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، قبل أن تستقر في فندق ببلدة يارومال الجبلية. وتشير التقارير إلى أن أفراد الطائفة الذين يواجهون مشاكل قانونية في الولايات المتحدة وغواتيمالا وصلوا للمنطقة بهدف التحضير لإنشاء مستوطنة جديدة.
وتخضع طائفة "ليف طاهور"، التي ترتدي نساؤها سترات سوداء فضفاضة تغطي كامل الجسد من الرأس إلى أخمص القدمين، لتحقيقات في عدة بلدان بتهم تشمل الاعتداء الجنسي على الأطفال، وتعذيب القاصرين، وتزويج القاصرات قسرا، إضافة إلى الاتجار بالبشر. كما سبق أن واجهت الجماعة مشاكل قانونية في المكسيك وكندا، بينما أصدرت الشرطة الدولية نشرات حمراء لتوقيف بعض قادتها الفارين.
وظهرت الطائفة إلى الواجهة مجددا في كانون الأول/ ديسمبر 2024، عندما أعلنت السلطات الغواتيمالية أنها أنقذت 160 طفلا من مزرعة تديرها الجماعة، وقالت إنهم تعرضوا لاعتداءات جسدية وجنسية. وأوضح المدعي العام ديماس خيمينيز حينها أن المداهمة جاءت بسبب "شبهات الحمل القسري، وإساءة معاملة القاصرين، والاغتصاب".
وتأسست "ليف طاهور" في الاحتلال الإسرائيلي عام 1988، قبل أن تنتقل منذ التسعينيات بين دول في غرب آسيا والأمريكتين هربا من الملاحقات القضائية. ويعد كلومو إيريز هيلفرانس مؤسس الجماعة، إذ أمضى عامين في السجن بالولايات المتحدة في التسعينيات بعد إدانته بالاختطاف، قبل أن يتوفى عام 2017 أثناء أداء طقوس دينية جنوب المكسيك.
وتتراوح أعداد أعضاء الطائفة بين 200 و300 شخص فقط، إلا أن نشاطها المغلق وطبيعة ممارساتها تجاه القاصرين جعلاها محط اهتمام أجهزة الأمن في أكثر من دولة، وسط تحذيرات من توسعها عبر إنشاء تجمعات جديدة في مناطق ريفية بعيدة عن الرقابة.