ملفات وتقارير

ترامب وشي يلتقيان في كوريا الجنوبية.. "هدنة تجارية" بعد أشهر من التوتر

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ، صباح اليوم الخميس، محادثات وُصفت بـ"الحاسمة" في القاعدة الجوية غيمهاي بمدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية.. جيتي
عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ، صباح اليوم الخميس، محادثات وُصفت بـ"الحاسمة" في القاعدة الجوية غيمهاي بمدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية، وسط آمال بإعلان هدنة مؤقتة في الحرب التجارية التي أعادت رسم ملامح الاقتصاد العالمي خلال الأشهر الماضية.

تفاؤل مشوب بالحذر

وفي مستهل اللقاء، أبدى الزعيمان استعدادًا واضحًا لتخفيف حدة التوتر بين بلديهما، حيث قال ترامب للصحفيين: "نحن على وشك عقد اجتماع ناجح للغاية... نعرف بعضنا جيدًا، ولدينا علاقة طيبة منذ سنوات."

لكن ترامب أضاف بابتسامة عريضة: "هو مفاوض صعب ـ وهذا ليس جيدًا"، قبل أن يربّت على كتف الرئيس الصيني في مشهد لفت عدسات الإعلام.

من جانبه، شبّه شي العلاقة بين البلدين بـ"سفينة في عرض البحر يجب أن تظل على المسار الصحيح"، داعيًا إلى أن يكون البلدان "شريكين وصديقين"، وأضاف: "العالم يواجه تحديات صعبة، ويتعين على الصين والولايات المتحدة تحمل مسؤولياتهما كقوتين عظميين والعمل معًا من أجل مصلحة البشرية."

قضايا حساسة على الطاولة

وبينما تجاهل الزعيمان سؤالًا من أحد الصحفيين حول تايوان، عبّر مراقبون عن قلقهم من إمكانية تقديم ترامب تنازلات لبكين بشأن الجزيرة التي تعتبرها الصين "جزءًا لا يتجزأ من أراضيها"، في مقابل مكاسب تجارية أو استراتيجية.

وأشار شي في بداية الجلسة الموسّعة إلى أن العلاقات الثنائية شهدت "احتكاكات طبيعية بين أكبر اقتصادين في العالم"، مضيفًا أن فرق التفاوض "حققت تقدمًا مشجعًا" خلال الأيام الماضية في معالجة القضايا الرئيسية.

نحو اتفاق مبدئي؟

التفاؤل في بوسان عكس تحوّلًا لافتًا بعد أسابيع من تبادل التهديدات والإجراءات التصعيدية، خاصة بعد أن أعلنت بكين نيتها توسيع قيودها على صادرات المعادن النادرة، التي تعد أساسية في صناعة الهواتف الذكية والطائرات والأسلحة المتقدمة.

ورد ترامب حينها بالتهديد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، إضافة إلى تقييد تصدير منتجات تعتمد على برامج أمريكية إلى الصين.

لكن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت كشف أن بكين وافقت مبدئيًا على تأجيل القيود لعام واحد واستئناف شراء فول الصويا الأمريكي، ضمن "إطار تفاهم واسع" يجري إعداده بين الجانبين.

تنازلات متبادلة محتملة

وفي بادرة حسن نية، أفادت تقارير إعلامية أن الصين اشترت هذا الأسبوع أول شحنة من فول الصويا الأمريكي منذ أشهر، بينما ألمح ترامب إلى أنه قد يخفض الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الصينية مقابل التزام بكين بالحد من تصدير مكونات تصنيع الفنتانيل، المادة التي تُعد السبب الرئيسي لوفيات الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة.

ظلال التنافس العسكري

وقبيل دقائق من لقائه مع شي، أعلن ترامب عبر منصة "تروث سوشال" أنه وجّه وزارة الحرب الأمريكية إلى استئناف تجارب الأسلحة النووية "بما يعادل" ما تقوم به الصين وروسيا، في خطوة أثارت تساؤلات حول نيات واشنطن الحقيقية وسط أجواء التفاوض.

ورفض ترامب التعليق على القرار أمام الصحفيين، فيما بدا أن شي تجنّب الإشارة إليه خلال اللقاء.

ومن المقرر أن يشارك الرئيس الصيني يوم الجمعة في قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) بمدينة غيونغجو الكورية، بينما سيعود ترامب إلى واشنطن مباشرة بعد لقائه بنظيره الصيني، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية أمريكية.

وستحدد نتائج قمة بوسان ملامح المرحلة المقبلة في العلاقات بين واشنطن وبكين، وربما تعيد رسم خريطة التحالفات الاقتصادية في آسيا والعالم.