بعد أكثر من 13 عامًا
على اختفائه في
سوريا، كشفت تقارير إعلامية عن تفاصيل جديدة حول مصير
الصحفي الأمريكي
أوستن تايس، الذي فقد قرب دمشق عام 2012، في واحدة من أكثر القضايا غموضًا منذ اندلاع
الحرب السورية.
وبحسب شبكة الـ "سي
إن إن" الأمريكية تضمن التحقيق، الذي أجرته المراسلتان كلاريسا وورد وسارة السرجاني،
شهادات حصرية لمسؤولين سابقين في نظام بشار
الأسد، بينهم المستشار العسكري البارز بسام
الحسن، الذي زعم أن الأسد هو من أمر بإعدام تايس.
بحسب تحقيق الشبكة،
زار فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) العاصمة السورية دمشق في إيلول / سبتمبر الماضي
للبحث عن أدلة تتعلق بمكان احتجاز تايس أو رفاته، بعد أن قادتهم المعلومات إلى منشأة
يُعتقد أن الصحفي كان محتجزًا فيها بجبل قاسيون.
وجاءت خيوط التحقيق
من إفادات المستشار العسكري السابق للأسد، بسام الحسن، الذي أكد خلال مقابلة سرية مع الـ "سي إن إن" في بيروت أن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد
أمر بإعدام تايس بعد محاولة فاشلة لهروبه عام 2013، وقال الحسن في تسجيل مصوّر:
"بالتأكيد، أوستن مات، لقد نفّذنا أمر الإعدام الصادر عن الرئيس".
ورغم فشل الحسن في
اختبار كشف الكذب الذي أجراه الـFBI، فإن روايته أعادت فتح النقاش حول مصير الصحفي
الأمريكي الذي ظلّ لغزًا يؤرق إدارات أمريكية متعاقبة، وأوضح ضابط الاستخبارات السوري
السابق صفوان بهلول أن تايس استجوب ثلاث مرات بأمر من الحسن في منشأة تُعرف باسم "الطاحونة"،
مضيفًا أنه كان محتجزًا في ظروف قاسية تحت إشراف الحرس الجمهوري.
وكشفت شهادات أخرى
أن تايس صوِر في مقطع فيديو شهير عام 2012 أظهره مكبّل اليدين، حيث ارتدى جنود من النظام
ملابس جهاديين لإيهام العالم بأن الصحفي محتجز لدى متطرفين، بينما كان في الواقع أسيرًا
لدى قوات الأسد.
وبينما لم تؤكد الـ"
سي إن إن" بشكل قاطع وفاة تايس، رجّحت مصادر مطلعة أن يكون قد أُعدم بأمر مباشر
من الأسد بعد فشل مفاوضات مع الأمريكيين/ وتقول عائلته إنها ما زالت تؤمن بأنه حيّ،
مؤكدة في بيان: "ننتظر اليوم الذي نراه فيه حرا".
التحقيق الميداني الذي
استغرق شهورًا وأجري في سبع دول، يسلّط الضوء على إرث التعذيب والإخفاء الذي خلّفه
النظام السوري، حيث لا يزال مصير عشرات الآلاف من المفقودين طيّ الكتمان رغم سقوط الأسد
العام الماضي.