طب وصحة

شريحة ضوئية جديدة تعيد البصر للمكفوفين في لندن

38 مريضا من خمس دول أوروبية شاركوا في اختبار شريحة “بريما” - CC0
حقق فريق من الأطباء في مستشفى مورفيلدز للعيون في لندن إنجازًا طبيًا وصف بـ"الثوري"، بعد نجاحهم في تمكين مجموعة من المكفوفين من القراءة مجددا بفضل شريحة ضوئية دقيقة تزرع خلف شبكية العين، وفتحت التجربة التي شارك فيها خمسة مرضى، باب الأمل أمام مئات الآلاف من المصابين بفقدان البصر الناتج عن أمراض الشبكية المزمنة.

وتعتمد الجراحة التي قادها استشاري العيون الدكتور ماهي مقيط، على تقنية جديدة تقوم على زرع شريحة كهروضوئية بحجم 2 مليمتر مربع فقط، أي بسمك شعرة الإنسان، وتعمل الشريحة بالتكامل مع نظارات ذكية مزودة بكاميرا فيديو تنقل الصور بالأشعة تحت الحمراء إلى المعالج الخارجي، الذي يقوم بتحسين الصورة وإرسالها إلى العصب البصري. ومن خلال هذه العملية المعقدة، يتمكن الدماغ من استقبال إشارات مرئية تُعيد للمريض القدرة على تمييز الحروف والأشكال.

وقال مقيط في تصريحات لـ"بي بي سي" إن التجربة “تمثل تحولًا حقيقيًا في علاج أمراض العيون التنكسية”، مضيفًا أن “النتائج فاقت كل التوقعات، بعدما تمكن المرضى من القراءة والقيام ببعض الأنشطة اليومية التي فقدوها منذ سنوات”.

وكانت واحدة من أبرز المشاركات في التجربة كانت السيدة شيلا إيرفين (70 عامًا)، التي فقدت بصرها المركزي قبل أكثر من ثلاثة عقود نتيجة إصابتها بالضمور الجغرافي، وهو أحد أشكال التنكس البقعي الجاف المرتبط بالتقدم في السن، وشيلا، التي كانت تعتمد على العصا البيضاء في تنقلها، قالت إن التجربة "أعادت إليها الحياة"، وأضافت: “إنه لأمر مذهل أن أتمكن من قراءة الصحف وحل الكلمات المتقاطعة من جديد. أشعر وكأنني استعدت نفسي”.

وبحسب نتائج الدراسة المنشورة في مجلة نيو إنغلاند الطبية، شارك 38 مريضًا من خمس دول أوروبية في اختبار شريحة “بريما”، التي تُنتجها شركة أمريكية متخصصة في التكنولوجيا الحيوية. وتمكن 27 مريضًا من استعادة قدرتهم على القراءة، مسجلين تحسنًا ملحوظًا يعادل خمسة أسطر على مخطط فحص العين بعد عام واحد من العملية.

ورغم أن هذه التقنية ما زالت في طور التجارب السريرية ولم تحصل بعد على الترخيص التجاري، فإن الأطباء يأملون أن تصبح متاحة قريبًا لمرضى هيئة الخدمات الصحية البريطانية خلال السنوات المقبلة.

ويؤكد الفريق الطبي أن هذا الاختراق لا يمنح المرضى رؤية كاملة، لكنه يمثل خطوة كبيرة نحو إعادة الأمل والحياة لملايين المكفوفين حول العالم. وكما قالت شيلا بابتسامة مؤثرة: "ربما لا أرى كل شيء... لكنني أرى ما يكفي لأبتسم من جديد".