أعلن المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، استئناف تطبيق وقف إطلاق النار في قطاع
غزة بعد موجة هجمات وقعت في أعقاب حوادث رفح التي أدت إلى سقوط قتلى من قواته، حسب بيان الجيش. وأكد البيان أن الجيش "سيواصل تطبيق الاتفاق، وسيرد بقوة على أي انتهاك له".
وأوضحت بيانات إسرائيلية رسمية أن الحادث في رفح أودى بحياة الرائد يانيف كولا٬ والرقيب إيتاي يافيتس من لواء "ناحال"، فيما أصيب مقاتل آخر بجروح خطيرة إثر إطلاق نيران مضادة للدبابات على مركبة هندسية. ونقلت عدة صحف نتائج بيان الجيش الذي ذكر أسماء القتيلين وتفاصيل الحادث.
وذكرت تقارير إسرائيلية، منها "
يديعوت أحرونوت"، أن من بين المصابين أيضا جندي احتياط تعرض لإصابات خطيرة في الهجوم ذاته، وأن الحادث أثار سلسلة من الردود العسكرية والإجراءات السياسية داخل إدارة الصراع الإسرائيلي.
وبحسب متابعات رسمية ودبلوماسية، جاء قرار تجديد وقف إطلاق النار بعد ساعات من إعلان أولي أصدره مكتب رئيس الوزراء يقضي بـ"الرد بقوة" على ما وصف بأنه انتهاك للهدنة؛ فيما بدا أن توجيهات القيادة السياسية وعلى رأسها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين
نتنياهو كانت حاضرة في صياغة الردود الإسرائيلية.
وفي تطور لافت، أُعلن مؤقتا عن وقف مرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" كخطوة ردا على ما وصف بانتهاك التهدئة، قبل أن يتراجع مكتب رئيس الوزراء عن القرار سريعا تحت ضغوط أمريكية، مع توضيحات لاحقة تفيد بأن حركة الشاحنات ستستأنف "عند انتهاء القصف". وأشارت مصادر دبلوماسية إلى ضغوط أمريكية مكثفة خلف الكواليس لمنع انهيار الاتفاق.
وفي سياق الوساطات الدولية، وصل إلى الاحتلال الإسرائيلي الاثنين مبعوثا الرئيس الأمريكي٬ ستيف
ويتكوف وجاريد كوشنر٬ لعقد لقاءات مع رئيس الوزراء ورئيسي الأجهزة المعنية، في محاولة لحماية الهدنة والحفاظ على مسار تسليم المساعدات وتنسيق الردود الإسرائيلية. وقد جرت اتصالات هاتفية من جانب مسؤولين أمريكيين مع قيادات إسرائيلية لاحتواء التصعيد.
من جهتها، نفت حركة حماس أي صلة لها بأحداث رفح، وذكرت أنها عثرت على رهينة جديد "وسيتم تسليمه وفق الظروف الميدانية"، وهو موقف تزامن مع الاجتماعات والاتصالات الدولية الرامية إلى تثبيت وقف النار.
وعلى الصعيد الداخلي في الاحتلال الإسرائيلي، انتقد وزير الأمن القومي إيتمار
بن غفير٬ الذي دعا إلى استئناف القتال بكامل قوته كرد على ما حدث في رفح٬ ما وصفه بـ"التردد" في قرارات مكتب رئيس الوزراء، واعتبر أن الإجراءات المتذبذبة ووقف المساعدات ثم التراجع عنها "مهزلة"، مطالبا بعودة العمليات العسكرية الواسعة وبمزيد من الضغوط على غزة.
وفي قراءة سياسية أوسع، يقول مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن الرد على الانتهاكات "ليس هدفه تفكيك الاتفاق، بل معاقبة المخالفين" وفق ما قيل إن قيادة الجيش أوضحت للوسطاء الأمريكيين، في مقابل وصف الإعلام الأمريكي الرسمي أن واشنطن سعت لدرء أي انهيار في الهدنة الذي قد يحرج إدارة الرئيس دونالد
ترامب بعد تصريحاته السابقة حول "إنهاء الحرب".