ما زال الإسرائيليون يشعرون بالصدمة من الحديث الذي أعلنه مبعوثا الرئيس دونالد ترمب لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة،
ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير، بشأن محاولة الاغتيال الاسرائيلية الفاشلة لقيادة حماس في قطر، في توصيفهما لها بأنها ""مقامرة جامحة"، أفضت لقبول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشروط عارضها بشدة هو وأنصاره في مراحل سابقة من الحرب على غزة.
عيناف شيف الكاتب في صحيفة
يديعوت أحرونوت، ذكر أن "الاحتلال مطالب بالتوقف عند عبارة ويتكوف أنه "شعر بالخيانة" بعد الهجوم على قطر، ولا يسعه إلا أن يُخمّن الإجراء الذي اتُخذ لجعله يشعر بذلك، وعواقبه، وقد نستنتج أنه أمام كاميرات أحد أعرق البرامج التلفزيونية، 60 دقيقة، يستخدم ألطف الكلمات، مما يشير الى مشاعر الإدارة الأمريكية تجاه ذلك الهجوم بدءًا من الرئيس، وحتى أدنى مستوياته، ويؤكد أن محاولة الاغتيال لم تكن فشلاً ذريعاً فحسب، بل عملاً متهوراً من جميع النواحي: أمنياً وسياسياً، وحتى أخلاقياً".
وأضاف في مقال ترجمته "
عربي21" أن "هذه المحاولة الفاشلة تتطلب لجنة تحقيق خاصة بها، لأنه لا يسع المرء إلا أن يتذكر كيف تم تعيين لجنة تشيخانوفر بعد محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في الأردن عام 1997، ويا للصدفة فقد كان المتهم حينها نتنياهو ذاته، لكن احتمالية اكتشاف كيف أن هذه العملية كان من شأنها أن تطمس اتفاق إعادة المختطفين، يجعلنا مدعوون للمطالبة بتشكيل هذه اللجنة الرسمية في أفظع خطأ في تاريخ الدولة".
وأشار إلى أن "المثير للدهشة أن أسباب ذلك لا تتعلق فقط بوقاحة الحكومة في عدم مساءلة المسؤولين، ولا بجميع مروجي الدعاية الذين لم يقرروا بعد ما إذا كانت قطر "دولة معقدة"، أم عدوًا نازيًا، ولا حتى بالمعارضة التي تُغدق عليها كلمة "بائسة"، القصة أن هذه العملية الفاشلة وضعت في النهاية مزيدا من الأعباء على الجمهور الاسرائيلي المنهك والمستنزف، وتبقى الأسئلة التي تركت بدون إجابة: كيف ولماذا وماذا كان سيحدث لو حدث ذلك، مما يجعلنا نطلق عليها أفظع الأوصاف، وهو "أسوأ عملية تصفية فاشلة في التاريخ".
وأضاف، أن "كلمات ويتكوف كوشنر، اللذان أطلقا صيحات الاستهجان مما حصل في الدوحة، تُظهِر كم يستحق تضليل الحكومة رفضًا مُشمئزًا، لأن ما حصل ليس فقط أسوأ محاولة اغتيال فاشلة، بل مقامرة جامحة على حياة البشر والعلاقات السياسية، وأدت، بمحض الصدفة، في النهاية لقبول نتنياهو بشروط طالما عارضها بشدة، ما دفع بأولئك المبعوثين لإقناعه بأنه لن يكون هناك "نصر كامل"، لأننا سنكون أقرب إلى "نصر آخر كهذا، ثم نخسر الحرب".
وطالب الكاتب "بضرورة عدم اقتصار التحقيق على المستوى السياسي فقط فيما شهدته الدوحة، بل يجب أن يشمل جميع عناصر المؤسسة الأمنية التي ساهمت في مسار هذا الحدث الكارثي المحتمل: من عارض، ومن أيد، ومن تمتم بكلمات غير مفهومة، ثم سارع قائلاً إنه يرفض التوقيت فقط".
تجدر الإشارة أن ويتكوف وكوشنير صدما الاسرائيليين بحديثهما خلال ذلك البرنامج التلفزيوني بتفاصيل يسمعونها لأول مرة عن هجوم الدوحة، ومنها أن نتنياهو اضطر مجبرا لإجراء مكالمة الاعتذار لرئيس الوزراء القطري، لأنه كان لابد من الاعتذار، ولن يستطيع المبعوثان في حينه التقدم خطوةً دون هذا الاعتذار.