نشرت صحيفة "
الغارديان" البريطانية، تقريرا، للصحفي أندرو روث، من واشنطن، قال فيه إنّ: "الأمر بالنسبة لدونالد
ترامب، قد يكون اتفاق السلام، أو حتى وقف إطلاق نار دائم بين إسرائيل وحماس، وهو أكبر إنجاز دبلوماسي في رئاسته".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّه: "لا تزال تفاصيل وتسلسل اتفاق لإنهاء حرب إسرائيل في
غزة غامضة، لكن بيان الهدف من كل من إسرائيل وحماس ذو مغزى. بالموافقة على اتفاق بدعم سياسي من الدول العربية والقوى الإقليمية الأخرى".
وأضاف: "تُعدّ هذه أفضل فرصة لإنهاء الحرب منذ انهيار وقف إطلاق النار في آذار/ مارس، ما أعاد غزة إلى حرب طاحنة خلّفت ما يقرب من 68 ألف شهيد، معظمهم من المدنيين".
وتابع: "منذ آذار/ مارس، كانت هناك تذمرات حول اتفاق، لكن لم يُبرم أي اتفاق بهذا القدر من القرب. المرحلة الأولى من خطة السلام، كما وصفها ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال" يوم الأربعاء، واضحة ومباشرة: إعادة الأسرى الذين تحتجزهم حماس مقابل انسحاب محدود للجيش الإسرائيلي".
وأورد: "تماشيا مع لهجة رئاسة ترامب، تُعبّر الآمال عن نفسها بمبالغة، حيث يقول الرئيس: سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى قريبا جدا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم. ستُعامل جميع الأطراف بإنصاف".
ووفقا
للتقرير ذاته، فإنّه: "لا يزال هناك الكثير ممّا يجب مناقشته. تحاول خطة السلام المكونة من 20 نقطة، والتي اقترحتها الإدارة، التوفيق بين تهيئة الظروف لوقف إطلاق النار والتفاوض على نهاية دائمة للحرب؛ ولا تزال الأسئلة الصعبة المتعلقة بمستقبل حماس، إلى جانب رؤية إسرائيل لمستقبل غزة، بحاجة إلى حل"، مضيفا: "مررنا بهذا الموقف من قبل: كانت إدارة ترامب في عجلة من أمرها للتفاوض على إنهاء حرب غزة حتى قبل تنصيبه، وانهار وقف إطلاق النار الذي تم التخطيط له على عجل في كانون الثاني/ يناير بسبب تسلسل إطلاق سراح الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة".
وبينّ: "مع ذلك، فهذه لحظة حاسمة. فبينما كان الرئيس الأمريكي يتحدث في اجتماع مائدة مستديرة مناهض لحركة "أنتيفا" بعد ظهر الأربعاء، تسلّم مذكرة من وزير الخارجية، ماركو روبيو، جاء فيها: قريب جدا. نحتاج منك الموافقة على منشور على منصة تروث سوشيال قريبا حتى تتمكن من الإعلان عن الصفقة أولا".
وأبرز: "هذه لحظة مختلفة، رئيس أمريكي متحيز ومتقلب بشكل علني، ومع ذلك استخدم تقلباته لإبقاء حلفائه وأعدائه في حالة من عدم التوازن. ويُقال أيضا إن ترامب مدفوع برغبة في أن يرى نفسه أول رئيس أمريكي يحصل على جائزة
نوبل للسلام منذ باراك أوباما"، مردفا: "من المقرر تسليم هذه الجائزة يوم الجمعة، وقد حرّكت الرغبة في منح الرئيس الأمريكي الفوز اعتبارات سياسية في واشنطن وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط".
من جهتها، دعت حركة حماس، ترامب، والأطراف الأخرى إلى "ضمان امتثال حكومة الاحتلال الإسرائيلي الكامل لبنود الاتفاق". وقالت الحركة: "لن نتخلى أبدا عن حقوق شعبنا الوطنية حتى نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير"، في إشارة غير مباشرة إلى الرغبة في إقامة دولة فلسطينية رفضها نتنياهو.
وأبرز التقرير: "لدى نتنياهو أيضا اعتبارات سياسية للتعامل معها. وقال إنه سيعقد اجتماعا للحكومة يوم الخميس، للموافقة على الاتفاق وإعادة جميع الأسرى. ويجب عليه إدارة رد فعل أعضاء حكومته اليمينيين، بمن فيهم وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتامار بن غفير، اللذين هدّدا بإسقاط الحكومة في حال وقف إطلاق النار".
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة "
واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، أعده مايكل بيرنباوم ودان دايموند قالا فيه إنّ: "الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طالما حلم بجائزة نوبل وسيعرف يوم الجمعة إن أثمرت جهوده بهذا المجال"
ووفقا للتقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّه: "من كل التكريمات والميداليات الذهبية التي جمعها ترامب: التماثيل والأحذية الرياضية وحتى جهاز البيجر الذهبي من بنيامين نتنياهو، أفلتت ميدالية واحدة لامعة من الرئيس البالغ من العمر 79 عاما: جائزة نوبل للسلام".
وقال ترامب، الأربعاء، عندما سئل عما إذا كان يتوقع استلام الجائزة عندما يصعد رئيس لجنة نوبل النرويجية رسميا إلى الميكروفون في مقره الكبير في أوسلو: "لقد أنهينا سبع حروب ونحن على وشك تسوية الحرب الثامنة. وأعتقد أننا سننتهي بتسوية الوضع مع روسيا، وهو أمر مروع؛ لا أعتقد أن أحدا في التاريخ سوى هذا العدد الكبير. ولكن ربما سيجدون سببا لعدم منحها لي".
وفي الأسبوع الماضي، قال إنه في حالة عدم فوزه فـ"ستكون إهانة لبلدنا، سأقول لكم". وأضاف بلغة المتواضع: "لا أريدها، أريد أن تحصل عليها البلاد"، وأشار إلى الصراعات العديدة التي يقول إنه حلها في أشهره الأولى في منصبه وجهوده للتوسط في السلام في الشرق الأوسط.
وبحسب
التقرير نفسه، قال أحد كبار المفاوضين الإسرائيليين السابقين إن ذلك ربما ساهم في حثّ حماس والمسؤولين الإسرائيليين على إبرام صفقة هذا الأسبوع، على أمل التمكن من إعلان سلام سريعٍ بعد عامين من الحرب ولكي يتمكن ترامب من الفوز بالذهب.
ونقلت الصحيفة عن ضابط الاحتياط الذي كان حتى العام الماضي قائد وحدة التفاوض في جيش الاحتلال الإسرائيلي، دورون هدار، قبل إعلان ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم الأربعاء: "إن الموعد النهائي صباح الجمعة يشكل الجدول الزمني، وإعلان لجنة نوبل في أوسلو".
وأضاف: "الجميع يدرك هذا الجدول الزمني، ولهذا أعتقد أنه بحلول مساء الخميس، سيكون هناك إعلان بالفعل عن توصل الجانبين إلى اتفاقيات". وتقول الصحيفة إن محاولات ترامب الحصول على الشرف بنوبل هي من أجل معادلة الشرف الذي حصل عليه باراك أوباما في عامه الأول.
وكانت الحكومة الباكستانية قد بدأت حملات الترشيح لترامب في حزيران/ يونيو لدروه في خفض التوتر بينها والهند. وقدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسالة ترشيحه له أثناء اجتماع بالبيت الأبيض في تموز/ يوليو. أما كمبوديا، فقد رشحته في آب/ أغسطس.
في غضون ذلك، راهنت تايوان على ترشيحه لجائزة نوبل هذا الأسبوع، حيث قال الرئيس لاي تشينغ تي لبرنامج "ذا كلاي ترافيس وباك سيكستون شو" بأنه إذا أقنع ترامب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بالتخلي نهائيا عن خططه العسكرية في تايوان، فإن الزعيم الأمريكي " بلا شك، سيفوز بالجائزة".
وفي الغالب ما يتم الترشيح لنوبل وفي كل الفئات من خلال حملات هادئة وغير علنية وبدون ضغوط، إلا أن اهتمام ترامب العلني قد يأتي بنتائج عكسية. ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع قوله:" إن ضغط ترامب استثنائي إلى حد ما، ويظهر أنانيته بشكل واضح. يجب القول إن هذا الخطاب ونهجه بأكمله يتعارضان بشكل كبير مع تقاليد الجائزة، حتى لو لم يكن ذلك في حد ذاته سببا لاستبعاده".
وقالت مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو، نينا غرايغر، التي تعد قائمة مختصرة سنوية للفائزين المحتملين غالبا ما تحدد بنجاح مرشحا: "إنه أمر غير مسبوق، وغير مألوف للغاية". هذا العام، لم يدرج ترامب في القائمة، على الرغم من وجود عدد من المنظمات التي اصطدم معها، مثل المحكمة الجنائية الدولية، الهيئة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، والتي فرض عليها ترامب عقوبات في شباط/ فبراير بسبب ملاحقتها لقادة إسرائيليين على خلفية سلوكهم في غزة، وكذلك لجنة حماية الصحافيين، وأعربت عن مخاوفها بشأن تهديدات ترامب للصحافيين داخل الولايات المتحدة، وكلا المؤسستين على قائمة غرايغر.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن جهود ترامب لإنهاء الصراعات العالمية لا تتعلق بالجوائز. وقالت المتحدثة آنا كيلي في بيان: "في حين أن الرئيس يستحق جائزة نوبل للسلام مرات عديدة، إلا أنه لا يهتم بالتقدير، بل بإنقاذ الأرواح".
وزعم ترامب بأنه أنهى سبعة صراعات، بما في ذلك بين الهند وباكستان وأرمينيا وأذربيجان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. وبالغ الرئيس في بعض الحالات في تقدير عمق الصراع، وفي حالات أخرى بالغ في تقدير مدى انتهائه. في حالة واحدة على الأقل، تتعلق بصربيا وكوسوفو، انتهى القتال منذ عقود، ويقول المسؤولون إنه لم يكن على وشك أن يبدأ من جديد. ويقول قادة الكونغو إن القتال مع رواندا مستمر.