صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: خطة ترامب سيئة لحماس لكنها تحشر نتنياهو في الزاوية

انتقادات واسعة لخطة ترامب باعتبارها تلبي رغبات نتنياهو- جيتي
ما زالت الأوساط الاسرائيلية في حالة ترقب لموقف حماس من الخطة الأمريكية الخاصة بإنهاء الحرب في غزة، وسط مزاعم بأنه إذا مارست تركيا وقطر ضغوطهما على الحركة، فقد توافق على الخطة، رغم تحفظها على العديد من بنودها المجحفة.

وذكر يوسي ميلمان، المحلل الاستخباراتي بموقع ويللا، أن "خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وإعادة الرهائن، وربما خلق أفق سياسي جديد في الشرق الأوسط، قد تدفع حماس إلى الزاوية، لأنها تتضمن نزع سلاحها في غزة، وإبعادها عن السلطة، واستبدالها بحكومة دولية عربية-إسلامية، وهنا تبرز معضلة حماس الواضحة: فإذا قبلت الخطة، فسيُقوّض مبرر وجودها كمنظمة مقاومة للاحتلال، أما إذا رفضتها، أو حاولت إدراج تحفظات فيها "نعم، ولكن، كما فعلت سابقا، فستتحمل مسؤولية الفشل، واستمرار الحرب".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الخطة من ناحية أخرى، تُشكل صعوبة كبيرة لنتنياهو، فهي بالنسبة له بمثابة دواء مرّ، لأنها تتناقض مع تصريحاته ووعوده، لأنها تنص على انسحاب الجيش من معظم قطاع غزة، تاركًا شريطا ضيقا فقط، بعرض كيلومتر واحد تقريبًا، ولن تُقام أي مستوطنات، ولن يُنفذ أي ضمّ، حتى ولو جزئيا، في الضفة الغربية، وسيُحطم حلم الترانسفير أو تشجيع سكان غزة على الهجرة".

وأوضح ميلمان أن "نتنياهو يدرك أن حكومته معرضة للانهيار، لأن وزراء من حزب العصبة اليهودية بقيادة إيتمار بن غفير، والصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش، يهددون بالاستقالة منها، إضافة للإذلال الذي تعرض له عندما أجبره ترامب في البيت الأبيض، بحضوره، على الاتصال برئيس وزراء قطر، والاعتذار له عن الهجوم الفاشل على كبار مسؤولي حماس في الدوحة، والتعهد بعدم المسّ بسيادتها بعد الآن".

وأشار  إلى أنه "بهذه الطريقة، يكشف نتنياهو عن نفسه بأنه صاحب سوء التقدير في العديد من المحطات، ووجدت الدولة نفسها في أزمات دبلوماسية وأمنية محرجة مرارًا وتكرارًا، ولعلها المرة الثالثة التي يحدث فيها هذا: في 1997، أُجبر على الاعتذار للملك حسين عن المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل، قائد حماس".

وأردف ميلمان، أنه "في 2013، أجبره الرئيس أوباما على الاعتذار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن محاولة الاستيلاء الفاشلة على سفينة مافي مرمرة، وأسفرت عن مقتل أتراك، مما أجبر إسرائيل على دفع تعويضات لعائلات الضحايا، واليوم سيُجبر هذه المرة على دفع تعويضات لعائلة حارس الأمن القطري الذي قُتل في الهجوم".

وأضاف الكاتب أنه "لن يتحقق كل هذا إلا بتبني حماس لخطة الـ21 بندا حرفيا، أو على الأقل لنقاطها المحورية والأساسية، وهنا تكمن مفاتيح النجاح بشكل رئيسي في تركيا وقطر، فكلاهما، مثل حماس، تتبنيان الفكر الديني لجماعة الإخوان المسلمين؛ وتدعمانها بالمال والدبلوماسية، وتوفران المأوى لكبار مسؤوليها، الذين يحظون بضيافة هناك، كما هو الحال من السلطان التركي وأمير قطر، كما كان مقر حماس يعمل في تركيا سابقًا، بعلم وإشراف أردوغان، حيث كانت تُنقل الأموال وتُصدر التعليمات لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل".

لا يتوقع أن يغفر الإسرائيليون خطايا نتنياهو المُثيرة للجدل، لكن الأمر مرهون بتنفيذ خطة ترامب، حينها سيتم إطلاق سراح الرهائن، ووقف سفك الدماء، ونهاية الحرب، وربما حتى إنقاذ دولة الاحتلال من العزلة السياسية، والعقوبات الاقتصادية والعسكرية والرياضية المفروضة عليها، وفي مثل هذه الحالة، ستزول وصمة "الدولة المجذومة"، وهي كلها تطورات ما زالت متوقفة على ما سيحصل في الساعات القادمة.