بثت "عربي21"من داخل سفن أسطول الصمود المتجه نحو قطاع
غزة المحاصر، وذلك بالتزامن مع اقترابه من سواحل غزة، وبدء بحرية
الاحتلال باعتراضه ومنعه من الوصول.
وقال نشطاء على متن السفن، إن زوارق الاحتـلال تحاصر قوارب أسطول الصمود العالمي وسط محاولات للتشويش على الاتصالات والكاميرات، دون تنفيذ عملية اعتراض حتى اللحظة، مؤكدين انقطاع خدمة الإنترنت .
وأكد أسطول الصمود العالمي الأربعاء مضيه في طريقه نحو قطاع غزة، رغم تلقيه اتصالات مباشرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي طالبت بتغيير مسار السفن.
وقال أسطول الصمود، إن"سفننا تتعرض لاعتراض غير قانوني وتعطيل للكاميرات وعسكريون يصعدون على متنها". فيما أكد بيان لجيش الاحتلال أن بحريته سيطرت بالفعل على 6 سفن في عرض البحر، من بينها سفن ألما، دير ياسين.
وقال الأسطول عبر حسابه على منصة "إكس": "إسرائيل اتصلت بنا وطلبت تغيير مسار سفننا المتجهة لغزة، لكننا نؤكد أننا ماضون في طريقنا". وأشار إلى وجود نحو 12 سفينة غير معرفة على بعد 5–15 ميلا من موقعه، وسط مخاوف من عملية اعتراض غير قانونية خلال ساعة واحدة.
وأضاف الأسطول أنه أعلن حالة التأهب القصوى بعد تعرضه لتشويش وفقدان الاتصال مع بعض سفنه، مع اقترابه من المياه القريبة من غزة.
وفي بيان آخر، أوضحت اللجنة الدولية لكسر
الحصار عن غزة أن أكثر من 20 سفينة إسرائيلية تتحرك باتجاه الأسطول، مشيرة إلى أن الرادارات أظهرت تقدمها نحو موقعه.
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت أن الأسطول تجاوز مواقع سابقة شهدت اعتراضات إسرائيلية، من بينها سفينتا "مادلين" في حزيران/ يونيو و"حنظلة" في تموز/ يوليو الماضيين.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الأسطول أنه بات على بعد 90 ميلا بحريا (نحو 166 كلم) من غزة.
"نحن في حالة تأهب"
وقالت الناشطة التركية ديلك تكوجاق، المشاركة على متن سفينة "سيريوس"، في مقطع مصور عبر "إكس": "نحن الآن في حالة تأهب، البحرية الإسرائيلية على بعد 10 دقائق منا. أمامنا 12 سفينة قريبة للغاية"، مؤكدة أن جميع القوارب المشاركة أعلنت الاستنفار.
وأضافت: "نحن مجموعة إنسانية نحمل مساعدات بلا عنف. إذا حصل تدخل فلن نقاوم، بل سنمارس مقاومة سلبية. لقد أكدنا ذلك مرارا"، مشيرة إلى أن المشاركين ارتدوا سترات نجاة تحسبا لأي طارئ.
وأوضحت تكوجاق أنهم بصدد التخلص من هواتفهم إذا اقتربت القوات الإسرائيلية، لحماية بياناتهم الشخصية، محذرة من أن الأخبار قد تنقطع في حال وقوع تدخل. ودعت: "إذا جرى الاعتداء علينا، على الجميع الخروج إلى الساحات، وعلى سكان إسطنبول التجمهر أمام القنصلية الأمريكية".
تحذيرات دولية
مع دخول الأسطول منطقة "الخطر الشديد"، وهي المنطقة التي اعتاد الاحتلال الإسرائيلي اعتراض السفن فيها، دعت منظمات دولية، بينها منظمة العفو الدولية، إلى توفير الحماية له، فيما شددت الأمم المتحدة على أن أي اعتداء عليه سيكون "أمرا غير مقبول".
وسبق للاحتلال الإسرائيلي أن نفذ عمليات قرصنة بحرية ضد سفن متجهة إلى غزة، حيث استولت عليها ورحّلت الناشطين.
اظهار أخبار متعلقة
أكبر تحرك تضامني
هذه هي المرة الأولى التي تبحر فيها أكثر من 50 سفينة مجتمعة نحو غزة، تقل على متنها 532 متضامنا مدنيا من أكثر من 45 دولة، في محاولة لإيصال مساعدات إنسانية لكسر الحصار المستمر منذ 18 عاما.
ويأتي هذا التحرك في ظل مجاعة خانقة يعيشها القطاع منذ تشديد الاحتلال الإسرائيلي حصاره في 2 آذار/مارس الماضي، عبر إغلاق جميع المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات، ما أدى إلى نزوح نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون، وفقدانهم لمساكنهم بعد حرب الإبادة.
وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن الهجمات الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفرت عن استشهاد 66 ألف و148 فلسطينيا وإصابة 168 ألف و716 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى وفاة 455 شخصا جراء المجاعة بينهم 151 طفلا.