سياسة عربية

أونروا: نصف مليون فلسطيني محاصرون في غزة وتصاعد التهجير (شاهد)

الأونروا تحذر من كارثة إنسانية بغزة وتدعو لوقف فوري لإطلاق النار- جيتي
حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن نحو نصف مليون فلسطيني ما زالوا محاصرين في مدينة غزة ضمن مساحة لا تتجاوز 8 كيلومترات مربعة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية الجوية والبرية الهادفة إلى احتلال المدينة وتهجير السكان.

وقال المتحدث باسم الأونروا، عدنان أبو حسنة، في تصريحات صحفية أعادت الوكالة نشرها عبر حسابها عبر منصة "إكس": "في مدينة غزة ما يزال نحو نصف مليون فلسطيني محاصرون في مساحة لا تتجاوز 8 كيلومترات مربعة". 

وأضاف أن المناطق الجنوبية من القطاع، التي يدعو الاحتلال الإسرائيلي المدنيين للنزوح إليها، ستشهد تكدس نحو 70 ألف شخص في كل كيلومتر مربع، مما يترك عشرات الآلاف بلا مأوى وبدون أي إمكانية لإقامة خيام، وسط تفاقم المجاعة وانتشار الفقر الغذائي بين النازحين.

وأوضح أبو حسنة أن محافظة غزة تبلغ مساحتها 74.6 كيلومتراً مربعاً، بينما يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على غالبية هذه المساحة وتتوسع تدريجياً في إطار خطة احتلال المدينة، التي صادق عليها المجلس الوزاري الأمني المصغر الإسرائيلي في 8 آب/ أغسطس الماضي.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها بهجوم واسع منذ 11 آب/ أغسطس الماضي٬ تحت اسم عملية "عربات جدعون 2"، تخللتها نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، وتوغلات برية.


وشدد أبو حسنة على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار فوراً والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن المجاعة انتقلت مع النازحين من مدينة غزة إلى وسط وجنوب القطاع.

فيما قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن القيود الإسرائيلية المفروضة على الوكالة أدت إلى تدمير حياة الفلسطينيين في غزة من خلال خلق ظروف معيشية غير صالحة للعيش، وفق ما وثقته لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة.


وأوضح لازاريني أن مخزونات الأونروا الغذائية والإمدادات الأخرى في غزة محظورة منذ آذار/مارس الماضي، وأنها تكفي لتغطية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لسكان القطاع خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. 

وأضاف أن الوكالة تظل المزود الرئيسي للخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية، محذراً من أن استمرار القيود يعرض حياة الفلسطينيين لمزيد من الخطر.

وأكد المفوض العام على ضرورة أن تطالب جميع الدول الأعضاء بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتسهيل وصول موظفي الأمم المتحدة وإمداداتها الإنسانية دون أي قيود، بما في ذلك خبرات الأونروا. 
وأضاف: "نمتلك شبكة لا مثيل لها لتوزيع المساعدات، وقادرة على عكس مسار المجاعة وتقديم المساعدة الحاسمة للأشخاص المحتاجين".



من جهته، عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن حزنه الشديد إزاء مقتل موظفي الأونروا في غزة، قائلاً: "لقد فقدنا أكثر من 370 من زملائنا الأعزاء، تكبد كل واحد منهم خسائر فادحة. دُمرت منازل ومجتمعات، ومُحيت عائلات بأكملها من الوجود". 

وأضاف غوتيريش، رغم هذا الرعب المستمر، يواصل موظفو الأونروا الصمود، وخدمة أهل غزة بشجاعة وإيثار يُلهم العالم.


وفي 22 آب/ أغسطس الماضي، أعلنت المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وقوع مجاعة في مدينة غزة (شمال)، وتوقعت امتدادها إلى مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية أيلول/ سبتمبر الجاري.

ويذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يغلق جميع المعابر المؤدية إلى غزة منذ 2 آذار/مارس الماضي٬ مانعة أي مساعدات إنسانية، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود، فيما سمحت قبل أقل من شهرين بدخول كميات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشحنات للسطو، وفق ما ذكرته "حكومة غزة".

وبدعم أمريكي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حربه على غزة، والتي وصفها حقوقيون دوليون بأنها إبادة جماعية، أسفرت حتى 20 أيلول/ سبتمبر الجاري عن 66 ألفا و55 شهيدا و168 ألفا و346 مصابا، أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما أودت المجاعة بحياة 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلا.