نفى قيادي في حركة
حماس لـ"عربي21" صحة الأنباء التي تحدثت عن موافقة الحركة على مقترح أمريكي جديدة بشأن وقف الحرب على قطاع
غزة، مؤكدا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، تحاول الحصول على مواقف دون أثمان.
وقال القيادي الذي فضل عدم كشف هويته إن التقارير بشأن موافقة الحركة "مبدئيا" على عرض أمريكي، محاولة لاستنطاق الحركة حول شئ لم ينضج بعد بشأن غزة، لافتا إلى أن الجانب الأمريكي لم يقدم أي عرض جديد لمناقشته والرد عليه.
وكانت صحيفة "
هآرتس" الإسرائيلية زعمت السبت، أن حركة "حماس" أبدت موافقتها المبدئية على خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تتضمن الإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
وبحسب مصادر مطلعة للصحيفة، لعبت دولة قطر دوراً محورياً في إقناع حماس بالقبول بإطار الاتفاق، فيما يأمل ترامب أن يتم التوصل إلى تفاهم نهائي مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال لقائهما المرتقب الاثنين المقبل.
تبادل أسرى وانسحاب تدريجي
وفق التسريبات تنص الخطة على أن يفرج الاحتلال الإسرائيلي عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء والأموات، على أن تسحب قواتها تدريجياً من قطاع غزة.
وحتى نهاية حزيران/ يونيو الماضي، كانت سلطات الاحتلال تحتجز 289 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، و59 آخرين بأحكام تزيد عن 30 عاماً، إضافة إلى 1407 أسرى صدرت بحقهم أحكام متفاوتة، ونحو 2500 معتقل قيد المحاكمة، فضلاً عن ما يقرب من 2300 معتقل من سكان غزة، بينهم من شارك في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ووفقاً للمصادر، يشترط الاتفاق أن يتخلى الاحتلال الإسرائيلي عن أي خطط لضم قطاع غزة أو تهجير سكانه أو تدمير بنيته المدنية، مع تجريد حركة حماس من سلطتها السياسية، وإن كان ذلك يظل بعيداً عن تحقيق مطلب الحكومة الإسرائيلية المعلن بـ"التدمير الكامل لحماس".
المبعوث الأمريكي الخاص
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف
ويتكوف، المقرب من العائلة الحاكمة في قطر، جدد جهوده لإنهاء الحرب في أعقاب فشل الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في 9 أيلول/ سبتمبر الجاري.
وأدركت الإدارة الأمريكية – بحسب هذه المصادر – أن منح نتنياهو مساحة زمنية لمواصلة العمليات العسكرية أدى إلى خطوات أضعفت استقرار المنطقة وألحقت الضرر بحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، ما دفعها إلى إعادة ضبط مقاربتها.
وبحسب الصحيفة تمثل الإنجاز الأبرز لويتكوف في إقناع حماس بالموافقة على إطلاق سراح جميع الأسرى٬ دون الاحتفاظ بأي منهم كورقة ضمان، بعدما خلصت الدوحة إلى أن استمرار الاحتجاز يمنح نتنياهو ذريعة لإطالة أمد الحرب بدلاً من دفعه إلى طاولة المفاوضات.
وأشارت المصادر إلى أن قطر ترى أن إنهاء ملف الأسرى سيساهم في عزل نتنياهو دبلوماسياً، وأن الحرب ستتوقف تقريباً فور تنفيذ ذلك. ومن المقرر أن يقدم الوفد القطري رسالة رسمية موقعة من حماس تؤكد موافقتها على إطار الاتفاق.
اجتماع دولي في نيويورك
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعاً مع عدد من القادة العرب والإسلاميين لبحث الوضع في غزة، بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وخلال الاجتماع الذي جرى الثلاثاء الماضي، تعهد القادة بتقديم دعم عسكري ومالي للخطة الأمريكية، في وقت تحضر فيه واشنطن لمبادرة لإعادة إعمار القطاع تقودها الدول العربية، على أن يتولى الإشراف عليها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وتشير المعلومات إلى أن هذه الخطة سبق أن طُرحت أكثر من مرة خلال العامين الماضيين، بما في ذلك في عهد الرئيس السابق جو بايدن، دون أن ترى النور.
غازي حمد: مستعدون للخروج من حكم غزة
والجمعة٬ أعلن القيادي في حركة "حماس" غازي حمد، استعداد الحركة للتخلي عن إدارة قطاع غزة، في إطار تفاهم وطني شامل تشارك فيه مختلف القوى الفلسطينية.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أكد حمد أن "حماس جزء من النسيج الفلسطيني ولا يمكن استبعادها من أي معادلة سياسية"، مضيفاً: "كما قلت مراراً وتكراراً، نحن مستعدون للخروج من حكم غزة، وليس لدينا مشكلة في ذلك".
وأوضح القيادي في الحركة أن هناك اتفاقاً بين حماس وجميع الأطراف الفلسطينية، وكذلك مع الجانب المصري، بشأن تشكيل لجنة محايدة ومهنية لتولي إدارة القطاع. وأشار إلى أن القاهرة عرضت هذا المقترح على عدة دول، وحظي بموافقة جامعة الدول العربية.
ولفت حمد إلى أن "بعض القوى الخارجية تحاول فرض حلول لا تتماشى مع مصلحة الشعب الفلسطيني"، مشدداً في الوقت ذاته على أن حماس ستظل جزءاً أصيلاً من المشهد الفلسطيني.
رهان على ما بعد الحرب
وتطمح إدارة ترامب في أن يؤدي إنهاء الحرب في غزة إلى فتح الطريق أمام مفاوضات مباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي والسعودية للتوصل إلى اتفاق تطبيع أوسع يشمل إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، تجري واشنطن والرياض منذ أسابيع مشاورات هادئة بشأن السيناريوهات المطروحة، فيما أبقت المملكة على حضور متحفظ خلال اجتماعات الجمعية العامة هذا الأسبوع، مع غياب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن نيويورك.