قلل الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب من أهمية استدعاء وزارة الدفاع (البنتاغون) المفاجئ لمئات الجنرالات والأدميرالات إلى ولاية فرجينيا، رغم زعمه عدم معرفته بموضوع الاجتماع المُخطط له الأسبوع المقبل، حيث اعتُبر الأمر المفاجئ الصادر عن وزير الدفاع بيت هيغسيث مثيرًا للفضول داخل الجيش، خاصةً في ظل غياب أي تفسير لضرورة سفر ضباط رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم إلى فرجينيا في وقت قصير.
وأجاب ترامب على سؤال للصحفيين في المكتب البيضاوي بهذا الشأن، قائلا: "لماذا يُعد هذا الأمر بهذه الأهمية؟ تتصرفون وكأن هذا أمر سيء، أليس من اللطيف أن يأتي الناس من جميع أنحاء العالم للقاء؟"، وأضاف أنه سيحضر هذا الاجتماع إذا طُلب منه ذلك، لكنه تساءل صراحةً عن سبب أهمية الاجتماع.
وبالمثل، رفض نائبه جيه دي فانس الأسئلة حول غرض الاجتماع، واصفًا إياه بأنه "ليس غريبًا على الإطلاق"، وقال: "في الواقع، إنه ليس غريبًا على الإطلاق، وأعتقد أنه من الغريب أنكم يا رفاق قد تحولتم إلى قصة مهمة كهذه".
ولم يُقدّم ترامب أو فانس تفسيرًا للاجتماع أو لجدول أعماله، لكن مدير مركز معلومات الدفاع في مشروع الرقابة الحكومية، جريج ويليامز، وصف الاجتماع بأنه "غير مسبوق"، وأضاف أن الجيش لا يتطلب عادةً مثل هذه الاجتماعات الكبيرة والحضور الشخصي لأسباب عديدة ومختلفة، منها تعطيل العمليات الجارية والأمن، والمخاوف الأمنية المحضة المتمثلة في وجود هذا العدد الكبير من قياداتنا العسكرية في مكان واحد، واصفًا الأمر بأنه "مقلق للغاية".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن هيغسيت استدعى مئات الجنرالات والأدميرالات إلى الاجتماع، دون الإفصاح عن تفاصيل، ما أثار ارتباكا وقلقا داخل المؤسسة العسكرية، خاصة أنه جاء بعد سلسلة من التغييرات الكبيرة التي أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب هذا العام.
ونقلت الصحيفة عن 10 مسؤولين مطلعين أن الاستدعاء وجه إلى كبار القادة العسكريين حول دول العالم، بما يشمل نحو
800 جنرال وأدميرال منتشرين داخل الولايات المتحدة، وعبر عشرات الدول.
الأسباب المحتملة
وذكرت "سي أن أن" أن بعض المسؤولين أعربوا عن المخاوف الأمنية بشأن وجود هذا العدد الكبير من الضباط رفيعي المستوى في مكان واحد في الوقت ذاته، ونقلت الشبكة عن مساعد في الكونغرس قوله إن: "لم يكن هيغسث يخطط لإعلان حملة عسكرية جديدة كبرى أو إعادة هيكلة كاملة للقوات المسلحة العسكرية فلا أستطيع أن أتخيل سببا وجيها لذلك".
وفي ذات السياق، أفاد مصدر مطلع لـ"سي أن أن" بأنه سمع نظريات تفيد بأن الاستدعاء يهدف إلى إجراء اختبار جماعي للياقة البدنية، أو تقديم إحاطة حول حالة وزارة الحرب (البنتاغون)، ومن بين الأسباب المحتملة أيضا هي الفصل الجماعي لبعض الضباط، لكن، وبغض النظر عن الأسباب فإن عقد اجتماع مفاجئ يضم هذا العدد الكبير من الضباط أمر خارج عن المألوف، بحسب "سي أن أن".
وصرح المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية قائلا: "سيلقي وزير الحرب كلمة أمام كبار قادته العسكريين مطلع الأسبوع المقبل"، دون تقديم أي تفاصيل إضافية بشأن الاجتماع، الذي قرر عقده في قاعدة تابعة لسلاح مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فرجينيا.
كما صرح أكثر من مصدر مطلع للصحيفة بأن التوجيه أُرسل إلى جميع كبار القادة العسكريين تقريبًا في جميع أنحاء العالم، سواء كبار الضباط برتبة عميد أو أعلى، وما يعادلهم في البحرية وكبار مستشاريهم المجندين، أي ما يعادل أكثر من 800 جنرال أو أميرال.