حقوق وحريات

طفل غزيّ يحمل كيس دقيق يزن 15 كيلوغراما.. مشهد يلخص سياسة التجويع

يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة، نتيجة الحصار والعدوان- جيتي
في مشهد مؤلم يلخّص معاناة أكثر من مليوني فلسطيني، محاصرين داخل قطاع غزة، أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، طفلاً غزيّاً لا يتجاوز عمره 10 سنوات، وهو يحاول بشقّ الأنفس حمل كيس دقيق يزن 15 كيلوغراماً.

الطفل، الذي لم تُعرف هويته، بدا في الفيديو وهو يسير متمايلا تحت ثقل الكيس، يتوقف بين خطوة وأخرى، فيما تبدو على ملامحه علامات التعب والإصرار معا. المقطع سرعان ما أثار تفاعلا واسعا، حيثُ اعتُبر شاهدا على سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على سكان القطاع منذ أكثر من 11 شهرا.

ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة، نتيجة الحصار والعدوان المستمر، إذ تندر فيه المواد الأساسية، ويُضطر المواطنون للانتظار لساعات طويلة للحصول على مساعدات غذائية محدودة. وتُعدّ أكياس الدقيق واحدة من أهم المساعدات التي تقدمها مؤسسات الإغاثة، في ظل انهيار سلاسل الإمداد بفعل الحصار الكامل وإغلاق المعابر.


يقول عدد من النشطاء إنّ: "مشهد الطفل لا يعبّر فقط عن معاناة فردية، بل يلخّص واقع أجيالٍ من أطفال غزة، الذين كبروا تحت الحصار والجوع والقصف". فيما يضيف أحدهم: "بينما يحمل هذا الطفل كيس دقيق أكبر من جسده، يحمل أطفال غزة أيضا أوزان الحرب والحصار والخذلان العالمي".

إلى ذلك، يأتي تداول هذا المقطع في وقت تتصاعد فيه الأصوات الحقوقية المطالبة بالضغط على الاحتلال لرفع الحصار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، عقب تقارير أممية حذّرت من خطر المجاعة الوشيكة في القطاع، خصوصا في شمال غزة، حيث يُمنع دخول الإمدادات بشكل شبه كامل.

وعلى الرغم من آلاف التقارير والتحقيقات حول كارثة الجوع في غزة، يرى مراقبون أنّ: "مقطع الفيديو القصير هذا، كان أكثر قدرة على اختراق الصمت العالمي". تمّت مشاركته على نطاق واسع، ووُصف بأنه "أبلغ من البيانات الرسمية"، لأنه يظهر معاناة الناس كما هي، دون وساطة أو تلطيف.

ويُذكر أن منظمات إنسانية عدة كانت قد نبّهت إلى أن الاحتلال يستخدم سلاح الجوع كوسيلة ضغط سياسي وعقاب جماعي، في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تجرّم تجويع المدنيين كأسلوب حرب.