أصدر الدكتور عصام البشير بياناً توضيحياً
تعقيباً على
الجدل الذي أثارته مقاطع مجتزأة من مقابلة مطولة للعلامة الشيخ محمد
الحسن الددو الشنقيطي، في بودكاست الرحلة على منصة "عربي21" مؤكداً أن
ما نُقل أُسقط على غير سياقه وأُوِّل بتأويلات متعسفة، ما فتح الباب أمام لغط
وتجريح لا يليق بمقام العلماء.
وفاة النبي ﷺ "أعظم مصائب الأمة"
البشير شدد على أن وصف وفاة النبي ﷺ
بـ"المصيبة" هو حق لا جدال فيه، فهي أعظم مصيبة في تاريخ الأمة بنصوص
الشرع ولسان العرب، ولا يتعارض ذلك مع كمال
الدين أو تمام البلاغ. وأوضح أن كلام
الشيخ حول "عدم نزول دستور مكتوب تفصيلي" إنما يعبر عن تقرير علمي
معروف؛ فالشريعة جاءت بالأصول الكلية كالعدل والشورى والبيعة، وتركت تفاصيل
الآليات لاجتهاد الأمة وفق مقاصد الشرع وضوابطه.
البشير حذّر من خطورة اجتزاء كلام العلماء
وتحميله ما لا يحتمل، مشدداً على أن الواجب النظر إلى مجموع أقوالهم، لا إلى مقاطع
مبتورة. وأكد أن الشيخ الددو نفسه أوضح مقصوده في تسجيل لاحق، رفع فيه كل لبس.
وفي لهجة حازمة، استنكر البشير ما صدر من
بعض الأطراف من "تطاول وتبديع وتكفير"، معتبراً ذلك انحرافاً عن النقد
العلمي الرصين، وخروجاً إلى حملات "تشنيع شعبوية" لا تزيد الأمة إلا
فتنة وضعفاً.
أدب الخلاف وحق التناصح
البشير فرّق بين النقاش العلمي بين أهل
الاختصاص، الذي يبقى في دائرة التقدير والاحترام، وبين ما يجري في فضاءات التواصل
الاجتماعي من جدل تغذيه حملات إلكترونية موجّهة، هدفها الإثارة لا البحث عن الحق.
واختتم البشير بالتأكيد على ما عرفه عن
الشيخ الددو من موسوعية علمية، ووعي مقاصدي، وورع في الفتوى، وحرص على تنزيل
الاجتهاد على الواقع، مع الإقرار بأنه كغيره من العلماء بشر يصيب ويخطئ. لكنه شدد
على أن هذه الحملات لن تنال من مكانة الشيخ ولا من محبة الأمة له.
وختم بيانه بالتحذير من الانجرار وراء حملات
التشويه، داعياً إلى تجديد الالتزام بأدب الخلاف وحفظ هيبة العلم ووحدة الصف،
مؤكداً أن العلماء "حصون الأمة"، وبهم تُصان المحكمات وتُهذَّب
الخلافات.
وشهدت مقابلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو
الشنقيطي في بودكاست الرحلة الذي يقدمه الزميل عادل الحامدي على منصة
"عربي21"، جدلاً واسعاً بعد تداول مقاطع مجتزأة منها، أبرزها قوله إن
وفاة النبي ﷺ كانت "أعظم مصيبة" أو "أولى نكبات المسلمين"،
وحديثه عن أن الشريعة لم تنـزل "دستوراً تفصيلياً مكتوباً" وإنما جاءت
بالأصول الكلية كالعدل والشورى والبيعة، وتركت تفاصيل الآليات لاجتهاد الأمة.
خصومه اعتبروا هذه العبارات إساءةً أو
تقليلاً من كمال الدين، بينما أوضح الشيخ في تسجيل لاحق أن قصده بيان عظم المصيبة
بوفاة الرسول، وأن الدين كامل بمقاصده وضوابطه، لكن تفصيلات الحكم تخضع لاجتهاد كل
عصر. الجدل تعاظم بسبب اجتزاء السياق وتحوّله إلى حملات تشنيع شعبوية على منصات
التواصل، مقابل دعوات من علماء بارزين ـ مثل د. عصام البشير ـ إلى الإنصاف وحفظ
مكانة العلماء والالتزام بأدب الخلاف.