أثار تسجيل صوتي نادر
للأمين العام السابق لحزب الله،
حسن نصر الله، جدلاً واسعاً بعد عرضه للمرة الأولى
عبر شاشة "المنار" ضمن برنامج بانوراما اليوم.
ويوثق التسجيل اجتماعاً
عسكرياً جمع نصر الله بالقائد إبراهيم عقيل، ويتناول فيه ما عرف بـ"قواعد الاشتباك"
التي شكلت لاحقا أساسا لسياسة الردع بين
حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.
ويعد التسجيل الذي
انتشر سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بمثابة وثيقة تاريخية تظهر جانباً من منهج
نصر الله في إدارة الصراع العسكري، ورؤيته في الحفاظ على التوازن الميداني، حيث تفاعل
آلاف الناشطين مع المقطع، معتبرين أنه يكشف عن ملامح جديدة في شخصية نصر الله القيادية،
ويعيد إلى الأذهان مسيرته السياسية والعسكرية الممتدة لعقود.
يأتي عرض التسجيل بعد
مرور نحو عام على استشهاد حسن نصر الله في هجوم للاحتلال الإسرائيلي استهدف الضاحية
الجنوبية لبيروت، حيث ارتبط اسم نصر الله بعدة محطات بارزة، أبرزها انسحاب جيش
الاحتلال
الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، وحرب تموز / يوليو 2006 التي اعتبرت إحدى أهم المواجهات
التي كرست "قواعد الردع".
وكانت، وسائل إعلام عبرية كشفت تفاصيل أكثر عن عملية اغتيال نصر الله مؤكدة أنها لم تكن نتيجة ضربة جوية
مفاجئة فحسب، بل جاءت "تتويجا لعملية سرية مركبة، بدأت قبل أسابيع من الهجوم،
بمشاركة عملاء الموساد ووحدات استخباراتية وتقنية متطورة".
وذكرت صحيفة يديعوت
أحرونوت في تقرير موسع، أن المرحلة الأخطر في العملية جرت في أيلول/ سبتمبر الماضي،
عندما تسلل عملاء الموساد إلى قلب "حارة حريك"، المعقل الأشد تحصينًا لحزب
الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، في وقت كانت المنطقة تتعرض لقصف جوي إسرائيلي متواصل.
وتابع التقرير أن عملاء
الموساد تمكنوا من إدخال أجهزة خاصة وزرعها في المبنى الذي يعلو المقر السري للحزب
تحت الأرض، وهو المكان الذي كان من المفترض أن يجتمع فيه نصر الله مع الجنرال الإيراني
عباس نيلبوروشان، وقائد الجبهة الجنوبية للحزب على كرشي.
كما كشف المتحدث باسم
جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن حصيلة العمليات العسكرية التي نفذت ضد حزب الله حيث زعم
في بيان رسمي أن المعطيات لتسليط الضوء على حجم الخسائر التي تكبدها الحزب، سواء على
الصعيد العسكري أو القيادي، إضافة إلى الأضرار الواسعة التي لحقت ببنيته التحتية.
وبحسب البيان، نفذ
جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 9,800 هجوم على أهداف مختلفة، شملت آلاف منصات إطلاق الصواريخ
قصيرة المدى، إلى جانب مخازن الأسلحة والذخيرة ومواقع القيادة التابعة لحزب الله.