سياسة دولية

ترامب يحلم بالعودة إلى "باغرام".. تعرف إلى "نقطة الانطلاق" لغزو أفغانستان

رفضت طالبان فكرة عودة الأمريكيين إلى باغرام - جيتي
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يعمل على استعادة قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان والتي تخلت الولايات المتحدة عنها قبيل انسحابها الفوضوي من البلاد صيف عام 2021، وذلك خلال مؤتمر صحفي له مع رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر.

ما اللافت في الأمر؟

لم يحدد ترامب شكل "استعادة" القاعدة الجوية الحيوية في أفغانستان، وفيما أشار في مرات سابقة مثل قضية السيطرة على قناة بنما، لاحتمال استخدام القوة العسكرية، جاءت كلماته عن باغرام في تلميح لاتفاق محتمل بحجة أن الأفغان "يحتاجون إلى أشياء منا"، لكن سلطات كابول الجديدة لا تشاطره الرأي.

ماذا قالوا؟

◼ قال ترامب: "نريد استعادة تلك القاعدة إنها على بعد ساعة من المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية، علينا استعادتها".

◼ قال المسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية ذاكر جلالي إن واشنطن وكابول بحاجة للتعاون سياسيا واقتصاديا على أساس الاحترام المتبادل دون أن تحتفظ الولايات المتحدة بأي وجود عسكري في أي جزء من أفغانستان.

◼ قال مسؤول أمريكي لرويترز أنه لا يوجد خطة عسكرية للسيطرة على قاعدة باغرام وإن أي عودة إلى باغرام تتطلب عشرات آلاف الجنود والعمليات اللوجستية المعقدة.

◼ قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير سابق لرويترز إنه لا ميزة عسكرية للعودة إلى باغرام فالمخاطر تفوق المزايا.

◼ قال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن بكين تحترم استقلال أفغانستان وسيادتها وسلامة أراضيها وحث جميع الأطراف على القيام بدور بناء من أجل السلام والاستقرار الإقليميين.

تاريخ القاعدة 

النشأة والعصر السوفيتي (الخمسينات ــ 1989)

 بنيت القاعدة في الخمسينات تحت النفوذ السوفيتي كجزء من المنافسة الباردة، وزارها الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور في 1959 خلال زيارة رسمية إلى أفغانستان، حيث استقبله الملك ظاهر شاه ورئيس الوزراء داود خان. 



استخدمتها القوات السوفيتية بشكل واسع بعد غزو أفغانستان في 1979، وكانت مركزا رئيسيا لعملياتهم الجوية والبرية حتى الانسحاب في 1989.

وفي بدايات الغزو السوفييتي، زحفت القوات السوفيتية نحو القاعدة وسيطرت عليها، قبل أن تنشر فيها مقاتلات ومروحيات، انطلقت منها لتنفيذ عمليات في عموم أفغانستان.

صراع داخلي على القاعدة

 وتسابقت القوى الأفغانية المتصارعة، بعد انجلاء السوفييت، للسيطرة على القاعدة، وتركزت المنافسة تحديدا بين حركة طالبان وقوات "تحالف الشمال" بقيادة أحمد شاه مسعود، بعد عام 1999، قبل أن تحسم الأولى المعركة في العام التالي، وضلت القاعدة ساحة كر وفر إلى حين سقوط نظام طالبان.

Embed from Getty Images

التحالف الدولي والغزو (2001)  

بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، سيطر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على القاعدة في 2001، مع مشاركة قوات بريطانية خاصة وقوات أمريكية وأصبحت مركزا رئيسيا للعمليات ضد تنظيم القاعدة وطالبان، وتم نشر آلاف الجنود الأمريكيين فيها. 

Embed from Getty Images

التوسعة والبنية التحتية (2006 - 2010)

نفذت الولايات المتحدة توسعات كبيرة في القاعدة، بما في ذلك مدرج بطول 3500 في 2006 بتكلفة 68 مليون دولار، مما سمح باستقبال طائرات كبيرة.

تحولت القاعدة إلى "مدينة عسكرية صغيرة" مع مرافق طبية، لوجستية، وتجارية، واستوعبت آلاف الجنود.

وكانت القاعدة تضم مطاعم للوجبات السريعة، مثل برغر كينغ وبيتزا هت، إضافة إلى متاجر تبيع كل شيء من الإلكترونيات إلى السجاد الأفغاني.

Embed from Getty Images

واتخذ الأمريكيون من باغرام مركزا للاعتقال والتحقيق، ومحطة لجمع المعتقلين قبل نقلهم إلى "غوانتانامو"، سيء الصيت.

وعام 2009، تم الانتهاء من إنشاء معتقل "باروان" بجانب القاعدة، ليكون بديلا لمراكز الاحتجاز في باغرام، وبات المعتقل الرئيسي لمن تقبض عليهم القوات الأمريكية في أفغانستان، بدلا من إرسالهم إلى معتقل غوانتانامو.

الانسحاب الأمريكي (2021) 

انسحبت القوات الأمريكية من القاعدة في تموز/ يوليو 2021 دون إخطار القوات الأفغانية، وتسلمت الحكومة القاعدة، لكن الانهيار السريع للحكومة أعاد السيطرة إلى حركة طالبان التي تولت مقاليد البلاد مجددا.

Embed from Getty Images

وانتقد ترامب سلفه جو بايدن للتخلي عن القاعدة وقال إنه كانت هناك خطة للإبقاء على قوة أمريكية صغيرة على الرغم من أن اتفاق شباط/ فبراير 2020 مع طالبان نص على انسحاب جميع القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة.

ليست باغرام وحدها

وسبق أن قال ترامب إنه يريد أن تستحوذ الولايات المتحدة على أراض ومواقع تمتد من قناة بنما إلى غرينلاند، وبدا أنه يركز على قاعدة باغرام منذ سنوات.

ولمح ترامب، إلى احتمال استخدام القوة العسكرية، للسيطرة على قناة بنما، أو غرينلاند القريبة من الحدود الأمريكية، والمليئة بالثروات الطبيعية.



ورفض ترامب استبعاد القيام بتحرك عسكري بشأن قناة بنما وغرينلاند اللتين يرى بأن على الولايات المتحدة السيطرة عليهما.

قال ترامب إنه لن يسمح بوقوع قناة بنما في الأيدي الخطأ، في إشارة للصين.

وتعتبر بنما قناة خاضعة لسيطرة دولة بنما بشكل كامل، فيما غرينلاند إقليم محكوم ذاتيا يتبع الدنمارك، وفيما كان كلام ترامب عن بنما بلغة فرض السيطرة، جاء كلامه عن غرينلاند بصيغة أقرب إلى "عرض شراء" للجزيرة.