تتصدر حالة التوتر المتصاعدة بين القاهرة وتل أبيب
في الآونة الأخيرة، النقاشات
الإسرائيلية، وسط مخاوف من انهيار العلاقات بين
الجانبين وانتقالها بشكل فعلي إلى الميدان وصولا إلى حدوث مناوشات ومواجهات عسكرية
مباشرة.
وقال الكاتب بصحيفة "
إسرائيل اليوم" جلال
بنّا إنّ "الفترة الحالية والسابقة شهدت توجيه انتقادات لاذعة للعلاقات
الإسرائيلية
المصرية، لكن يبدو أن هذه الانتقادات الصادرة من تل أبيب، وصولا
لإعلان تجميد صفقة شراء مصر للغاز من إسرائيل بقيمة 35 مليار دولار، عززت حكم
السيسي أكثر مما أضرّت به، وصوّرته كرجل وطني مصري يُعلي مصالح الوطن على أي مصلحة
أخرى، وإلا لما انتقد بنيامين نتنياهو السلوك المصري".
وأضاف في مقال ترجمته "
عربي21" أن
"المؤسستين الأمنيتين والعسكريتين لدى الجانبين تدركان جيدًا أهمية العلاقات
بينهما، والحفاظ على الوضع الراهن في
التنسيق الأمني، فضلًا عن التناغم والتعاون
بينهما، ورغم برودة السلام بينهما، وافتقاره للتضامن المتبادل، إلا أن أهمية
العلاقات كبيرة جدًا، وهي اليوم أكثر من أي وقت مضى".
وزعم أن "انتقادات نتنياهو لمصر يبدو أنها
مُنسّقة مع السيسي، ومُوجّهة للرأي العام الإسرائيلي لهدف سياسي، هو الرد على
المنشورات التي تُفيد بأن مصر تنتهك اتفاقية السلام، وتُغيّر الواقع الأمني،
وتُكثّف قواتها العسكرية في سيناء، وعلى طول الحدود مع تل أبيب".
وأوضح أنه "من الناحية العملية، لا يوجد انتهاك
مصري لاتفاقية السلام، رغم التغييرات، لأن مصر لا يُمكنها انتهاكها، والهدف
الرئيسي من هذه التغييرات هو منع فرار سكان
غزة لسيناء، صحيح أن الجيش المصري شهد
تطورًا تكنولوجيًا وعدديًا في العقد الماضي، ويتجلى هذا في مشتريات الأسلحة
الجديدة، بما فيها الغواصات الألمانية المتطورة، إلا أن هذه التغييرات تُقاس
وتُراقب لأنها تأتي من مورد رئيسي واحد، وهو الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن "واشنطن لن تنقل الأسلحة أبدًا
إلى القاهرة دون تنسيق مع تل أبيب، كما يتجلى برفضها لسنوات بيع طائرات مقاتلة
متطورة لدول الخليج، رغم علاقاتها الوثيقة بها، واستثمارات الأخيرة القياسية في
الاقتصاد الأمريكي".
وزعم أن "إسرائيل ومصر تتشاركان أصولًا
استراتيجية، حافظتا عليها حتى الآن، بعد 45 عامًا من توقيع اتفاقية السلام: بدءًا
من النشاط في البحر الأحمر، ومنع الحوثيين من السيطرة على الطريق البحري من الشرق
إلى الغرب، مرورًا بالأنشطة الاستخباراتية في أفريقيا، والحرب ضد داعش في سيناء،
وحتى النشاط ضد العدو المشترك إيران، لذلك، فإن أي انتهاك للاتفاقية بينهما قد
يُخلّ بتوازن المصالح المتبادلة، وهو أمر لا يرغبان فيه".
وأكد أننا "نستنتج من هذه العاصفة العابرة في
علاقاتهما أنه لا يمكن المساس بها بالتأكيد، لاسيما في ظل التغيرات الكبيرة التي
شهدها الشرق الأوسط في العامين الماضيين، خاصة الحرب في غزة، التي عزّزت روابطهما،
وتنسيقهما الأمني، وليس من قبيل الصدفة أن مصر لعبت، ولا تزال، دورًا هامًا في
المفاوضات مع حماس، قبل سنوات عديدة من اندلاع حرب السابع من أكتوبر".